أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ما رأيكم بالزواج من شاب عرفته عن طريق النت؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تعرفت على شاب من خلال النت، وبصراحة أعجبت بأفكاره وأسلوبه المهذب، وقد كان دائماً ينصحني بالمحافظة على الصلوات وقراءة القرآن، وكان يشجعني على حفظ أجزاء من القرآن، ولم نتكلم فيما هو حرام، ولقد عرض علي هذا الشاب بأنه يريد أن يتزوجني، وأنه مستعد أن يأتي البيت ويراني في وجود أهلي، ولكن أنا لا أعرف ماذا علي أن أفعل؟ فأنا أحب هذا الشاب، ولو لم يكن على خلق لما عرض علي أن يراني في حضرة أهلي، ولكني متخوفة من قبولي للموضوع، فعالم الشات مليءٌ بالافتراضات والخيال بعيدة عن الواقع، فهو قد يرسم لي صورة في مخيلته بعيدة تمام البعد، سواءً من حيث الشكل أو الأفكار، وقد يحدث معي نفس الشيء، فماذا أفعل؟ الرجاء مساعدتي.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضل/ منال .. حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك: (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته، وأن يجعل بينكما مودة ورحمة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فمما لا شك فيه أن الإنترنت فتح على الناس أبواباً لم تكن معروفة من قبل، وجاء على الناس بخيره وشره، ومن أراد الخير وجده، وكذلك من أراد الشر وجده، وإذا لم يكن هناك وازع من ضمير حر، وتربية فاضلة، ورقابة أسرية واعية لأصبح من أخطر التحديات التي تواجه المسلمين جماعات وأفراداً.

ومما يؤسَف له أن الغالبية العظمى ممن تستخدم هذا الجهاز قد تستخدمه بدافع الفضول وحب التعرف، وقتل الوقت كما يقولون دون أن يعرفوا الحكم الشرعي لذلك كله، وأعتقد أنك واحدة من هؤلاء الأخوات اللواتي دخلن هذا العالم بهدف من الأهداف السابقة، وشاء الله أن يستر عليك، وأن تقعي في يد شاب على خلق ودين كما ذكرت، فاحمدي الله على ذلك، وأوصيك بضرورة الحرص الشديد عند استعمال هذا الجهاز، وأن تجعلي هدفك مخاطبة أخواتك من البنات فقط، ولا يخدعك الشيطان بالتحدث إلى الشباب؛ لأن هذه مخاطرة غير مأمونة العاقبة، وما أكثر ما أدت به إلى نهايات مأساوية.

وأما عن الأخ الذي تعرفت عليه ويرغب صادقاً رؤيتك أمام أهلك، فلا أرى سبباً لخوفك من هذه الخطوة؛ لأنها هي الخطوة الطبيعة المشروعة لمثل هذا اللقاء، والرؤية في جميع الأحوال لابد أن تحدث، فكونها تقع في إطار الأسرة حمايةً لك ومرضاة لربك، وصيانةً لعرضك وشرفك، ورفعاً لشأنك بدلاً من المقابلات المحرمة بعيداً عن الأسرة، والتي قد تؤدي بك إلى الهاوية والضياع -لا قدر الله- والنتيجة -ابنتي الغالية- لا تخرج عن واحدة من اثنتين:

الأولى: إما أن يعجب بك وينشرح صدره لك من حيث الظاهر؛ لأنه بلا شك يعرف أخلاقك، لعله أكثر من أهلك بحكم الحديث المفتوح معه، فداخلك بالنسبة له غالباً ليس لغزاً وإنما كالكتاب المفتوح، وبقيت الرؤية الخارجية، وإذا كان من نصيبك وأنت من نصيبه، ورزقه الذي قدره الله له، فسيشرح الله صدره لك وتعجبينه، وتتم مراسم الزواج.

والثانية: عدم القبول، وفي تلك الحالة ليس أمامك إلا الرضا بقضاء الله وقدره، وقطع العلاقة به نهائياً، والتوبة والاستغفار لتلك اللحظات التي مرت في الحديث معه، وضاعت من عمرك، وعليك أن تتعلمي من تلك التجربة عدم فتح أي حوار مع أي شاب كائناً من كان، وإذا كان لابد لك من التعامل مع الإنترنت، فاجعلي حوارك كله مع بنات جنسك؛ حتى لا تقعي مرةً أخرى في تجربة جديدة قد لا يكتب لها التوفيق، أو تنتهي بنهاية غير مشرفة أو مشروعة، فاقبلي هذا العرض -يا ابنتي-، وتوجهي إلى الله بالدعاء، وسليه الخير حيثما كان، وواجهي الموقف بشجاعة وإيمان وثقة بالله وحده، ودعي النتائج لله الذي يعلم ما يصلح لك وما لا يصلح، حيث قال جل شأنه: (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ))، سبحانه يعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

وتأكدي من أن هذا الشاب ليس من النوع المتهور أو الشكاك الذي قد يسيء الظن بك مستقبلاً، ويتهمك بأنك كنت مدمنة للإنترنت، وأنك تعرفت على شباب سواه، تأكدي من هذا جيداً حتى لا تزعجي نفسك مستقبلاً.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ألم الشوق والحب مسيطر علي، فماذا علي أن أفعل؟ 2502 الأربعاء 29-07-2020 05:56 صـ
أعيش قصة حب من طرف واحد وأنشغل كثيراً 1239 الأحد 19-07-2020 03:36 صـ
لا أستطيع ترك من أحببت رغم التوبة والندم فماذا أفعل؟ 1187 الأحد 19-07-2020 03:09 صـ
أعجبت بشخص على مواقع التواصل وأتمناه زوجا لي.. كيف أكبح مشاعري؟ 1044 الاثنين 20-07-2020 02:49 صـ
أعاني من الاكتئاب بعد أن فقدت وظيفتي وهاتفي ووفاة أخي! 970 الأحد 12-07-2020 03:15 صـ