أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : مخاوف وسواسية من الموت، أثرت على حياتي كثيرا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،،
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة متزوجة و لدي طفل بدأت مشكلتي عندما كنت أبلغ من العمر 18 سنة واستمرت حتى الآن مشكلتي كانت خوف شديد من الموت، ولكن بفضل الله استطعت التغلب عليه خلال سنة وارتحت منه بدون أدوية، إنما حاولت جاهدة أن أحدث نفسي وأعقلها حتى نفع معي، لكن الآن فقدت السيطرة كليا عندما كنت حامل كنت خائفة من الولادة بسبب الموت وعندما أنجبت طفلي خفت أنه لن يعيش لأنه كان خديج ووضع بالحضانة ففقدت الأكل وزادت حالتي في النفاس، وفجأة حدثت مشكلة كبيرة بيني وبين زوجي في النفاس أحسست بعدها بكآبة كبيرة لم أتخلص منها إلا قبل يومين من يومنا.
توفيت جدتي وبعدها ابنة خالتي التي صدمتنا جميعا بوفاتها في هذه الأثناء لا أستطيع التفكير سوى بابنة خالتي وكيف أنها رأت ملائكة الموت ما الذي تفعله بقبرها الآن؟ هل هي شقية أم سعيدة؟ ماذا حل بها هل كانت تعلم عندما كانت ترقص معنا أنها سوف تموت، أصبحت أفكر في هذه الأفكار حتى يؤلمني رأسي ولا أصبح قادرة على التفكير أكثر عندما أرى ابني الرضيع انظر إليه وأخبر نفسي هل سوف يرى في يوم من الأيام ملائكة الموت وسوف يرى القبر.
من هذه الأفكار والكلمات التي تؤلم الرأس أخاف من المستقبل وما سوف يحدث له علما أنني متمسكة جدا بذكر الله والأذكار وقارئة ورد من القرآن، لكن كلما قرأت ورد من القرآن ذكر فيه عذاب جهنم ونار جهنم أحسست بالخوف الشديد ومن كثرة رهبته لا أستطيع تخيل المنظر وأخبر نفسي ماذا فعلت لكي يدخلني ربي الجنة.
أصبحت الرهبة طريقي في كل شيء.
والآن والدي غضبان علي بسبب رسالة كتبتها طلبت مني أمي أن أكتبها للخادمة لأنها اكتشفت أن والدي يحدث الخادمة بالهاتف يوميا في بلدها فغضبت والدتي وكانت في حالة نفسية مزرية، فطلبت مني كتابة رسالة بالانجليزي لها توبيخا للخادمة، فعندما فعلت علم والدي وغضب مني مما أثار عندي القلق والحزن ولا أعلم ماذا أفعل؟ عجزت أتحكم في أعصابي لم أعد قادرة مثل بداية الأمر.
علما أنني ولدت مبكرا وطفلي الآن يبلغ من العمر 3 أشهر أحبه كثيرا وأحب زوجي كثيرا، ليتها تزول الوساوس لتصفو حياتي وعندما أحاول إزالتها أخاف أنني بإزالتها أنسى أمر الله وأفعل ما يحلو لي من دون خوفه، أرجوكم بعد فضل الله عليكم ومنته بأن رزقكم العقل ملاحظة عندما أكون بجوار أهلي أخاف من الضحك والترفيه لأني أربط بين من يضحك كثيرا يبكي كثير فأخاف أن يحدث شيء وأني سوف أفقدهم يوما ما ولا أعرف ما العمل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أشكرك كثيرا، على التواصل مع إسلام ويب.
فرحلتك مع القلق والمخاوف والوساوس واضحة جدا، وحقيقة أنا أشكرك كثيرا على التسلسل والتوضيح الدقيق، لحالتك، والخوف قد بدا لديك منذ عمر مبكر، ثم بعد ذلك حدثت لك الأحداث الحياتية التي ذكرتيها، وهذه تعتبر من الراوبط المهمة أو المثيرات التي تؤدي أيضا إلى القلق والخوف والوساوس.
من الناحية التشخيصية حالتك واضحة جدا، وهي ما نسميه بالمخاوف الوساوسية وهي في أصلها قلق وربما يكون لديك استعداد لمثل هذه الحالة، وهذا لا يعتبر أبدا ضعف أو منقصة، لأن الإنسان في نهاية الأمر هو كتلة من العواطف والواجدان.
