أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيفية تعامل الزوجة مع بخل الزوج وعناده ومشاهدته للأفلام الإباحية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

زوجي مقصر في واجباته تجاه أسرته، بخيل، عنيد، يكره الاعتراف بالخطأ والاعتذار، لا يستحي من مشاهدة الأفلام الإباحية خلسةً، فكيف أتعامل معه لأصلحه؟

مدة قراءة الإجابة : 9 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Om alawlad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكرك حرصك على إصلاح زوجك، وسؤالك عن كيفية التعامل معه بغرض إصلاحه، وهذا دليل على رجاحة عقلك، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح زوجك وأن يقر عينك به.

أول الوصايا التي نتقدم بها إليك هي أن تتقبلي زوجك على ما هو عليه، فإنه بشر ولابد أن تكون له أخطاء وعيوب، ومن ثم فننصحك بأن لا يضيق صدرك بهذه العيوب الموجودة في زوجك، وأن لا تقصري النظر عليها، بل ينبغي لك دائماً أن تنظري إلى الجانب الإيجابي في الزوج، والصفات الحسنة فيه، ولا شك أنك ستجدين فيه العديد من هذه الصفات، فحاولي دائماً أن تذكري نفسك بإيجابياته وصفاته الكريمة، وهذا سيخلق عندك نوعاً من التوازن، وسيُبقي قدراً من الحب في قلبك لزوجك، وبهذا الحب تستطيعين التغلب على هذه الصفات السيئة لديه ومعالجتها.

بخل الزوج لاشك أنه عيب مؤثر في الزوج، وقد يكون له آثار سيئة على الحياة الزوجية، ولكن معرفة أسباب هذا البخل جزء من العلاج، فقد يكون الزوج معذوراً في بعض الأحيان بسبب حرصه أو تقتيره، أو نحو ذلك، لظنه بأن هذه الأسباب تبرر له هذا السلوك، فإذا حاولت الزوجة تفهم هذه الأسباب والتفاهم مع الزوج حولها ربما زال شيء من تقتير الزوج أو بخله.

هناك خطوات عملية ينبغي أن تتخذيها مع زوجك لمعالجة هذا الجانب، بعضها فيك أنت، وبعضها فيه هو، أما فيما يعنيك أنت فأول ما نوصيك به أن لا تكثري من الطلبات على الزوج، وأن لا تتطلعي إلى ما يعيشه الآخرون، وأن لا تقارني نفسك وزوجك بالآخرين، فتريدين من الزوج أن يلبي لك ما يلبيه الأزواج الآخرون، فلكل أحد ظروفه وقدراته المادية، بل لكل أحد أخلاقه، فاقصري النظر على ما أنت فيه، وهذا علاج نبوي، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا دائماً أننا في أمور حياتنا الدنيا ننظر إلى من هو دوننا، فقال عليه الصلاة والسلام: (انظروا إلى من هو دونكم ولا تنظروا إلى من فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم).

وحاولي دائماً أن تتغلبي على تقتير الزوج بالحوار الهادئ معه فيما أردت منه تحقيق شيء ببيان أهميته وحاجتكم إليه ونحو ذلك.

وأما فيما يخص الزوج فمن أهم الوسائل التي تتبعينها في محاولة علاجه من هذا الداء، هو أن تُسمعيه بطريق غير مباشر بعض المواعظ التي تذكر بالإنفاق والثواب والأجر عليه، وفوائد المال، ولماذا يُجمع المال، وفي هذا -الحمد لله- على موقعنا وعلى غيره من المواقع الطيبة مواد كثيرة وفي هذا الجانب، فإن النصوص الشرعية قد وردت بالتحفيز والترغيب في الإنفاق على النفس وعلى الأهل فيما لا نزيد عليه، ونحسب أن زوجك إذا سمع شيئاً من هذه النصوص سواء نصوص القرآن ونصوص السنة أو قصص الصالحين والثواب الذي أعده الله سبحانه وتعالى لمن أنفق على نفسه ولمن أنفق على أهله، نحسب أن زوجك الله سيتغير مما هو عليه، ولكن احرصي على أن لا يكون هذا بأسلوب مباشر له، بحيث يشعر بأنه هو المقصود وأنه بخيل أو نحو ذلك.

وإذا قتّر عليك زوجك وضيق عليك فلم يعطك الواجب من النفقة لك أو لأولادك الصغار بحسب المعروف المتعارف عليه في حكم من هو مثلكم، فلا حرج عليك أن تأخذي من ماله دون أن يشعر ما يغطي هذه الحاجة بالمعروف، كما أذن النبي صلى الله عليه وسلم لهند بنت عتبة أن تأخذ من زوجها سفيان بن حرب، قال (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) ولكن كوني على حذر من أن تؤدي هذه الطريقة إلى عواقب أشد ضرراً وأعظم خطراً مما كان عليه الحال لو صبرت دون أن تأخذي هذا.

أما فيما يخص عناد الزوج والاعتراف بالخطأ والاعتذار، فهذه آفة أخرى قد يتصف بها بعض الأزواج، وقد تتصف بها أيضاً بعض الزوجات، قد تكون لها أسباب، معرفة هذه الأسباب أيضاً جزء من علاج هذا الخُلق.

نحن نوصيك باتخاذ مجموعة من الخطوات التي ينبغي أن تسلكيها لمحاولة تجنيب زوجك الإصرار على هذا الخلق وتجاوزه.

