أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخجل الزائد والرهاب الاجتماعي وكيفية التغلب عليهما

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

شكراً لكم لإتاحة هذه الفرصة، والتي أعتقد بأنها ستغير حياتي بإذن الله، فأنا شاب عمري ( 25 ) سنة، أوجز مشكلتي بعدة نقاط:

‏- أعاني من الخوف من مواجهة أي جديد، أحب الإجازات، أحب الانعزال والانطواء، وأخاف من المستقبل.

- قليل الكلام وخجول جداً، وعندما أتكلم مع أي شخص أتلعثم ولا أنظر في وجهه من الخجل.

- كثير القلق والخوف وأقلق لأتفه الأشياء، فمثلاً أقلق من ركوب الحافلات والذهاب إلى المسجد والجامعة، وأخاف من الاختلاط بالناس ومن الذهاب إلى المناسبات.

‏- في فترة طفولتي عانيت من التهميش؛ لأن أبي كان يوكل المهام لأخي الأكبر مني بعام وهو بطبيعته متسلط.

- أخاف من قيادة السيارات، مع أن معنا مجموعة سيارات، وأترك قيادتها لأني لا أعرف وأخاف من التعلم، وقد سببت لي حالة نفسية.

- حالتي الأسرية بيني وبين زوجتي ممتازة، باستثناء وجود وسواس قهري.

‏- أعاني من الإحباط وعدم الثقة في نفسي.

‏- أعاني الآن من ارتفاع في الضغط، يصل أحياناً إلى 150/100 وأجريت فحوصات كاملة للقلب والكلى وكل الجسم، فتبين أنها سليمة ـ والحمد لله ـ والآن أتعاطى إندرال 20 ملجم صباحاً ومثلها مساء، لكني أريد علاجاً نفسياً لأثق في نفسي لمواجهة مشاكلي النفسية ومخاوفي التي دمرت حياتي وجعلتني شبه عاجز، أريد دواء غير الزيروكسات لأني متزوج وسمعت أنه يؤثر على القدرة الجنسية.

وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

لقد أزعجني جدّاً أن وصفت نفسك من حيث الوظيفة بأنك محاسب فاشل، فهذه نظرة سلبية جدّاً نحو الذات، ونحن لا ندعو الناس لتضخيم ذواتهم، ولكن الإنسان لابد أن يكون منصفاً وواقعياً حينما يقيم نفسه، فمثل هذه الصفات والنعوت سيئة جدّاً، لأنها تجعل الإنسان دائماً مفتقد الثقة في نفسه وفي مقدراته، هذه هي ملاحظتي الأولى.

وملاحظتي الثانية: بعد اطلاعي على رسالتك بكل تفاصيلها، أقول لك أنك تعاني من حالة قلق نفسي عام، وهذا القلق ظهر بصورة أكبر فيما نسميه بالخوف أو الرهاب الاجتماعي، وهذا تولد عنه افتقاد الفعالية الاجتماعية.

الموضوع بسيط جدّاً أيها الأخ الفاضل الكريم، والمخاوف أيّاً كان نوعها تعالج بالمواجهة، والمواجهة يستطيع الإنسان أن يطبقها إذا وضع لنفسه برامج يومية ملزمة، مثلاً أن تكون الصلوات الخمس في المسجد، أن تمارس رياضة جماعية مع بعض أصدقائك، أن تلتزم بالمشاركة في المناسبات الاجتماعية، شارك الناس أفراحهم وأتراحهم، زيارة الأرحام والأقرباء... هذه يا أخي أنشطة اجتماعية ملزمة جدّاً، وهي مفيدة لعلاج الخوف الاجتماعي، كذلك القيام بالواجبات الأسرية حيال الزوجة والأولاد وتحقيق متطلباتهم، هذا أيضاً فيه نوع من تطوير المهارات الاجتماعية.

من ناحية العلاج الدوائي أقول لك أنه توجد أدوية فعالة جدّاً وممتازة، والزيروكسات من الأدوية الطيبة، لكن البعض يشتكي أنه ربما يسبب صعوبات في وقت المعاشرة الزوجية، ولذا أنا أنصحك بتناول عقار فافرين، والذي يعرف علمياً باسم (فلوفكسمين) فهو جيد ولا يؤدي إلى زيادة في الوزن، وليس له تأثيرات جنسية سلبية، ومن الضروري جدّاً أن يكون هنالك التزام قاطع بتناول الدواء بجرعته الصحيحة وللمدة الموصوفة.

ابدأ بتناول الفافرين بجرعة 50 مليجراماً ليلاً، تناولها بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعلها 100 مليجرام ليلاً، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها 200 مليجرام في اليوم، يمكنك أن تتناولها 100 مليجرام في الصباح، و100 مليجرام في المساء، أو تناول الـ 200مليجرام ليلاً إذا سببت لك الجرعة الصباحية نعاساً زائداً.

استمر على هذه الجرعة العلاجية – أي 200 مليجرام – يومياً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها بمعدل 50 مليجرام كل ثلاثة أشهر، أي انتقل إلى 150مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم 100 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم 50 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا الدواء من الأدوية الفاعلة والممتازة والسليمة جدّاً، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

أخي الكريم: لابد أن تكون إيجابياً في تفكيرك كما ذكرت لك، انزع هذا الفكر السلبي، أنت لديك أشياء طيبة وجيدة وجميلة كثيرة في حياتك، لا تتردد أبداً حيال مواجهة المخاوف، اركب السيارة، قُدِ السيارة لمسافات قصيرة عدة مرات في اليوم، هذا إن شاء الله ومن خلال ما يسمى بالتعريض أو التعرض يجعلك تتوائم وتتكيف مع المخاوف.

أرجو أن لا تنظر نظرة سلبية لأيام الطفولة، نعم أنا أتفق معك أن التهميش وعدم الاعتبار أمر مُخل من الناحية التربوية، لكن أنت الآن الحمد لله رجل مكتمل وتعيش حياة مستقلة ولك أسرة، فيجب أن تعيش الحاضر بقوة والمستقبل بأمل ورجاء، وهذا هو المطلوب.

أخي الكريم: أخيراً أنصحك أيضاً بأن تتدرب على تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدّاً، ويمكنك أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت لتتدرب على هذه التمارين، هنالك طريقة تسمى بطريقة جاكبسون هي من الطرق الجيدة جدّاً، والاسترخاء مفيد من الناحية السلوكية وكذلك الجسدية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1323 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2388 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1731 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3648 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1562 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