المخاوف والوساوس من هذا النوع تعالج بالتحقير وبإخضاعها للمنطق، هناك أنواع من الوساوس ليس من المفيد أن نخضعها للمنطق، حيث أن ذلك قد يزيد من الوساوس، لكن نوعية هذه الوساوس التي تأتيك يمكن أن تناقشيها وتحاوري نفسك وحين تخضعينها للمنطق بصورة صحيحة، سوف تصلين إلى قناعة كاملة بأنها سخيفة وحقيرة، ويجب أن لا تشغلك، وهذا يساعدك على دفعها وعلى ردها، وأنت لديك تجربة ناجحة جدا فيما مضى حين كنت تعانين من الخوف الشديد من الموت، ولكن بفضل الله تعالى استطعت التغلب على ذلك.
استوقفتني جملة طيبة ذكرت في رسالتك وهي: (عندما قلت وحينما أحاول أزالتها أخاف أني بإزالتها أنسى أمر الله وأفعل ما يحلو لي من دون خوفه).
هذا تعبير جميل، ويدل على مدى عمق الوساوس لأن الوساوس تولد عنها وساوس افتراضيه أخرى، ففي هذا الشأن أود أن أطمئنك تماما أن الإنسان صاحب الضوابط والقيم سوف تضل ضوابطه وقيمه موجودة..
والوساوس مطلوب منها جزء صحي وإيجابي يجب أن يكون عند الإنسان، وأنا أؤكد لك أنه مهما كانت الوسائل العلاجية مكثفة وشديدة وناجعة فلن تفقدين هذا الجانب، أي سوف يبقى لك الجانب الوساوسي والقلقي الإيجابي الدافع وهذه نوع من محابس النفس الطبيعة.
فلن تفقدين هذا المحابس، وما استوقفني كما ذكرت لك أن الوساوس دائما تتولد عنه وساوس افتراضية أخرى.
فإذاً الأمر الأساسي هو تحقير الأمر الوساوسي صده، إدارة وقتك بطريقة صحيحة، والتأمل في ما هو إيجابي وأنت عندك أشياء ايجابية كثيرة جداً بفضل الله تعالى.
أنت استطعت قبل ذلك أن تصرفي هذه الوساوس، لديك الزوج لديك الذرية، الحمد لله تعالى ربنا أنعم عليك بمخافته، وأن تكوني في معيته، هذه الأمور كلها أمور طيبة، وكلها أمور طبيعية جدا.
الحادثة التي وقعت مع الوالد وأنه قد غضب عليك، أنا أرى أن تصرفك كان تصرفا حكيما، فلا تكوني حساسة حول هذا الأمر، وحول هذا الموضوع، رأيت أن تنهين عن المنكر بأقل ما يمكن، فلا تخدشي علاقتك مع والدك فجزاك الله خيرا.
وأنا أقدر مدى حساسيتك ومدى وجدانك وعاطفتك في هذه الأمور ولكن لا تحملي على نفسك كثيرا.
بقي أن أقول لك أن العلاج الدوائي مفيد جدا في مثل النوع من القلق والمخاوف والوساوس، لكن بما أن الطفل لا زال صغيرا فإن كنت مرضعة فقد لا يكون الدواء محبذا تناوله في مثل هذه المرحلة.
لكن إذا كانت الأعراض مطبقة وشديدة عليك جدا، فالأمر الأفضل أن توقفي الرضاعة الطبيعة للطفل، أو تنتظري حتى يبلغ الستة الأشهر بعد ذلك يمكنك توقيف الرضاعة الطبيعية واستعمال البدائل، هذا قد يكون هو الأفضل وهو الأحوط في مثل حالتك، ونحن في بعض الحالات قد نسمح بالرضاعة وتناول أدوية معينة، لكن الكثير من الأمهات خاصة اللواتي يعانين من الشعور الوجداني المتعمق والخوف والوساوس تجدينهن كثيرا ما يشعرن بالذنب حين يتناولن الدواء، ويرضعن الطفل في نفس الوقت، فمن الأفضل أن لا تضعي نفسك في مثل هذا الموقف.
الدواء الجيد في مثل هذا الأمر يعرف علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat) جرعته تبدأ بنصف حبة تناوليها يوميا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ارفعيها إلى حبة كاملة استمري عليها لمدة شهر، ثم اجعليها حبة ونصف 30 مليجرام في اليوم، وبعد شهر اجعليها حبتين.
وهذه الجرعة العلاجية الصحيحة بالنسبة لك من الممكن أن تتناوليها حبة صباحا وحبة مساء ومدة العلاج هي 3 أشهر، بعد ذلك تخفضي الجرعة إلى حبة ونصف يوميا لمدة شهرين، ثم تجعل الجرعة حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك الشفاء والعافية.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ | 2863 | الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ |
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ | 2789 | الأحد 19-07-2020 07:11 صـ |
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا | 1083 | الخميس 16-07-2020 02:42 صـ |
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. | 2125 | الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ |
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ | 1569 | الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ |