أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أعاني من رائحة تصدر من جميع جسمي مع اهتمامي بالنظافة فأرشدوني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أعزائي الأطباء: أرجوكم أريد إجابة شافية لأني لم أحصل عليها إلى الآن.
أنا فتاة في مقتبل العمر, جميلة والحمد لله, ولكن عندي مشكلة ظهرت منذ عده سنوات وهي: أني أعاني من رائحة في الجسم كاملا, تصدر مني دائما حتى بعد الاستحمام, جربت عدة أنواع من الصابون من صابون ديتول, إلى شاور جل, بعده روائح معطرة, وأنا أهتم كثيرا بنظافتي الشخصية, يوميا أستحم, وأتعطر, جربت العطور الفرنسية, والعود, والمسك, لكن دون جدوى, وتظهر رائحتي بعد الاستحمام مباشرة, وعند التعرق يكون أعظم, لا تقولوا لي اهتمي بالنظافة الشخصية لأني أهتم جدا بها, والغريب أنها تصدر من كامل الجسم, والغريب أيضا بأن إبطي ليس له أي رائحة, جربت شرب الزنجبيل, وماء الورد, والمرميه, ولكن دون أي فائدة.
أنا الوحيدة بين أخواتي التي تعاني من هذا الشيء, مع أن أخواتي لا يغتسلن إلا مرة أسبوعيا, ولا تصدر منهم أي روائح, علما بأن رائحتي تعلق في ملابسي وسريري, أرجوكم أريد حلا لأني يئست, واسودت الدنيا في عيني, وكل يوم أتمنى الموت, قرأت قبل فترة عن مشكلة مشابهة, وقالوا بأن السبب يكمن في فطريات تحت الجلد, لا تذهب بالاستحمام, ولها علاج بالحقن, فهل هذا صحيح؟
أعطوني الجواب الشافي, لأني لا أستطيع زيارة الأطباء, لأن والدي حالته المادية سيئة.
مع العلم أني لا أشكو من أي أمراض, ولا أتناول أي أدوية, وحتى إن أكلى لا يحتوي على البصل, والثوم, والأكلات ذات الروائح, وكل جسمي بشرته دهنية, وملابسي أغسلها مرتين في الماء الساخن, وأضيف لها ملطفات ومعطرات.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المهمومه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقبل أن نبدأ بالإجابة بودي التذكير بأنه ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له الدواء، وبودي أن أقول أني خلال 30 سنة من الممارسة في عيادة الأمراض التخصصية الجلدية, والتي تشمل كل ما يتعلق بالجلد وتوابعه، كالرائحة الغريبة, والتعرق, وغيرها، وخلال كل هذه الفترة لم ترد إلي إلا شكوى واحدة مشابهة لشكواك منذ 4 سنوات من خلال الاستشارات, وسأقتبس أغلب الفقرات من إجابتي السابقة, لأنها مفصلة, وسأوردها في إجابتي إليك, وذلك للتوافق مع سؤالك, وحفاظا على خصوصية الأخت السائلة قبلك,
الأخت الفاضلة: هوني عليك، فلكل مشكلة حل، ولكن الأمر يحتاج إلى روية, وتدبر, وتفكير، ومراجعة, وصبر، وتعاون, وتجريب, ومتابعة.
ونظرا لضخامة الشكوى, وكثرة المعاناة، فقد آثرت أن أطيل الإجابة المتعلقة بموضوعها، وألا أكتفي بالإشارة إليها، وذلك لتسهيل الموضوع ودمجه، ولو أن بعض الإجابات متعلقة بالتعرق العام، والأخرى بالقدمين أو الفطريات، وبعضها بالرائحة بشكل عام، وقد يكون فيها بعض التداخل, أو التكرار، نظرا لتشابه الشكوى والأعراض.
