أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الرهاب الاجتماعي والخوف من التحاور مع الآخرين
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
لدي حالة وهي تسبب لي القلق، دائماً أحس برهبة ورعشة وخفقان بالقلب، مثلاً إذا سألني دكتور الجامعة يبدأ قلبي يرتجف ويعرق جسمي، ولا أقدر أن أتكلم، وأفضل الوحدة، ولا أحب أن أجلس مع أحد، أريد حلاً جزاكم الله ألف خير.
هل الدواء المصروف من قبلكم له آثار سلبية مستقبلاً؟ وهل يوجد في الصيدليات؟ وكم سعر الدواء؟ وإذا استخدمت أكثر من نوع هل تسبب الإدمان؟ وإذا تركته فجأة هل يسبب ضرراً، أو إذا نسيت موعد أخذ الدواء؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن حالتك هي نوع من القلق الاجتماعي يسمى بالرهاب الاجتماعي من النوع البسيط، وهي حالة ظرفية، بمعنى أنك تأتيك هذه المخاوف في مواقف معينة.
أولاً: هذه الرهبة ليست دليلاً على أنك ضعيف الشخصية، أو أنك تعاني من اضطراب حقيقي، هي حالة من حالات القلق المكتسبة، بمعنى أنك ربما تكون قد مررت بتجربة سابقة كان فيها الموقف سلبياً وأدى إلى شعور بالخوف، وبعد ذلك استمرت لديك هذه الأعراض، أو ظهرت الآن حين تكون في مواجهة الأستاذ الجامعي.
أهم شيء لعلاج الرهاب هو المواجهة، وقل لنفسك: (لماذا أخاف؟ لماذا تأتيني هذه الحالة القلقية؟ الدكتور الجامعي هو بشر مثلي، وأنا -إن شاء الله تعالى- في يوم من الأيام قد أكون في موقعه وموقفه هذا، فما الذي يجعلني أخاف؟).
ثانياً: أكثر من التواصل مع الناس، وحين تقابل الناس دائماً ابدأ بالسلام، انظر إليهم في وجوههم، هذا مهم جدّاً، أنصحك أيضاً أن تكون في صلاة الجماعة دائماً في الصف الأول، انضم لحلقات التلاوة، مارس الرياضة الجماعية مثل كرة القدم مع بعض أصدقائك، هذه كلها علاجات جيدة جدّاً للرهاب والخوف الاجتماعي.
بالنسبة للعلاج الدوائي: توجد أدوية جيدة وفعالة، والأدوية الرخيصة التي لا تكلف منها دواء قديم نسبياً لكنه جيد، يعرف باسم (تفرانيل) واسمه العلمي هو (إمبرامين) وهو موجود في الصيدليات لا يحتاج إلى وصفة طبية، وهذا سعره زهيد -لا أذكر الرقم بالضبط- والجرعة المطلوبة هي خمسة وعشرون مليجراماً يومياً، يمكنك أن تتناولها في المساء، وبعد أسبوعين اجعلها خمسين مليجراماً، بمعدل خمسة وعشرين مليجراماً صباحاً وأخرى ليلاً، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة وعشرين مليجراماً يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.
بجانب التفرانيل هنالك دواء يعرف تجارياً باسم (إندرال) وهذا دواء زهيد الثمن أيضاً، وجرعته هي عشرة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحاً لمدة شهر، ثم يمكن أن تتوقف عن تناوله.
هذه الأدوية لا تسبب الإدمان أبداً، وهي أدوية سليمة، لكن التفرانيل فقط ربما يؤدي إلى شعور بالجفاف في الفم في بداية العلاج، وربما يسبب إمساكاً بسيطاً أيضاً، ولكن هذا -إن شاء الله تعالى- سينتهي بالتدرج، أما بالنسبة للإندرال فليس له آثار جانبية.
هنالك دواء آخر وهو من الأدوية الحديثة الجيدة الممتازة جدّاً، لكن سعره سوف يكلف سبعين إلى ثمانين ريالاً في الشهر، والدواء يعرف تجارياً باسم (لسترال) ويعرف أيضاً تجارياً باسم (زولفت) واسمه العلمي هو (سيرترالين)، وجرعته المطلوبة هي أن تبدأ بنصف حبة -أي خمسة وعشرون مليجراماً يومياً- تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ارفع الجرعة إلى حبة كاملة ليلاً بعد الأكل، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة وعشرين مليجراماً يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا هو الخيار الآخر، بمعنى أنك لا تحتاج لتناول التفرانيل واللسترال في نفس الوقت، إنما تتناول أحدهما، أما بالنسبة للإندرال فتتناوله أيضاً إذا كان خيارك هو اللسترال، وتتناوله بنفس الجرعة التي وصفناها في حالة تناولك للتفرانيل.
هذه هي العلاجات الدوائية، وهي سليمة جدّاً، وبالنسبة للانتظام في الدواء فهو ضروري جدّاً، ولكن إذا نسيت الجرعة ليوم مثلاً فهذا قد لا يؤثر وإن كنت لا أحبذ ذلك؛ لأن الأدوية حتى تؤدي فعاليتها بصورة صحيحة لابد أن يكون هنالك انتظام؛ لأن الانتظام يؤدي إلى التطور والارتقاء والبناء الكيميائي الجيد للدواء، مما يجعل الإنسان يتحصل على فائدته العلاجية، وهذه أدوية غير إدمانية وغير تعودية، فهي سليمة جدّاً كما ذكرت لك سابقاً، وليس لها أي آثار سلبية مستقبلية.
وللفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب:
(269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).
والله الموفق؛؛؛
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1324 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2389 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ | 1562 | الخميس 16-07-2020 06:08 صـ |