أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الرهاب الاجتماعي وعلاجه دوائياً وسلوكياً

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أعاني من خوف اجتماعي شديد عندما أذهب للتجمعات ومقابلة أشخاص غريبين عني، وتطور الموضوع وبدأت أشعر برهاب اجتماعي، حتى مع الأصدقاء، خاصة في الأفراح والمناسبات، لدرجة أنني امتنعت عن الذهاب للكلية، وأشعر بتوتر شديد وأنا داخل قاعة الامتحان، ويتشتت انتباهي، وأفقد التركيز، وأشعر ببرودة في الأطراف، وسرعة ضربات القلب، وإحساس دائم بضعف الشخصية، والخوف من المواجهة.
بعد فترة تطور الموضوع، وأصبت بنوع من الوساوس القهرية، مصحوبة بالرهاب، مثل الإحساس الدائم أن جميع الناس ينظرونالإنترنتويراقبونني عندما أتحدث في شيء ما، وسواس أيضاً يشعرني أني مراقب من الجميع، وشعور يشتت انتباهي، وأحس كأنني مغصوب أن أنظر إلى شيء في الشخص أو ملابسه، أو أي شيء يحمله.
صراحة لم أجد تفسيراً لما يحصل معي، وأرجو منك تشخيص حالتي بدقة، وإعطائي دواء يكون موجوداً في مصر وسعره مناسباً، لكي أتخلص من تلك المشكلة التي تؤرق حياتي، وللعلم لقد قرأت استشارات سابقة وكنت على وشك شراء دواء زيروكسات، فأرجو المساعدة بالدواء والإرشادات والجرعات المطلوبة وطريقة استخدامه.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ميمو المصري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فتشخيص حالتك واضح جدّاً، فأنت تعاني من قلق نفسي، هذا هو التشخيص الأساسي، والقلق النفسي قد يظهر في عدة أشكال، منها أن يكون قلقاً نفسياً عاماً أو يظهر في شكل مخاوف، خاصة المخاوف الاجتماعية أو يكون في شكل وساوس أو في عدم القدرة على التكيف، أو في شكل اكتئاب عصابي، هذه كلها من إفرازات القلق النفسي.
فإذن تشخيصك الأساسي هو قلق نفسي، والمكونات الجزئية هي الخوف الاجتماعي، وكذلك الوساوس القهرية، وأرجو أن لا تنزعج لكل هذه المسميات، فهي تعني شيئاً واحداً، وهو أنك تعاني من قلق الرهاب والوساوس.
أيها الفاضل الكريم: أريدك أولاً أن تكون أكثر ثقة في نفسك، أن تحقر فكرة الخوف، وأن تواجه وتخرج ولا تغلق على نفسك الأبواب، هذا ليس أمراً جيداً، فالمخاوف تعالج عن طريق المواجهة، وأنا أؤكد لك أنه لن يحدث لك أي مكروه - إن شاء الله تعالى - لن تتلعثم ولن تأتيك دوخة ولن تسقط أمام الآخرين، ومن المؤكد أن لا أحد يقوم بمراقبتك، هذا يجب أن تتأكد منه وتوقن به.
أريدك أيضاً أن تطور من مهاراتك الاجتماعية، وذلك بأن تنظر إلى الناس في وجوههم، وأن تبدأ دائماً بالتحية، وإذا سلم عليك أحد رد عليه التحية بأحسن منها، هذه مهارات اجتماعية بسيطة جدّاً، تساعد الناس في علاج الرهاب الاجتماعي.
أيها الفاضل الكريم: حين تقابل أحداً، حتى الأساتذة أو شخصاً من أصحاب الشأن والمناصب، يجب أن لا تضخمه ولا تعظمه في نظرك، نعم .. يجب أن يكون هناك احترام بين الناس وأن ننزل الناس منازلهم، لكن في نهاية الأمر هو بشر مثلك، ينام ويأكل ويشرب ويذهب إلى بيت الخلاء ويمرض ويموت كباقي الناس، فأنزل الأمور إلى الواقع، وحاول أن تقنع نفسك بأن المخاوف لا داعي لها، وكذلك الوساوس، أيضاً تعالج بالتحقير، تعالج بالتجاهل، - وإن شاء الله تعالى - سوف نصف لك الأدوية التي ستساعدك كثيراً.
لا شك أن الزيروكسات دواء متميز في علاج مثل هذه الحالة، ولكن ربما يكون سعره غير مناسب نسبياً، فإن يسر الله تعالى لك أمر الحصول عليه، فابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) تناولها يومياً، استمر عليها لمدة عشرة أيام – أي نصف حبة – بعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبة ونصف حبة؛ لأن الحبة الواحدة لن تكون كافية، وبعد شهر اجعلها حبتين في اليوم، هذا ربما يكون فيه زيادة في التكلفة، ولكن هذه هي طريقة العلاج الصحيحة، ويجب أن تستمر على جرعة الحبتين لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة ونصف واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم إلى نصف حبة في اليوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
البديل للزيروكسات هو عقار أنفرانيل، والذي يعرف باسم (كلوإمبرامين) هو دواء جيد ولكن ليس بنفس مميزات الزيروكسات، وربما يسبب لك في بداية العلاج شعوراً بالجفاف في الفم، لكن هذا يختفي - إن شاء الله - بعد أيام قليلة من بداية العلاج.
جرعة الأنفرانيل المطلوبة هي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجراماً، تناولها ليلاً، وبعد أسبوعين اجعلها خمسين مليجراماً، ثم بعد أسبوعين اجعلها خمسة وسبعين مليجراماً، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة، وبعد شهر ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام، تناول خمسة وعشرين مليجراماً صباحاً، وخمسة وسبعين مليجراماً مساءً، وهذه استمر عليها لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى خمسة وسبعين مليجراماً مساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسين مليجراماً لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجراماً لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.
هذا هو البديل للزيروكسات، وهناك بديل ثالث وهو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (لسترال) ويعرف تجارياً أيضاً باسم (زولفت) وهنالك منتج مصري جيد يسمى (مودابكس) واسمه العلمي هو (سيرترالين)، هذا ربما يكون أقل تكلفة من الزيروكسات، وإذا استطعت أن تتحصل عليه يمكنك أن تجعله الخيار الثاني، ويمكن أن يكون الأنفرانيل هو الخيار الأخير.
جرعة المودابكس هي خمسون مليجراماً (حبة واحدة) تناولها ليلاً، بعد الأكل، وبعد شهر اجعلها حبتين في اليوم، واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناولها، وهذه أيضاً من الأدوية الممتازة لعلاج المخاوف والقلق والتوترات والوساوس.
أرجو أن تكون إيجابياً في تفكيرك، وأن تتواصل اجتماعياً، وأنصحك بأن تصلي مع الجماعة وفي الصف الأول، هذا من أفضل أنواع المواجهة التي تطمئن فيها النفس، - وإن شاء الله تعالى - ينتج عن ذلك القضاء على هذا الخوف الاجتماعي وكذلك الوساوس.
وللفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ) .
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1233 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2326 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1649 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3525 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1521 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