أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : مشكلة عدم العدل بين الزوجات وكيف تتعامل المرأة مع هذا الوضع

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة متزوجة منذ 4 أشهر ونصف، من ولد عمي، ومن قبلُ سبق لي وأن تزوجت، ورزقت بولد من رجل آخر، وابن عمي كذلك متزوج من امرأة تكبره بـ 25 سنة، وأنجبت منه ولدين في بداية زواجه بها، وبحكم فارق السن، ورغبته في الذرية الصالحة، ولأنها لا ترضى بأن يعاشرها؛ تزوجني.
وقد كان قبل الزواج بسنوات يتمنى أن أكون له، وكلما كلم زوجته أنه يريد الزواج تقيم عليه القيامة، وتحول حياته إلى نكد، ومرت سنوات وهو يواعدني بالزواج، ويقول أنه متمسك بي وأني أنا المرأة التي يتمناها طول عمره، ويكثر من الغزل، والوعود بمستقبل جميل! وبعدها بسنوات تزوجنا من غير ما يأخذ رأيها؛ فغضبت، وذهبت إلى بيت أخيها.

ومن أول يوم زواجنا وأنا أعاني من مشاكل لم أكن أتوقعها:
فأولها: الاتصالات المتكررة من أول يوم زواجنا من طرف صديقاتها والمقربين لها؛ يوصونه ألا ينسى زوجته، وأم أولاده، وأنها هي الأصل.
وثانياً: كان طوال فترة تواجده معي دائم التفكير من أول يوم زواجنا، حتى إنه ما كان يقدر أن يعاشرني إلا بصعوبة، ومن غير رغبة شديدة منه، وبعد ثلاثة أيام ذهب إلى منزله الخاص، حيث إنه طلب مني أن نعيش في منزل أهلي، وأنه سيؤثث لي غرفةً عندهم، ونعيش إلى أن يفرجها الله، ولأنني أريد الستر والاستقرار، وافقت على كل شروطه؛ المهم أنه ذهب إلى بيته الخاص، وأنا بقيت في بيت أهلي، وفي وقت النوم يجيء لئلا يلومه أحد، وباقي الوقت ما أراه، بل يظل في بيته، وكان مجيئه عندي يوماً واحداً، و3 أيام في منزله الخاص.
وكان دائم التفكير، ونفسيته متعبة جداً، ولم أشعر بأي راحة نفسية معه، مر شهران، واتصلت به صديقة زوجته تقول له: إن زوجته محتاجة له، وتريد أن ترجع إلى منزلهم، وأنها تريده أن يعطيها 5 أضعاف مهر زوجته الجديدة؛ إكراماً وإرضاءً لها؛ فوافق وأعطاها 5 أضعاف مهري، وأنا ما أحببت أن أعترض ولا أعلق، خليت له حريته في كل شيء، وقلت: عسى أنه يعرف أني أحبه، ولا أفكر بالمال، وأنه عندي أكبر غنيمة وأغلى من الماس.
المهم أنها رجعت إلى منزلهم، وأنا في منزل أهلي، وصار يأتيني في كل 4 أو 5 أيامٍ ليلةً واحدة في وقت النوم فقط، وفي الصباح يطلع مبكراً، أي ليلة عندي و5 أيام في بيته، وجعلني أحس أن ما لي قيمة ولا قدر عنده، مع أني محتاجة له.
وفي الليلة التي يكون عندي، ما أستطيع أن أنام؛ أظل خائفة عليه، وأسهر إلى الصبح، وأخاف أن يأخذه أحد مني، وهو لا يحس بي، ونومه يكون من غير راحة، وتغيرت حياته كثيراً، فالكل لاحظ أنه ما صار يطلع من منزله إلا للضرورة، وترك أصدقاءه، وأهله لا يزورهم.
وكلمته أكثر من مرة، وقلت له: أنا أخاف عليك من غضب الله، وأريدك أن تعدل بيننا، ليس من أجلي، ولكن من أجل أن يرضى ربك عنك، وتعيش مرتاحاً بحياتك، كنت أنصحه وهو لا يصدقني، ويقول لي: أنا أعرف ربي، وأخاف منه، وأصلي ولا أترك فرضاً، وأقرأ القرآن والأذكار والمعوذات طول وقتي، والذي أعمله شيء عادي، أنا مرتاح هكذا.
ما فكر فيّ، ولا في الله، وأنا أخاف عليه من غضب الخالق؛ لأن الذي يعمله ما يرضي الله، ولا يرضيني أنا، والآن أنا حامل منه، وأنتظر مولودي الأول منه، وما أعرف ما سيكون مستقبل الطفل هذا!؟ وكيف سيكون مستقبلي أنا؟ وأريد منكم المشورة والنصيحة؛ لأني -بجدٍ- تعبت!
أحاول طول وقتي أن أقرأ القرآن، وأدعو الله له ولي، وأطلب من الله الصبر، لكن دائماً وأنا أدعو وأقرأ يكون فكري شارداً ومشغولاً بحياتي التي أعيشها، وبما يخبىء لي المستقبل!

