أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيفية التغلب على الخجل ومواجهة الآخرين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أخشى مواجهة الناس، فقد حدث لي موقف، حيث أن الأستاذ طلب مني الخروج للإذاعة المدرسية، فوافقت وبدأت أقرأ القرآن، ثم فجأة ارتجفت وارتعشت بشدة، ولكني كنت أصلي بالناس ولا أخاف ولا أخجل ولا أرتجف، وفجأة تغير الحال بعد هذه المشكلة.

وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذه الحالة حالة بسيطة، فالذي حدث لك هو نوع من الخوف العرضي، وهذا نوع من القلق النفسي الحاد يحصل في المواقف الاجتماعية، ونسميه بالرهاب الاجتماعي الظرفي، أي أنه يحدث في ظروف معينة، ويظهر أن جرعة المواجهة كانت بالنسبة لك شديدة، فربما طلب منك المدرس الخروج والظهور في الإذاعة المدرسية دون أن تتوقع مثلاً، وهذا أدى إلى هذا القلق الشديد، وهذا الخوف.

هنالك أمر مهم جدًّا أود أن أؤكده لك، وهو أن درجة الارتعاش والارتجاف التي وصفتها بالشديدة هي مجرد شعور، قد يكون هناك شيء بسيط من الارتجاف والارتعاش وتسارع في ضربات القلب، ولكنه ليس بالصورة التي كنت تحس بها، هذه ظاهرة، معروفة والارتعاش والارتجاف وتسارع ضربات القلب وحتى التلعثم في الكلام وربما التعرق هي ظواهر فسيولوجية طبيعية جدًّا، لكنها تشتد في هذه المواقف الاجتماعية التي تتطلب المواجهة، لكن الإنسان يحس بها بصورة مبالغة وشديدة، وأكثر من حجمها الطبيعي.

هذا أمر من المهم جدًّا تفهمه؛ لأن هذه هي المشكلة الأساسية التي تقابل أصحاب الخوف الاجتماعي، دائماً تجدهم يستشعرون هذه التغيرات الجسدية المفاجئة بصورة أشد مما هي عليه، مما يولد لديهم المزيد من القلق والمزيد من الوساوس، فأرجو أن تتفهم هذا.

الخوف الاجتماعي قد يتولد عنه خوف آخر، وتجد الإنسان يتردد بعد ذلك في المواقف الاجتماعية، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك.

الذي أنصحك به أيها الفاضل الكريم هو أن تكثر من هذه المواجهات، هذا مهم جدًّا؛ لأن التجنب والابتعاد يزيد من الخوف الاجتماعي، ومن أفضل طرق المواجهة هي أن تبدأ وتواجه في الخيال، ثم بعد ذلك تنتقل في التطبيق، ونعني بالمواجهة في الخيال هي أن تتخيل نفسك في مواجهة كبيرة جدًّا، طلب منك أن تصلي بالناس في جماعة، طلب منك أن تعرض موضوعاً معيناً أمام جمع كبير من الناس، وهكذا... عش هذا الخيال بكل تفاصيله، وعليك أن تركز، وأن تحاول تصوره كأنه واقع محسوس أمامك، هذا مهم جدًّا.

أكثر من هذه التعرضات في الخيال، وإن شاء الله سوف تجد فيها فائدة كبيرة، وعليك مباشرة أن تبدأ في التعريض في الواقع، أي لا تتجنب المواقف الاجتماعية.

هنالك أنواع من المواجهات الاجتماعية التلقائية - أي جماعية – تفيد جدًّا، مثلاً ممارسة رياضة جماعية مثل كرة القدم، هذا فيه خير كثير إن شاء الله، أيضاً الانخراط في أي عمل اجتماعي أو ثقافي أو خيري مع مجموعة من الشباب، أو الانخراط في أنشطة الكشافة المفيدة، هذا فيه أيضاً فائدة كبيرة جدًّا، الالتحاق بحلقات تلاوة القرآن فيها أيضاً فائدة عظيمة جدًّا للإنسان ويقضي على مثل هذا الخوف.

هذا هو الذي أنصحك به، وأنت لم توضح عمرك، لأنني كنتُ أود أن أعرف عمرك، حتى أصف لك دواء بسيطاً يساعدك، وعموماً إذا كان عمرك أكثر من خمسة عشرة سنة فيمكنك أن تتناول دواء بسيطاً يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) تناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

هذا الدواء إن شاء الله يفيدك في هذا القلق، وستجد نفسك إن شاء الله ستصبح أكثر قدرة على المواجهة، لكن عليك تطبيق الإرشاد السابق من مواجهات، وتفهم حالتك، هذا هو الحل الرئيسي للمشكلة، وأنا أؤكد لك أنك لست ضعيف الشخصية ولست جباناً أبداً، هذا نوع من القلق النفسي الظرفي، وليس أكثر من ذلك.

وتذكر دائماً أيها الفاضل الكريم أنه كانت لديك مقدرات على المواجهة دون أي مشكلة، وهذا إن شاء الله سوف يعود ويرجع لك بصورة أفضل مما كنت عليه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

ولمزيد من الفائدة يرجى الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب: ( 259576 - 261344 - 264538 )

علاج الرهاب من التقدم للإمامة سلوكياً 260852 .


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2388 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1731 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3648 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1562 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. 1904 الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