أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمما لا شك فيه أن من أهم ما يطلب في الخاطب دينه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) وهذا الخاطب الذي ذكرت من وصفه ما ذكرت من سبه للدين، لا يتحقق فيه هذا الوصف، بل الشأن فيه أشد، فإن سب الدين كفر باتفاق علماء المسلمين، فمن يسب الدين لا يعذر بجهل ونحوه من الأعذار التي قد يعذر بها من يرتكب مكفراً آخر من المكفرات غير السب، فإن السب ينافي تعظيم الله تعالى وتعظيم دينه ورسله.

وإذا وقعت الردة حال الزوجية، فإنما يعدها طلاقاً بائناً - أي تحرم عليه الزوجة بمجرد وقوع الردة - وبعضهم يرى أنها بمثابة الطلاق الرجعي، فإذا رجع خلال العدة إلى الإسلام رجعت إليه الزوجة، وإلا فلا!

وبهذا تدركين - أيتها الأخت الكريمة - خطورة الإقدام على الزواج من مثل هذا الرجل، فإن الأسرة قابلة للتفرق والتشتت في أي لحظة من لحظات وقوعه في هذا المنكر العظيم، ولهذا فنصيحتنا لك أن تتركي هذا الرجل، وسيجعل الله لك عوضاً عنه، من هو خير منه لك ولأبنائك منه بعد ذلك - إذا رزقت منه بأبناء -.

ننصحك أيتها الأخت بأن تتوجهي إلى الله سبحانه وتعالى، وتحسني علاقتك به، وتكثري من دعائه بصدق واضطرار أن يرزقك الزوج الصالح، وهو سبحانه وتعالى سيفعل، وقد قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي) فأحسني الظن بالله، وأكثري من دعائه دعاء صدق واضطرار، وأكثري من الاستغفار، وسيعوضك الله خيراً منه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه).
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرزقك الزوج الصالح، وبالله التوفيق والسداد.