أول هذه الوصايا أن تتجنبي دائماً المواقف المثيرة التي تجر زوجك إلى العناد والإصرار على رأيه، فحاولي دائماً أن يكون أسلوبك معه بالحوار الهادئ غير مبيّنة له نقص رأيه أو الاستنقاص من خبرته أو نحو ذلك، فهذا يجره إلى الإصرار على ما هو عليه؛ لأن العنيد دائماً يدور حول ذاته فيأبى أن يعترف بأن رأيه فيه قصور أو ما قاله فيه خطأ.

حاولي عدم التعالي عليه، وأن لا يشعر بأنك تصدرين له الأوامر من أعلى، فهذا يدعوه أيضاً إلى العناد والإصرار على أنه هو المصيب، فإذا أردت أن تقنعيه بشيء فيمكنك أن تحيليه على غيرك من الأشخاص الموثوقين لديه المحبوبين عنده، كأصدقائه وأقاربه الذين تعرفين رجاحة رأيهم، فيمكنك أن تحيليه إليهم بطريق هادئ، كأن تقولي له مثلاً: (لو استشرت أصدقاءك أو أقرباءك فلاناً أو فلاناً فإنه ربما يُفيدونك في بعض هذه الآراء أو ربما يكتمل رأيك مع رأيهم) أو نحو ذلك، فهذا خير من أن تُملي عليه أنت رأياً مباشراً يدعوه عناده إلى رده وصده والإصرار على ما كان عليه.

حاولي دائماً أن تقللي من الطلبات - كما أسلفنا - من زوجك، وأن تمرني نفسك على الاقتناع باليسير؛ فإن هذا من أعظم الأسباب التي تؤدي إلى إزالة شح النفس.

أما فيما ذكرت من مشاهدته للأفلام الإباحية والتخفي في ذلك، فنحن نرى أن تخفيه وعدم مجاهرته بهذا المنكر هو جزء من الخير فيه، صحيح أن هذا الفعل الذي يفعله منكر ويتعين عليك أن تساعديه وتأخذي بيده ليتخلص منه، أولاً ليتجنب الحرام والدين النصيحة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وثانياً لأنه زوجك وأحق الناس بمعروفك لما بينكما من الصحبة.

فتخفيه لهذا المنكر وعدم المجاهرة به دليل على بقاء الخير فيه، فاحرصي على هذا الجانب الخيّر فيه، وذلك بمدحه في وجهه والإطراء عليه، بأنه رجل خيّر ومن أهل الحياء، ومن أهل الدين، ونحو ذلك، فالحفاظ على جانب الحياء فيه جزء أكيد من علاج هذه الآفة، فإن الحياء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم من شُعب الإيمان، وذلك لأنه يحول بين الإنسان وبين فعلى الرذائل، كما يحول بينه وبين التقصير في أداء ما عليه من حقوق لله أو لخلقه.

فهذا الحياء الذي لا يزال يتمتع به ينبغي أن نحافظ عليه، وأن لا نصارحه بما يفعله من المنكرات حتى لا يزول هذا الحاجز النفسي فيجاهر بعد ذلك بالمعصية غير مبالٍ بنصائح الآخرين.

فحاولي أن تُصلحي هذا الجانب منه دون مصارحته أو إشعاره بأنه يقع تحت المراقبة، ومن هذه الأدوية التي ينبغي أن تستعمليها معه: حثه الدائم على أداء الصلوات الخمس في جماعة المسجد، والإكثار من النوافل، ومحاولة إقامة علاقات أسرية مع الأسر المحافظة حتى يُنشأ علاقات مع الرجال الطيبين فيتعرف عليهم ويقضي أوقاته معهم، وفي هذا شغل للنفس عن الباطل والحرام، فإن النفس إن لم يشغلها الإنسان بالحق شغلته بالباطل.

الوسيلة الثانية أيتها الكريمة: أن تحاولي دائماً إسماعه بطريقة غير مباشرة بعض المواعظ التي تذكر الجنة والنار ولقاء الله تعالى والحساب والجزاء والقبر وأهواله، ونحو ذلك، فإن تذكر الآخرة وما فيها من جزاء للمحسنين وعقاب للمسيئين أعظم الأسباب التي تردع الإنسان عن إتيان المنكرات.

تقوية الإيمان بالأعمال الصالحة وتجنب الأعمال السيئة من أعظم الأساليب التي يُجنب بها الإنسان الوقوع في المنكرات، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث: (الإيمان قيد الفتك).

ننصحك أيتها الكريمة بأن لا تستعملي أسلوب التجسس أسلوباً مثالياً لمعرفة أحوال الزوج، فدعيه وما هو فيه من أمره الباطن، حتى لا يكون هذا سبباً في ذهابه بعيداً بهذه المنكرات فيصعب علاجها بعد ذلك.

ونسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح زوجك، وأن يصلح أحوالكم جميعاً، إنه جواد كريم.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف نفرق بين الأغاني المباحة والممنوعة؟ 1261 الثلاثاء 28-04-2020 05:08 صـ
ما علاج كثرة الفزع والخوف عند دخول أي أحد علي؟ 1564 الاثنين 20-04-2020 04:41 صـ
بفضل الله ثم بفضلكم عدت لحياتي، فشكراً لكم إسلام ويب 2730 الأحد 19-04-2020 03:56 صـ
كيف أنشغل بعيوبي وأسعى لإصلاحها؟ 985 الأربعاء 08-04-2020 04:04 صـ
كيف أصل لحب النبي صلى الله عليه وسلم؟ 893 الأربعاء 15-04-2020 02:28 صـ