والسؤال المهم قبل أي تفصيل هو:
هل هذه الرائحة تفوح ليشمها كل من حولك, ويشتكون منها, أم أنك فقط من يشم تلك الرائحة: فإن كنت الوحيدة فهذا عرض نفسي, وعليك عدم الاستسلام لهذا الشعور, وأما إن كانت شكوى من كل من حولك ممن يعرفك, ومن لا يعرفك, ودائما, فهي شكوى حقيقية تحتاج دراسة ومتابعة.
من الطبيعي أن تتغير رائحة العرق بعد البلوغ, وهذا يحدث عند كل الناس, وبشكل متفاوت, وقد يكون ما تشتكين منه رائحة العرق بعد البلوغ, وليس رائحة غير اعتيادية.
كما وأن من القواعد الهامة البديهية، أنه لا يوجد شيء إلا وله سبب، وإن جهلنا السبب فهذا لا يبرّئ المسبب، وإنّ تجاهلنا لسبب يحرمنا التحسن من آثاره.
من الأسباب المعروفة لرائحة البدن الكريهة واحد أو أكثر من الاحتمالات التالية:
1. التعرق وفرط التعرق، ونوعية التعرق تراجع الاستشارات (18638 و235478 و 241550 و 18547 و 239626 ).
2. أكل بعض المواد الغذائية كالبصل, والثوم, وغيره الكثير مما يأكله بعض الناس, أو الشعوب، فتتميز برائحة قد لا يحتملها غيرهم.
3. هناك بعض العروق (أو المجموعات الأثنية) تتميز بروائح عن غيرها، علما بأن بعض العادات من أكل, وعطر, وثقافة سلوكية معينة، قد ينجم عنها تميز أصحابها بروائح معينة.
4. بعض الأدوية قد تؤدي إلى روائح معينة بالعرق, أو البول, أو الجسم بشكل عام.
5. بعض الأمراض تتميز برائحة مثل السكري، ورائحة الاسيتون، وقصور الكلية، والصدفية ورائحتها، والفقاع ورائحته، وهكذا.
6. يجب نفي وجود ناسور، أي فتحة من الأمعاء إلى الجلد، فهي تؤدي لرائحة شبيهة برائحة البراز، ولكن ينبغي أن تكون في منطقة العجان (أي الحوض وما حوله) وقد يكون هذا الناسور صغيرا، أي فتحة دقيقة تحتاج إلى تحري المخرج، وذلك بتتبع مصدر الرائحة (ولو كان هذا السبب لتم إصلاحه جراحيا بسهولة).
7. بعض الإنتانات تتميز برائحة خاصة، مثل الجراثيم, والإنتانات الرطبة, والإفرازات الدورية، وخاصة في المناطق الحساسة, والتناسلية، وفي حالتك يجب نفي وجود الفطريات، خاصة في الأطراف السفلية, أو مواضع الرائحة.
8. عدم الاستحمام الدوري، أو عند اللزوم، أي بعد جهد، أو تعرض للحرارة، أو عمل رياضي أو غيره من موجبات الغسل، ولكن الأمر مختلف عندك؛ لأن الرائحة تفوح بعيد الاستحمام، ومما يمكن عمله للتغلب على الرائحة هو:
1. تقصي الأسباب, وتجنبها, وتغيير العادات المؤدية لها.
2. الغسل اليومي.
3. علاج الالتهابات إن وجدت على اختلاف أشكالها, وأوضاعها.
الرائحة الكريهة في العرق قد يكون لها أسباب عديدة، راجعي على الإنترنت المتعلقات بعنوان: (bromohidrosis ) والتي تعني العرق ذو الرائحة الكريهة، ونذكر بتجنب المأكولات المبهرة, والبصل, والثوم, وغيره، مما يشك فيه، وانتبهي إلى أن هذه الرائحة تتحسن بزوال الأكل المسبب لها، ولكن على درجات, وليس فورا (مثلا هل تخف مع الصيام؟).
وإن التعرق ذو الرائحة الكريهة غالبا ما يحدث في الإبطين, والقدمين, أو ما حول المنطقة التناسلية, وغالبا ما يترافق مع:
أ- زيادة التعرق.
ب- سوء وظيفة الغدد العرقية المفرزة.
