أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل أستطيع الجمع بين الفافرين والبروزاك والريسبيردال؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته,,,

أنا من أشد المعجبين بما تقدموه من خدمات طبية راقية, أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم.

أنا صاحب الاستشارة رقم (2117898) وقد رجعت إلى طبيبي الذي أكد لي أنه لا يوجد دواء يستطيع مسح الأفكار ومنع الوساوس, وأنا مستمر على العلاج السلوكي ومحاربة الأفكار وقد حاولت التغلب على هذه الأفكار بالعلاج السلوكي ولكني أجد مشقة رهيبة جدا وكل مرة تبوء محاولاتي بالفشل سؤالي هو: هل أستطيع أن أتناول دواء الفافرين مع البروزال والريسبيردال؟ حيث إني بينت لطبيبي أنني أصبحت غير مستفيد من الفافرين فأوضح لي أنه يرى جرعه 300 فافرين+2مللي جرام رسيبيردال كافية, وأن الدور الآن هو للعلاج السلوكي فهل أستطيع مثلا الجمع يبين البروزاك والفافرين؟ والشق الثاني في سؤالي: حينما أطبق العلاج السلوكي -على سبيل المثال حين أقاوم الوسواس- أجد صعوبة رهيبة بل تظل الفكرة ملحة بشكل غريب على رأسي ولا تهدأ إلا بالقيام ببعض الأفعال.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه توجد عدة نماذج لعلاج الوساوس القهرية فيما يخص العلاج الدوائي.

النموذج الأول هو: أن يتم تناول دواء واحد من الأدوية المشهود لها بالفعالية وتكون بجرعة كاملة، فمثلاً عقار ففارين جيد، والبروزاك جيد، واللسترال جيد أيضًا، وكذلك السبرالكس والزيروكسات, أيّ من هذه الأدوية يمكن أن يتم تناوله بجرعة علاجية كاملة.

إذا لم تحدث استجابة هنا يُنصح بإضافة أحد الأدوية المضادة للذهان وبجرعة صغيرة، والدواء الذي تمت حوله دراسات كثيرة هو الرزبريادال، فإضافته بجرعة واحد إلى اثنين مليجرام وجد أنه مفيد جدًّا, هذا هو النموذج الثاني.

النموذج الثالث هو: أن نعطي دوائين من نفس فصيلة الأدوية التي تمنع استرجاع السيروتونين انتقائيًا، فمثلاً يمكن أن يُعطى البروزاك مع الفافرين زائد الرزبريادال، هذه هي المجموعة الدوائية التي تمت حولها دراسات كثيرة جدًّا، لكن يُشترط أن لا تتعدى الجرعة ما هو مطلوب، مثلاً إذا كانت جرعة البروزاك كبسولة واحدة فهنا يفضل أن لا تتعدى جرعة الفافرين مائتين إلى مائتين وخمسين مليجرام، وإذا كانت جرعة البروزاك أربعين إلى ستين مليجرامًا هنا يفضل أن لا تزيد جرعة الفافرين عن مائة مليجرام، وهكذا, وهذا هو النموذج الذي أراه دائمًا أفضل في علاج بعض حالات الوساوس القهرية التي نعتبرها مقاومة للعلاج نسبيًا، والأمر يتطلب الصبر؛ لأن هذه الحالات التي تُشخص كحالات شديدة أو مقاومة نسبيًا تجد دائمًا أن الفائدة العلاجية الدوائية لا تظهر قبل مضي ثمانية إلى عشرة أسابيع من بداية العلاج، وهذا نقطة لابد أن ننبه لها.

أما من حيث تناول الفافرين واللسترال والبروزاك مع بعضهما البعض، أنا أقول أن هذا المنهج ليس منهجًا مرغوبًا وإن لم يكن ممنوعًا، وإذا رأى الإنسان أن يأخذ هذا النموذج يجب أن تُحسب الجرعات حتى لا نتخطى الجرعة العلمية الصحيحة، لأن الخوف إذا ازدادت الجرعة أو كانت هنالك تفاعلات سلبية بين هذه الأدوية الثلاثة هذا ربما يؤدي إلى ما يعرف بمتلازمة السيروتونين، وهي متلازمة أو علة قد تكون خطيرة في بعض الأحيان.

فلا مانع من أن يتم تناول هذه الأدوية مع بعضها البعض، لكن يجب أن تُحسب الجرعة، ويجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبي, مثلاً نعرف أن كل عشرين مليجرام من البروزاك تعادل خمسين مليجرامًا من اللسترال، وكل خمسين مليجرامًا من اللسترال تعادل خمسة وسبعين مليجرامًا من الفافرين، وكل عشرين مليجرامًا من البروزاك تعادل أيضًا خمسة وسبعين مليجرامًا من الفافرين، والجرعة القصوى هي ثمانين مليجرامًا من البروزاك أو مائتي مليجرام من اللسترال أو ثلاثمائة مليجرام من الفافرين.

إذن يجب أن تُحسب الجرعات على هذا النسق وعلى هذا السياق إذا أراد الإنسان أن يستعمل هذه الأدوية الثلاثة مع بعضها البعض.

أما استعمال الرزبريادال فلا بأس به أبدًا، فهو دواء يعمل من خلال منظومة استقلاب مختلفة، ولا يؤدي إلى متلازمة السيروتونين.
بالنسبة للعلاج السلوكي: العلاج السلوكي يتطلب العزيمة، يتطلب التركيز، ويتطلب المواصلة، مثل الرقية الشرعية الإنسان يجب أن يكررها ويكررها ولا ييأس أبدًا، هذه الأمور لا حدود لها، والعلاج السلوكي لا يؤتي نتائجه بين ليلة وضحاها، فلابد أن يكون هنالك صبر، ولابد أن يكون هنالك التزام بالتطبيق، وفي نفس الوقت يجب أن يصحب العلاج السلوكي تغيير كامل في نمط الحياة، هذا مهم جدًّا.

والعلاج السلوكي في بعض الأحيان يتطلب معاونة الشخص الخبير, الشخص المهني الذي لديه الخبرة في العلاج السلوكي المعرفي، لأن المعالِج غير عملية التوجيه العلمية الصحيحة للشخص المعالَج فهو يلعب دورا مهما جدًّا وهو أنه سيكون القدوة والنموذج الذي يحتذي به الشخص الذي يريد أن يتعالج من وساوسه.
أما بالنسبة للصعوبة في المقاومة وأن تكون الأفكار ملحة، هذه من سمات الوساوس، وحين تكون الفكرة مُلحة يجب أن لا تُناقش، إنما تُحقّر، تحقرها بمخاطبتها مباشرة (أنت فكرة حقيرة، لن أهتم بك، قف، قف) ثم تقوم بربطها بشيء منفر أو مقزز، لكن إذا حاولت أن تشرحها أو تناقشها أو تحللها أو تحاورها هذا سوف يثبتها ويزيد منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتعالج من الوسواس؟ 887 الأحد 09-08-2020 05:30 صـ
أعاني من وسوسة بمرض أصاب أحد أقربائي، كيف الخلاص من ذلك؟ 2061 الأربعاء 22-07-2020 04:15 صـ
اضطرابات نفسية تقودني إلى نتف الشعر بشراهة، ساعدوني. 1473 الأحد 19-07-2020 02:51 صـ
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. 5055 الخميس 16-07-2020 05:51 صـ
أعاني من وسواس قهري، ما العلاج؟ 2745 الخميس 16-07-2020 05:48 صـ