أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : متى يجب غض البصر؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أريد استشارتكم -بصفة عامة- عن موضوع البصر, ومتى يجب غضه؟
وأريد التوضيح في مسألة مشاهدة الأفلام, وكل واحد من الجنسين يشاهد الجنس الآخر, أو متابعة شيء يعود علينا بالفائدة كالأخبار, أو البرامج الدينية.
أريد توضيح هذه المسألة بكل ما فيها من حالات, وماذا عند وجودنا في بلد أجنبي أو عمل مختلط؟
وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب, ونشكر لك تواصلك معنا، كما نشكر لك اهتمامك بمعرفة ما أحل الله عز وجل وما حرمه عليك في مسألة النظر، ونسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا العمل بما يرضيه, وأن يجنبنا كل ما يُسخطه.
لا شك -أيها الحبيب- أن الله عز وجل أمرنا بغض الأبصار في كتابه الكريم، فقال سبحانه وتعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون} وقد جعل الله عز وجل غض البصر مقدمة لحفظ الفروج وعفة النفس، فإن العين بريد القلب، فهي طريقه ومنفذه الذي يطلع من خلاله على الخارج والعالم، فإذا أطلق الإنسان العنان لبصره وقلب عينيه في وجوه النساء أثر ذلك أيما تأثير على قلبه, وأورثه أنواعا من الحسرات، وكما قال الشاعر:
وكنتَ متى أرسلت طرفك رائدًا *** لقلبك يومًا أتعبتك المناظرُ
رأيتَ الذي لا كله أنت قادر *** عليه ولا عن بعضه أنت صابرُ
وكما قال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى - : (كم من نظرة أورثت قلب صاحبها البلابل والحسرات) فغض النظر -أيها الحبيب- سبب أكيد لسعادة القلب, وهدوء النفس, وعفتها, وارتياح الضمير, وعيش الإنسان عيشة هنية سعيدة، كل هذا أرشدنا الله عز وجل في كتابه وأرشدنا رسوله صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة حفظه عما حرم الله، بل أمرنا عز وجل بحفظ الأبصار عن كل ما يتمتع به بعض الناس من زينة الحياة الدنيا حتى لا تشتغل القلوب بما لا تقدر عليه، قال تعالى: {ولا تمدنَّ عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه}.
فيجب على المسلم والمسلمة غض بصره عن ما حرم الله عز وجل النظر إليه من النساء بالنسبة للرجل ومن الرجال بالنسبة للمرأة، والصور الفاضحة التي فيها من المناظر ما يشين النظر إليه هي كذلك للإنسان أيضًا فعليه أن يحفظ بصره عن النظر إليها، ولكن النظر عند الاحتياج إليه كاحتياج الإنسان التعامل مع المرأة بيعًا أو شراءً أو تعامله مع المرأة في حالات تستدعي ذلك كأن يكون طبيبًا يداويها، أو يحتاج إلى من يداويه فلا يجد إلا امرأة، ونحو ذلك من الحاجات، فهنا يجوز النظر بقدر الحاجة، أما ما عدا ذلك فالأصل هو حفظ النظر وكفه عن النظر إلى الأجنبيات، وعلى الإنسان المسلم أن يدرك يقينًا أن الله عز وجل يعوضه عن هذه النظرة المحرمة بما هو خير له وأبقى من سعادة يجدها في قلبه وسكينة وطمأنينة في نفسه، وقد جرب من وفقوا لهذا وعرفوا آثارها في حياتهم.
فنصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تتوقف عن مطالعة الأفلام التي فيها صور للنساء لا سيما الصور الفاضحة المشينة، وننصحك أيضًا بغض بصرك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، ومن رحمة الله تعالى أنه عفا عن النظرة الأولى التي هي النظرة المفاجئة، النظرة الأولى، فقال: (لك الأولى وليست لك الثانية) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فهذا من رحمة الله تعالى بنا وعدم تكليفنا بما لا نستطيعه.
نسأل الله تعالى لك ولنا التوفيق لكل ما يحبه ويرضاه، وأن يأخذ بأيدينا ويعيننا على طاعته.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعيش في فرنسا ببيت خالتي وأتأذى بتصرف بناتها | 1521 | الأربعاء 08-07-2020 03:55 صـ |
أريد ترك العمل في الشركة بسبب الأغاني والاختلاط.. ما نصيحتكم؟ | 956 | الخميس 25-06-2020 04:20 صـ |
أنا فتاة أحب ارتداء الحجاب لكني مترددة! | 2612 | الثلاثاء 18-06-2019 06:26 صـ |
كيف أتخلص من ذنوبي وأثبت على الاستقامة؟ | 52999 | الأربعاء 24-04-2019 07:02 صـ |
كلما تبت من الذنوب عدت إليها، فماذا أفعل؟ | 8293 | الاثنين 17-06-2019 09:26 صـ |