أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أعطيت صورة مفصلة لحالتك، ولديك عدة أعراض، هذه الأعراض كلها تدل على أنك تعانين من درجة عالية من القلق النفسي، وهذا القلق أخذ عدة صور أو محاور، فالقلق جعل التواصل الاجتماعي لديك ليس على الصورة التي تودينها، وهذا نسميه بالقلق الاجتماعي، والقلق أيضاً جعلك غير مبالية بعض الشيء، ولم تستشعري أهمية التعليم، وأهمية الحصول على الشهادة العلمية والتميز، والخمول الذي يأتيك، وكثرة النوم والبكاء دليل أيضاً على أنك تعانين من درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي.

إذن التشخيص لحالتك هو القلق الاكتئابي البسيط، وهذا القلق مصحوب بشيء من المخاوف والوساوس، وأرجو أن لا تنزعجي لكل هذه المسميات، فجوهر الأمر هو أنك قلقة، ونتج من القلق الكثير من الأعراض الجسدية، وهذه الحالات في بعض الأحيان نعتبرها من الحالات النفسوجسدية.

وأعتقد أن الضيقة التي تأتيك في الصدر وتجعلك تتناولين البخاخ، ربما يكون ذلك ناتجاً من وضعك النفسي، وتساقط الشعر بالتأكيد أيضاً تكون العوامل النفسية قد لعبت فيه دوراً، وذلك بجانب الشعور بالدوخة وشحوب البشرة، وكذلك الأحلام المزعجة والمتكررة، هذه كلها مكونات القلق أيتها الفاضلة الكريمة.

العلاج أولاً: أن تسألي نفسك: (لماذا أقلق؟ ما الذي يجعلني أتوتر؟) هذه أسئلة مهمة وأسئلة ضرورية، ويجب على الإنسان أن لا يستسلم أبداً، وإيجابية التفكير هي من المتطلبات الرئيسية التي تؤدي إلى زوال القلق والتوتر والانفعالات السلبية، فإذن انظري إلى حياتك، وسوف تجدين فيها أشياء طيبة وجميلة، وأعتقدُ أن التفكير المشوه حين يسيطر على الإنسان يُنسيه كل جميل في حياته، فأرجو أن تطردي هذا الفكر السلبي المشوه.

ثانياً: هناك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين جيدة وفاعلة، ولابد أن تمارسيها، وأنصحك بالحصول على (CD) أو كتيب أو شريط من إحدى المكتبات، وتطبيق كل التعليمات الموجودة في هذه الوسائط المساعدة، وإذا أُتيحت لك الفرصة لمقابلة أخصائي نفسي – وليس طبيباً نفسياً – ليقوم بتدريبك على هذه التمارين فهذا أيضاً سوف يكون أكثر فعالية، وسوف يساعدك بصورة أوضح وأقوى.

بالنسبة للأحلام المزعجة فلابد أن تمارسي رياضة، وأي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة سوف يعود عليك بالخير، وأنصحك أيضاً بتجنب تناول الأطعمة الدسمة خاصة في فترة المساء، ولابد أن تكوني حريصة على أذكار النوم.

أخيراً سوف أصف لك أحد الأدوية الفعالة والممتازة لعلاج هذا النوع من القلق الاكتئابي المصحوب بشيء من الوساوس والمخاوف.

من أفضل الأدوية دواء يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) ويعرف تجارياً أيضاً باسم (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة شهر، وقوة الحبة هي خمسون مليجراماً، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم خفضي الجرعة إلى حبة واحدة في المساء لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، ويتميز اللسترال بفعاليته وأنه لا يسبب الإدمان، وليس له آثار جانبية ضارة.

وباتباعك لما ذكرناه من إرشاد وتناول الدواء المطلوب، سوف يزول عنك هذا القلق والتوتر والانفعالات السلبية بإذن الله، نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.