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانة حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع! ونعتذر شديد الاعتذار عن تأخر الرد؛ نظراً لظروف السفر والمرض، ونعدك أن نكون أسرع في المرات القادمة إن شاء الله!
ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يهدي قلبك، وأن يصلح لك زوجك، وأن يربط على قلبك! وأن يرزقك الرضا والاستقرار والسكينة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فمع الأسف الشديد نسمع عن كثير ممن يرغبون في التعدد لسبب أو لآخر، ولم يكلفوا أنفسهم معرفة ما يجب عليهم تجاه هذا الأمر؛ مما يترتب عليه كثرة المشاكل، وسوء العشرة، والوقوع في المحرم، حتى نفروا الناس من هذه الشعيرة مع الأسف الشديد! وأصبح الجميع يهابون التعدد؛ بل إنه مجرد ذكره يدعو إلى التشاؤم، والسخرية، وعدم الراحة، كله بسبب سوء التطبيق من كثير ممن مارسوا هذا الأمر، سواء من الرجال، أو النساء، مع أن التعدد في ذاته رحمة وصيانة للمرأة من الضياع والانحراف، خاصة المتوفى عنها زوجها، أو المطلقة وهي ما زالت في ريعان الشباب.
وأما عن وضعك أنت - أختي - فلا أرى لك علاجاً أنجح ولا أفضل من الصبر الجميل، مع الدعاء والإلحاح على الله أن يشرح صدر زوجك للعدل الذي يرضي الله ورسوله، ويحقق رغباتك المشروعة، وعليك مع ذلك بتذكير زوجك بين الحين والآخر بضرورة مراعاة الشرع بينك وبين زوجته الأولى، ولا مانع من الاستعانة ببعض الدعاة، أو المشايخ؛ للمساعدة في ذلك.
وأنصحك بمسامحته، والعفو عنه في تقصيره في حقك؛ لأنك لو سامحته وعفوت عنه، لسامحه الله، وعفا عنه، وعليك بالمواظبة على الأعمال الطيبة التي تمارسينها: من قراءة القرآن، والمحافظة على الصلاة في أول وقتها، وكثرة الذكر! وأضيفي إلى هذا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنية قضاء حاجتك، واعلمي أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا!
مع تمنياتنا لك ولزوجك بالسعادة، والاستقرار، والأمن، والأمان!
وبالله التوفيق!

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
زوجتي الحالية ترفض إرجاعي لزوجتي السابقة، وأخشى من أن أدمر أسرتي! 3419 الأحد 24-03-2019 06:14 صـ
أرغب في زوجة ثانية ولكن زوجتي لا تقبل، فما العمل؟ 7466 الثلاثاء 12-03-2019 05:54 صـ