أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كلما أردت مقابلة أحد يأتيني ارتباك ورهاب، فما الحل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الله ثم منكم مساعدتي في مأزقي، فأنا في موقف لا أحسد عليه.
أنا أعاني من رهاب اجتماعي، واكتشفت ذلك في عدة مواقف، وأريد الآن أن أتزوج وأحس بخوف شديد وربكة ورجفة، كلما عرفت أني سأقابل أبو البنت والناس الذين سنقابلهم أرتبك، ذهبنا عندهم مرة وجلسنا معهم لكني لم أستطع الكلام -والحمد لله- أني لم أتكلم، وإلا لكان واضحا علي الخجل والخوف والربكة التي فيّ، وحاليا سنرجع عندهم وستكون في المرة القادمة عدة أمور يسألوني فيها، ولو سألوني أنا أعرف أن صوتي سيذهب وسيظهر علي الارتباك.
أريد شيئا ينقذني من هذا الخوف والارتباك الذي أنا فيه، لأنه إذا لم يذهب لعلي أترك التقدم للخطبة، والسبب الخوف الذي يأتيني!
أرجوكم! لو يوجد حبوب تنفع لحالتي دلوني عليها، فقد بقى على الموعد تقريبا أربعة أيام.
أرجو مساعدتي في أسرع وقت.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحزين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فليس هنالك ما يدعوك لأي حزن، فأنت الحمد لله تعالى مُقدم على خير كثير، ومشاعر الخوف التي تأتيك هي مشاعر عابرة إن شاء الله ومشاعر ظرفية فقط، وأود أن أؤكد لك حقيقة مهمة جدًّا وهي أن شعورك بالخوف والخجل مبالغ فيه، وما وصفته من أعراض الربكة وعدم القدرة على الإفصاح والتواصل اللفظي، هذه أيضًا مشاعر مبالغ فيها كثيرًا. أنا متأكد أن أداءك أفضل مما تتصور، وأنك تتواصل جيدًا مع والد البنت، والناس يقابلونك، ولكن نسبة للخوف الذي يأتيك تتخيل أن أداءك ليس بالسليم، أو أنك تحت ملاحظتهم، وأنه سوف يتم الاستهزاء والسخرية بك. وهذا ليس صحيحًا، فأرجو أن تغيّر هذا المفهوم تمامًا.
الأمر الثاني: هؤلاء بشر ليسوا بأحسن منك مطلقًا، والإنسان مهما قابل الناس أيًّا كانت مقاماتهم وأيًّا كانت أوضاعهم وأيًّا كانت وظائفهم يجب أن يُنظر إليهم كبشر.
نعم يجب أن نحترم الناس ونقدر الناس، لكن هم في نهاية الأمر بشر، يأكلون ويشربون وينامون، ويذهبون إلى بيت الخلاء، ويمرضون ويموتون، فهذه أمور يشترك فيها البشر، فلا تكبرهم ولا تعظمهم في تفكيرك. نعم الاحترام واجب والتقدير واجب لكن ليس بالدرجة التي تجعل الإنسان يكون في وضع رهبة.
أخي الكريم: بالنسبة للعلاج الدوائي: هنالك أدوية إسعافية سريعة، هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (إندرال) يمكنك أن تتناوله بجرعة عشرين مليجرامًا صباحًا وعشرين مليجرامًا مساءً، وتستمر عليه لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلها عشرة مليجرام صباحًا وعشرة مليجرام مساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة أسبوعين، ثم توفف عن تناوله.
وهنالك دواء آخر لا بد أن تستمر عليه لفترة، الدواء يعرف تجاريًا باسم (لسترال) ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة ليلاً، تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة يوميًا لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أخي الكريم الفاضل: من الضروري أن تتعود على تمارين الاسترخاء، وهي تمارين بسيطة جدّا:
اجلس في مكان هادئ، في غرفة ليس بها إضاءة ساطعة أو ضوضاء، أغمض عينيك، فكر في حدث سعيد، ابدأ ببسم الله الرحمن الرحيم، ثم خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، اجعل صدرك يمتلأ بالهواء، ثم أخرج الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم.
كرر هذا التمرين ثلاث أو أربع مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجده فيه فائدة كبيرة جدًّا.
لا بد أن تطور من مهاراتك الاجتماعية وذلك بالإكثار من التواصل، وأن تكون دائمًا في الصفوف الأولى خاصةً في صلاة الجماعة، وأن تنضم إلى حلقات التلاوة، وأن تمارس الرياضة الجماعية..هذه كلها علاجات سلوكية مهمة جدًّا.
ويجب أن لا تعتقد أو تعتبر أن هذا الخوف ضعف في شخصيتك أو قلة في إيمانك، إنما هو ظاهرة طبيعية مكتسبة، ويمكنك أن تعتبرها نوعًا من الحياء، والحياء شعبة من الإيمان.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج الرهاب وعدم القدرة على الكلام سلوكيا (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى أن يسهل لك أمر الزواج وأن توفق فيه.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1324 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2389 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ | 1562 | الخميس 16-07-2020 06:08 صـ |