ج- إنتانات فطرية, أو جرثومية.
د- تفكك الحموض الدسمة يؤدي لرائحة متميزة.
هـ- بعض أنواع الطعام مثل الثوم، البصل، وفرط تناول البروتينات.
و- أو التسمم ببعض المعادن الثقيلة، كالزرنيخ وما أظنك تناولته.
ز- هناك بعض المواد مثل الكلور, والسباحة ببرك السباحة المضاف إليها الكلور, قد تؤدي إلى رائحة عرق شديدة, أو رائحة بدن شديدة, قد تمتد لأيام بعد السباحة, على الرغم من الاغتسال المتكرر, واستعمال الصابون, ولكنها مؤقتة, وتزول بزوال السبب.
أما المعالجة للرائحة الكريهة في العرق:
1. فأولها معالجة السبب إن أمكن (خاصة الطعام, والإنتانات الموضعية، وخاصة الفطرية منها).
2. تنظيف عام للجسم, وحمامات متكررة.
3. تغيير الألبسة، خاصة الداخلية, والجوارب بشكل متكرر.
4. واستخدام ألبسة غير ضيقة, وتجنب التعرق المفرط.
5. تجنب بعض أنواع الطعام مثل: كثرة البروتينيات, الثوم, البهارات.
6. تهوية المنطقة.
7. بودرة خاصة للقدمين قبل ارتداء الجوارب, أو بودرة خاصة للإبطين.
8. أما الإبطين خاصة، فمزيلات الرائحة المتوفرة بمستحضرات مختلفة، ومنها (الدرايكلور)، ولكن يجب الحذر من الحساسية الموضعية الناجمة عن بعض هذه المركبات.
9. صوابين مطهرة مضادة للجراثيم.
10. كما ويمكن (للبوتكس) أن يخفف التعرق، وبالتالي تخف الرائحة التي يحملها العرق، حتى ولو كان العرق خفيفا، وأنصح بتجريبه, حتى ولو كان تأثيره جزئيا أو مؤقتا، خاصة قرب المواضع شديدة الرائحة.
11. وآخر الدواء الكي، فإن كانت الغدة التي تفرز العرق القليل بالكمية, والكريه بالرائحة لا تستجيب لأي من العلاجات السابقة، فهناك الاستئصال الجراحي لهذه القطعة، خاصة من جلد الإبط الحاوية على هذه الغدد، وليس من القدمين، وبهذا تنتهي المشكلة إلى الأبد، وهذا الإجراء يحتاج إلى طبيب مجرب، وقد كان من الإجراءات المتبعة قبل عهد (البوتكس).
وإن كانت هذه الرائحة متعلقة بالقدم، فلا بد أنها مكتسبة, وليست من الولادة, أو من الطفولة.
فإن كانت مكتسبة، فلا بد من وقت بدأت به، وهو إما مع البلوغ، أو وقت آخر معلوم للمريض، وغالبا ما يكون قد تصاحب بأي من التبدلات التي تدل على السبب.
تتميز القدم الطبيعية بشكل طبيعي, غير مرضي، وعند كل البالغين برائحة مزعجة، ولكن إن زادت عن حد معين فهي مرضية، وبحاجة للتدخل, أو الاستقصاء, أو العلاج.
بشكل عام يجب فحص القدم, ورؤية التغيرات الموجودة, ووصفها، وخاصة ما بين الأصابع, والأظافر, وأخمص القدم، فقد يكون هناك زيادة في التعرق، أو حويصلات صغيرة، أو وسوف, أو تعطن, أو طبقة بيضاء، أو تسمك في الجلد، أو ثخانة في الأظافر, أو ما تحتها, أو غيره.
أما العلاج فهو بعلاج السبب إن عرف، أو باتخاذ الأسباب العامة التالية:
1. الغسل اليومي المنتظم ولكن بالماء والصابون, وليس بالماء فقط.
2. التنشيف والتجفيف بعد كل غسل، ولكن بالورق, وليس بالفوطة, أو المنشفة القماش.
