أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف من الكلام أمام الناس والشعور بمراقبتهم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أعاني من أعراض الخوف من الكلام أمام الناس، حيث تزداد ضربات القلب لدي وبلع الريق والإحساس بأن الناس تنظر لي، أشعر أني ذكي ولكن هذا الخوف عائقاً أمامي.. أتمنى أن أجد عندكم العلاج المناسب.

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن هذا الذي تعاني منه يسمى بالخوف الاجتماعي أو القلق الاجتماعي؛ لأنه بالفعل هو نوع من القلق النفسي، وحالتك إن شاء الله بسيطة لكن لابد أن تعالجها، وأفضل وسيلة للعلاج أن تعرف أن هذه الحالة هي مجرد قلق وتحاول أن تتجاهل هذه الأعراض.

ثانياً: لابد من أن تواجه الناس، الخوف يعالج من خلال مواجهة مصدر الخوف، وهناك مواجهة نسميها المواجهة في الخيال، ابدأ بها، لأنها سوف تساعدك للمواجهة في الواقع.

المواجهة في الخيال تتمثل في أن تتصور نفسك وتتخيل أنك أمام جمع كبير من الناس، من الطلاب، فيهم أساتذة وبعض علية القوم، وطُلب منك أن تقدم محاضرة أمام هؤلاء الناس. عش هذا الخيال بدقة.

خيال آخر: تصور أنك قد طُلب منك أن تصلي بالطلاب في المدرسة، وهذا قد يحدث. عش هذا الخيال أيضاً، وهكذا.. هذا تصور في الخيال يفيد الإنسان كثيراً في علاج الخوف الاجتماعي.

من الأشياء المهمة التي ذكرتها: أنت ذكرت أنه يأتيك إحساس بأن الناس ينظرون إليك، وأنا أؤكد لك أن هذا الإحساس هو إحساس ليس صحيحاً، ومعظم الإخوة والأخوات الذين يعانون من الخوف الاجتماعي نجد أن هذه العلة هي جوهر مشكلتهم، يأتيهم هذا التصور السلبي، ونحن نؤكد أن هذا التصور ليس صحيحاً، لا أحد ينظر إليك، لا أحد يستخف بك، لا أحد يسخر منك ولا أحد يستهزأ منك، هذا أُثبت علمياً.

أمر آخر ضروري وهو حين تتحدث لأحد من الناس يجب أن تقول لنفسك: هؤلاء أشخاص مثلي ليسوا بأفضل مني، هم بشر، يأكلون ويشربون وينامون ويبولون ويتغوطون ويمرضون ويموتون، هم بشر، فيجب أن تبني هذه الفكرة في رأسك دون أن تقلل من قيمتهم، ولكن يجب أن تنزلهم إلى مستواهم البشري أو الإنساني.

بعد ذلك عليك أن تبدأ بالمواجهات التطبيقية، وهذه المواجهات تتمثل في أن تطور من مهاراتك الاجتماعية، حين تنظر إلى الناس انظر إليهم في وجوههم، وتذكر أن في ديننا الحنيف قد ورد قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) وقوله صلى الله عليه وسلم: (والكلمة الطيبة صدقة) فابدأ أنت بالسلام، وتبسم في وجه إخوانك، وهذا لا شك سوف يرفع قيمتك لديهم، ما تتصوره من استهزاء ونظرة سلبية سوف يتحول إلى أمر إيجابي.

أمر آخر مهم: حينما تكون ذاهباً إلى مجموعة من الناس لابد أن يكون لك موضوع ما تريد أن تتحدث فيه، لابد أن تحضر بعض المواضيع، هذا يساعدك كثيراً على أن لا تشعر بالخوف.

اتضح أن الذين يقومون بحضور حلقات تلاوة القرآن يقل عندهم هذا الخوف تماماً حتى ينتهي، وذلك لسبب بسيط: لأن الذين يتواجدون في هذه الحلقات كلهم من الخيرين والطيبين والصالحين إن شاء الله، وهنا تحدث الطمأنينة والتماذج، ويستطيع الإنسان أن يتلو أمام غيره، وحين ينصت إليك الناس هذا لا شك أنه سوف يبعث فيك شيء من الرهبة والقلق ولكن بعد ذلك سوف ينتهي تماماً هذا الأمر، فكن حرصاً على ذلك.

ممارسة الرياضة خاصة مثل كرة القدم مع مجموعة من الأصدقاء، هذه أيضاً تساعد في زوال هذا الخوف. أرجو أيضاً أن تنخرط في أي جمعية ثقافية أو شبابية داخل المدرسة أو خارجها، هذه نسميها بالعلاج السلوكي.

وهناك أيضاً تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هي مفيدة جدّاً، أريدك أن تطبقها بدقة، وفي أبسط الأحوال يطبق تمرين التنفس التدريجي، وهو بسيط جدّاً: اجلس في الغرفة في مكان هادئ، يجب أن لا تكون هناك ضوضاء، وأن تكون الإضاءة خافتة، أغمض عينيك، فكر في شيء جميل، افتح فمك قليلاً، خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، وبعد ذلك أمسك الهواء قليلاً في صدرك، ثم أخرج الهواء عن طريق الفم بكل قوة وشدة. كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أسابيع. سوف تجد إن شاء الله فيه فائدة كبيرة.

الخطوة العلاجية الأخيرة وهي مهمة وضرورية وهي العلاج الدوائي. توجد الآن أدوية فعالة، ممتازة، مضادة لقلق الرهاب الاجتماعي. من الأدوية الممتازة والتي سوف تفيدك إن شاء الله دواء يعرف تجارياً باسم (لسترال) ويعرف علمياً باسم (سيرترالين) وهو متوفر في المملكة ولا يتطلب وصفة طبية، تناول هذا الدواء بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرون مليجراماً من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجراماً – تناولها يومياً لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة – أي خمسون مليجراماً – استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب اللسترال هناك دواء آخر يعرف باسم (إندرال) تناوله بجرعة عشرة مليجرامات صباحاً وعشرة مليجرامات مساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرامات صباحاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

هذه الأدوية أدوية ممتازة، فعالة، غير إدمانية، وسوف تفيدك كثيراً، وإن شاء الله تعالى بتناولك للدواء وتطبيق الإرشادات السابقة سوف يزول عنك هذا الخوف تماماً، وأرجو أن تجتهد في دراستك حتى تكون من المتميزين، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1233 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2326 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1649 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3525 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1521 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