أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : إمكانية علاج اضطراب الشخصية الحدية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت كثيراً عن اضطراب الشخصية الحدية (Borderline personality disorder)، ومن خلال قراءاتي علمت أن من يعاني منه يجب عليه أن يتعايش معه، كمرض السكر، والضغط، فهل حقاً ليس هناك شفاء كامل منه؟ وماذا على المعني من عمل، خصوصاً أن فكرة الانتحار أو إيذاء من حوله تحتل المرتبة الأولى مع الشرف في عقله ومخيلته.
وإذا كان نصحكم له في وقت هدوئه هو الصبر والدعاء واحتساب الأجر، وتذكر الدنيا الفانية، فما هو نصحكم له في وقت لا يستطيع فيه التحكم في نفسه ومشاعره المضطربة التي هي أساس علته؟!
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كيان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن اضطرابات الشخصية خاصةً اضطراب الشخصية الحدّية، يجب أن يتم تشخيصه بواسطة مختص؛ لأنه توجد معايير دقيقة للوصول لهذا التشخيص، والذي يُعتبر من التشخيصات الجديدة نسبياً، وبصفةٍ عامة: توجد عدة سمات وصفات تميز هذا النوع من الشخصيات:
أولاً: تكثر هذه الحالات وسط النساء، والعرض الأساسي هو أن الإنسان يحس بنوع من الخواء الداخلي في ذاته، ويحس بعسر في مزاجه أو تقلب في هذا المزاج من وقتٍ لآخر، ويجد صعوبة كبيرة في الاستمرار في علاقاته الاجتماعية، وقد تأتيه نوبات وفورات من الانفعال والغضب الغير مبرر، وهناك مشكلة كبيرة في الهوية لدى هؤلاء الأشخاص، فهم لا يتحملون الوحدة، وهذه من الأمور المزعجة بالنسبة لهم، وفي بعض الأحيان تجدهم يلجئون إلى إيذاء النفس وتحطيم الذات، وفي بعض الأحيان أيضاً قد يصاب الواحد منهم بحالة ذهانية طفيفة، وقد تستمر لوقت قصير إلا في حالات نادرة قد تطول المدة، وأكثر الأعراض الذهانية التي قد تأتي هي الأعراض البارونية.. هذا بالنسبة لما يسمى باضطراب الشخصية الحدي.
من الأمور المهمة أن نعرف أن المسمى في الأصل مصدره أن الشخص يكون حالته ما بين العُصاب وما بين الاضطراب الذهاني، ومن هنا أتت هذه التسمية.
هذه الحالات تتفاوت في حدتها وفي شدتها، ولا نستطيع أن نقول إنها لا تستجيب للعلاج، لكنها تحتاج إلى علاج تخصصي من شخص له خبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات، والكثير من هذه الحالات يحدث لها نوع من الارتقاء أو التطور أو النضوج النفسي الذي لا شك أنه يساعد في التخلص من الكثير من الأعراض السلبية التي تتسم بها هذه الشخصيات.
الآن اتضح أن بعض الأدوية خاصة الأدوية المثبتة للمزاج، وكذلك الأدوية المضادة للاكتئاب وبعض الأدوية المضادة للذهان، مثل عقار (سوركويل) تفيد كثيراً في التحكم في الانفعالات السلبية والاندفاع نحو الفكر الانتحاري.
إذن: هؤلاء المرضى يحتاجون إلى رزمة علاجية متكاملة، وهذه الرزمة تتطلب الخبرة وتتطلب الصبر من جانب المُعالج.
ولا شك أن الصبر والدعاء واحتساب الأجر هي أيضاً من الأمور التي يحتاجها كل إنسان في حياته، وهذا الشخص الذي لا يستطيع التحكم في نفسه ومشاعره مضطربة يجب أن يسعى من حوله لتهدئته ولمساندته، ومساعدته على الاستبصار بحالته، ونصحه دائماً بمواصلة العلاج مع الطبيب المختص، ويجب أن نشعره أيضاً أنه غير مرفوض، بل هو إنسان مرغوب فيه، ويمكن أن يؤدي دوراً نافعاً في الحياة.
وختاماً: نشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
الاكتئاب والإحباط دمر حياتي.. فأرجوكم أرشدوني! | 845 | الأحد 09-08-2020 05:09 صـ |
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ | 1358 | الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ |
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ | 1585 | الأحد 19-07-2020 03:02 صـ |
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. | 5055 | الخميس 16-07-2020 05:51 صـ |
أعاني من الاكتئاب بعد أن فقدت وظيفتي وهاتفي ووفاة أخي! | 993 | الأحد 12-07-2020 03:15 صـ |