3. تغيير الجوارب اليومي مرة أو مرتين.
4. استعمال الحذاء المهوى، أي الذي فيه فتحات، وليس مكتوما (أي استعمال الحذاء الذي يحوي مسام مفتوحة أو خروم أو موديل يسمح بالتهوية أثناء استعماله).
5. استعمال مغاطس (ليد صب اسيتيت 10%) مرة إلى مرتين يوميا لمدة 10 دقائق (تقل المدة مع التحسن).
6. عدم إبقاء الحذاء لفترات طويلة، لأن ذلك يؤدي إلى التعرق, واحتباسه, وعدم تهوية القدمين.
7. استعمال المنيوم كلورايد, ودهن القدمين، خاصة من الجهة الأخمصية, وبين الأصابع.
8. دهن كريم بيفاريل, أو كانيستين, أو داكتارين مرتين يوميا على كامل القدم، مع التركيز على الأخمص، وأما ما بين الأصابع فيدهن نفس المستحضر على شكل لوشن, وليس كريما.
9. إن لم تتحسن فيمكن إضافة استعمال بخاخ سائل, أو بودرة مضادة للفطريات (نفس الأسماء السابقة) داخل الجورب, وقبل استعماله مباشرة في كل مرة نستعمل الجورب.
10. لا تستعملي نفس الحذاء ليومين متتاليين، ولكن البسيه كل يومين بالتناوب مع غيره، أو كل ثلاثة أيام، أو حتى كل أربعة أيام، حسب المتوفر.
11. لو كنت من هواة الرياضة، فلا تستعملي الجورب الرياضي استعمالا متكررا بحجة أنه للرياضة، بل غيريه واغسليه بعد كل استعمال.
12. في الفترة الأولى قد تحتاجين الالتزام بصرامة مع التعليمات المذكورة، ولكن مع الزمن ستشعرين أن الرائحة بدأت تخف بالتدريج، ويصبح الالتزام عند التحسن الذي يرضيك أقل ضرورة، بل حسب الحاجة.
13. قد تكفي واحدة أو أكثر من الإجراءات المذكورة، والتي نزيد عددها حسب الضرورة، ونكثر من الالتزام بها حسب حاجتنا لمزيد من التحسن.
الإجراءات المذكورة أعلاه تفيد في حفظ صحة القدم, ووقايتها من التعرق الزائد, والفطريات, والعدوى، سواء أكانت طبيعية, أم مرضية.
وأخيرا: استعيني بالله, وفتشي عن الأسباب, وتجنبيها, واغسلي, واستعملي مجففات العرق, ثم البوتكس، وأخيرا الجراحة حيث إنه إن لم تنفع خطوة أخذنا ما بعدها.
وختاما: اقرئي بتمعن، وراجعي هذه الإجابة, وما حولها من المتعلقات، وابدئي بالسبب، وراجعي طبيبة أخصائية للتقييم السريري, وإجراء ما يلزم من الإجراءات الاستقصائية، وانتبهي لغذائك, ووزنك، والاستحمام الدوري، وتغيير الملابس الدوري، وإن شاء الله سيكون كل شيء على ما يرام.
وبما أن بشرتك دهنية فقد تكون هذه الرائحة متعلقة بالإفرازات الدهنية فاستعملي شامبو خاصا بالبشرة الدهنية, وتجنبي ما ذكرت من شرب الزنجبيل, واستعمال ماء الورد, والديتول, وغيره, والكلمة الفصل هي لطبيبة ثقة, أمينة, خبيرة, تفحص, وتتحرى الأسباب، ولو احتاجت العديد من التحريات, والاستشارات لبقية الزملاء, حتى تصل إلى التشخيص، فمشكلة كهذه لا تكفي فيها المراسلة, ولا الاستشارة عن بعد، فالأمر يحتاج متابعة, وإخلاصا كما ذكرنا سابقا.
نسأل الله لك الشفاء العاجل.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
عندي رائحة كريهة في الإبط الأيسر فقط | 27248 | الأربعاء 11-11-2015 12:57 صـ |