أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأننا نهنئك أولاً بهذه التوبة ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وأن يلهمك رشدك، وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا – ومرحباً بل في موقعك بين آباء وإخوان يسعدهم أن يكونوا في خدمة الشباب من أمثالك - ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك.
ولا يخفى على ابننا الفاضل أن للتوبة شروطاً، أولها: الإخلاص لله، ثم الصدق في التوبة مع العزم على عدم العودة إلى الذنب، والندم على ما حصل من الذنب، ورد الحقوق إلى أصحابها، وإذا كنت تتحرج من رد الحقوق فيمكن أن تضعها في حساب الوالد وتوصلها له ولو في شكل هدية، ويكفي أن ترد ما تتذكره ولو تقريبياً من تلك الأموال، وننصحك بأن تستر على نفسك وأن تكثر من الحسنات الماحية فإن الحسنات يذهبن السيئات، واحرص على إرضاء والديك وتقرب بذلك إلى ربك، واشغل نفسك بالخير قبل أن تشغل بالجهل والشر والمنكر.
ورغم أنه لم يتضح لنا واقع تلك الممارسات إلا أننا ندعوك إلى مصارحة والدك إذا كان ذلك ممكناً، وإذا لم يكن ممكن فلا تحرج نفسك واجتهد في رد ما عليك بعد تقدير المبالغ التي تعتقد أنك أخذتها، وإذا كان هذا أيضاً غير ممكن فيمكنك أن تتصدق بتلك المبالغ على الجمعيات الخيرية أو على من تعرف من المحتاجين، ولن يحرم الكريم والدك من الأجر والثواب، وأرجو أن تفوز أنت أيضاً بالخير ممن بيده الخير.
وكل هذا طبعاً بعد التوبة ومع التوبة لأن الذنب فيه حق لرب العباد وفيه حق لوالدك وهو من العباد، ومن هنا كان لزاماً عليك مع التوبة أن ترد الحقوق.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى أن تستر على نفسك فلست مطالب بذكر ما حصل لأحد، وقد تدخل في مشاكل إذا اعترفت بما حصل منك في الأزمنة السابقة، وأكثر من الحسنات الماحية، وإذا احتجت إلى المال كن صريحاً مع والدك.
ونسأل الله أن يكفينا وإياك بالحلال عن الحرام وأن يغنينا بفضله عن سواه.
ومرحباً بك في موقعك، وبالله التوفيق والسداد.