أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لا أفرق بين الحقيقة والخيال وأخاف من الموت...فما العلاج؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا الطالبة سحر لدي سؤال واحد:

حالتي متردية جداً، ولا أعلم من أين أبدأ، ولكني تعبت جدا, عانيت في المرحلة الثانوية من حالة الخوف من الموت، لدرجة أنني كنت أبكي بكاء شديدا جدا ولا أستطيع أن أتحمل نفسي, ثم بعد ذلك ذهبت هذا الحالة وعادت الآن بشكل أكبر، فأصبحت أخاف من كل شيء حتى الخروج من المنزل وركوب السيارة, وبعد وفاة جارتنا أصبحت أكره ركوب السيارات, وصرت أبكي دائما, لا أستطيع الخروج من المنزل مطلقاً، بل أصبحت لا أستطيع قراءة القرآن أو السنن أو الأذكار، بالرغم من أني كنت محافظة عليها جدا, وأصبح كل شيء في عقلي يأتيني في أحلامي، فلا أعلم هل هو حلم أم خيال من رأسي!؟

أصبحت لا أفرق بين الواقع والخيال, أصبحت أكره من حولي, وعصبيه جدا لا أعلم ما الحل.

آسفة للإطالة.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك، وأحسنت وصف الموقف، وما أطلت.

إن ما وصفت في سؤالك يشكل مزيجا من عدة أمور، فهناك طبعا موضوع الرهاب أو الخوف المرضي من الموت، فمن الأمور الطبيعية أن يذكر الإنسان الموت للموعظة مثلاً مع شيء من الخوف الطبيعي بحيث لا يسيطر هذا الخوف على كامل حياة الإنسان، ولكن في بعض الحالات ولأسباب نعرفها أو لا ندركها، قد يشعر الشخص بالخوف من الموت وبشكل شديد يتجاوز الحدّ الطبيعي كما هو الحال الذي ذكرت في سؤالك. وربما يكون له علاقة بوفاة جارتك، وهذا معلوم عادة فمن الممكن أن يثيرحادث وفاة عند الشخص الخوف من الموت.

وقد يمتد الخوف من الموت ليشمل الكثير من الأنشطة الحياتية، والتي لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بالموت، كركوب السيارة أو زيارة المستشفى وعيادة المريض، أو لعب بعض الألعاب الرياضية التي يمكن أن تعرض صاحبها لأذى.

والجانب الثاني من القسم الأخير من سؤالك يوحي بأن هناك حالة من الوسواس القهري، حيث تأتيك الأفكار القهرية رغما عنك مهما حاولت دفع هذه الأفكار، إلا أنها تبقى تفرض نفسها في ذهنك، وهذا الذي نسميه بالوسواس القهري، وحتى أنها قد تفرض نفسها حتى في الأحلام وأثناء النوم.

وقد تكون هناك علاقة خفيّة بين الخوف من الموت وبين الوسواس القهري المتعلق بالموت، فالخوف يوتر الإنسان فتزداد عنده الوساوس، والوساوس تزيد من خوفه من الموت.

وقد يكون من العناصر الرئيسية للعلاج أن يطلع المصاب على طبيعة الإصابة وطبيعة الأعراض، ويمكن أن يتم هذا من خلال قراءة كتاب عن طبيعة الرهاب والخوف أو الوسواس القهري، وكيف يمكن لهذه الأعراض أن تؤثر في مجريات الحياة.

ويبقى العلاج المعرفي السلوكي هو الأمثل لكل من الخوف أو الوسواس القهري، وعليك لأجل هذا من مراجعة أخصائية نفسية أو طبيب نفسي في مدينتك، وقد يصف لك الطبيب بالإضافة للعلاج السلوكي المعرفي أحد الأدوية النفسية التي تساعدك على هذا التغيير، وهي عادة أحد أدوية الاكتئاب بالرغم من عدم وجود الاكتئاب.

وللمزيد من الاطلاع يمكن قراءة كتاب "المرشد في الأمراض النفسية واضطرابات السلوك" د. مأمون مبيض من المكتبات أو من موقع (نيل وفرات دوت كوم).

نسأل الله لك الشفاء العاجل.

وننصحك بمراجعة هذه الاستشارات التي تتحدث عن علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225) ففيها نفع كبير, وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2863 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2789 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1083 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2125 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1569 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