أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف المفرط من الموت بعد معايشة حالة وفاة لأحد الأقارب وكيفية تجاوز ذلك

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد فاجأتني حالة نفسية قوية جداً، حيث صرت أخاف من الموت فجأة، وهذه الحالة جاءتني بسبب موت أحد أقاربي ولكن من بعيد، وكانت عجوزاً جداً، ولم أرها أبداً، لكني تأثرت بموتها، حيث أنها بعد خروجها من المستشفى وبمجرد وصولها المنزل توفيت.

وقبل نومي بقليل وحيث كنت مرهقة جداً كنت أحكي لزوجي حكايتها، وفجأة نمت ورأيت نفسي وكأنني أموت وأنا أقود السيارة ومعي عمي، وبعد يومين حكيت لزوجي، فقال: إنه حلم شيطاني ولكني لم أسمع منه، وفتحت التفسير ورأيت أن من يحلم أنه يموت فقد قرب أجله، ومنذ ذلك اليوم وأنا في حالة نفسية صعبة جداً، وأخذت أحس بخوف ورهبة ووسواس شديد، وأهملت زوجي وابني، وصرت أخاف من قيادة السيارة ومن الخروج من المنزل، والخوف من البقاء لوحدي ولو لثانية واحدة، فما تفسير حالتي؟!

علماً بأن هذه الحالة حصلت لي قبل خمسة أشهر تقريباً، واستمرت عوارضها مثل ضيق في النفس، وأحس أنه سيغمى عليّ وكأن أحداً يحدثني بأني إذا فعلت خيراً ربما يكون دليلاً على موتي، وأبدأ في البكاء في كل وقت أحس فيه بالرهبة والخوف.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هزاع علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن خوفك من موت الفجأة ليس هو المشكلة الأساسية لديك؛ لأن هذا ناتج كعرض من الخوف العام والقلق والتوتر والوساوس التي تعانين منها، فيظهر أنك بطبيعتك حساسة وقلقة، وهذا جعلك عرضة للرهبة والوساوس، وأصبح لديك ما يعرف بقلق التوقع، أي أن تبني فكرة وهذه الفكرة يحدث من خلالها نوع من الضيق والقلق والترقب المتواصل، وما ذكرته بأنك تشعرين بإحساس بأنه سيغمى عليك هذا أيضاً نوع من القلق الوسواسي.

أما بالنسبة للخوف من موت الفجأة، فكما ذكرت لك هو جزء من القلق النفسي والمخاوف التي تعانين منها، ويعرف أن هنالك روابط نفسية قوية جدّاً بين أحداث حياتية معينة وإثارة القلق النفسي.

موت الفجأة يعرف أنه كثير، وأنت بالنسبة لك تُوفيت هذه السيدة - نسأل الله لها الرحمة - وهذا مثَّل لديك إثارة أو تحفيزاً لهذا الخوف الداخلي، فإذن التفكير الذي نشأ لديك وهو الخوف من موت الفجأة، هو ناشئ من البيئة، وكذلك من هذا الحدث وهو وفاة هذه العجوز عليها رحمة الله.. كل المخاوف لابد أن يكون لها روابط، والرابط في حالتك هو شخصيتك القلقة وكذلك الحدث الحياتي الذي حدث، وطبيعة التخوف من موت الفجأة هذا هو الذي جعلك تحسين بهذا الإحساس.

بالنسبة لتفسير الحلم: أعتقد أيضاً أنه قد رسخَّ لديك هذه الفكرة، والأمر بسيط جدّاً، فالخوف من الموت لا يقدم ولا يؤخر في عمر الإنسان ثانية واحدة، وحقيقة أذكار النوم عظيمة وقيمتها عظيمة جدّاً، والإنسان حين يتأملها ويتمعنها يجد فعلاً تعطيه جرعة عالية جدّاً من الطمأنينة، فهذا الدعاء العظيم: (اللهم إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبدك الصالحين) هذا كلام عظيم يبعث على طمأنينة قوية، فإن مات الإنسان فهو في كنف الله وتحت رحمته، وإن كُتب له العمر فهو أيضاً في حرز الله ورحمته.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذه الأذكار حين نقولها يجب أن نتأملها ونتمعنها، وهي من وجهة نظري أكبر مطمئن للإنسان.. وهذا النوع من المخاوف يتطلب أيضاً العلاج الدوائي؛ لأن القلق والوساوس والمخاوف ربما تكون ناشئة أيضاً من تغيرات كيميائية وبيولوجية تشمل منظومة كيميائية في الدماغ تعرف بالموصلات العصبية، هذه وُجد أنها - بالنسبة للأشخاص الذين هم عرضة للمخاوف والقلق والوساوس - لا تكون في حالة انتظام تام، ولذا اكتشفت الأدوية التي تضعها في مساراتها الصحيحة، وتزيل هذا الخوف إن شاء الله تعالى، ولذا أنصحك بتناول دواء يعرف باسم (سبرالكس)، دواء جيد وفعال، وأفاد الكثير من الناس، وإن شاء الله تعالى يفيدك كثيراً.

أرجو أن تتناولي السبرالكس بجرعة عشرة مليجرام يومياً، يفضل تناوله في أثناء النهار، ولكن إذا شعرت بأي نوع من النعاس فأرجو أن تتناوليه ليلاً. استمري على هذه الجرعة لمدة شهر، وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجراماً يومياً، استمري عليها لمدة ستة أشهر أخرى، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام يومياً لمدة ستة أشهر، ثم إلى خمسة مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء، ويتميز السبرالكس بأنه سليم وغير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر مطلقاً على الهرمونات النسوية.

أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن لا تهملي الجوانب السلوكية الأخرى في حياتك وهي: ممارسة تمارين الاسترخاء، الاستفادة من الوقت، وإدارته بصورة طيبة، تطوير المهارات الاجتماعية، تطوير عملك، اتخاذ القدوة الحسنة، والإنسان حين يجد حقيقة من يسانده في هذه الحياة الدنيا خاصة من الصالحين والخيرين هذا في حد ذاته يمثل دفعاً نفسياً إيجابياً.

كما ذكرت لك فإن مشكلتك بسيطة جدّاً، وباتباعك للإرشادات السابقة سوف يزول عنك إن شاء الله هذا القلق الذي أدى إلى المخاوف والوساوس والرؤية التشاؤمية حول المستقبل، وختاماً نشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2831 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2753 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1029 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2081 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1541 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