أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة: الصبر في الإسلام.. مفهومه وحالاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أسأل عن مفهوم الصبر في الإسلام، وكيف يكون؟ وما هي حالاته؟ وهل إذا حلت بي مصيبة أو حزن فبكيت وشكوت، فهل هذا لا يعتبر صبراً؟
وشكراً لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ LANA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يسعدك في الدارين، وأن يقيك الهموم والغموم والأحزان والأكدار، وأن يجعلك من الشاكرين.
وبخصوص ما ورد برسالتك فإنه لا يخفى عليك أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان واختبار، وذلك لحكمة يعلمها الله جل وعلا، وإن كان قد أشار إلى بعض صورها في القرآن والسنة، وكلما زاد إيمان العبد وقويت علاقته بالله تعالى كلما كان أكثر عرضة للامتحانات والابتلاءات، وهذا ما عبر عنه رسولنا صلى الله عليه وسلم: (
كما أن الصبر له أركان لابد منها حتى يكون الإنسان صابراً فعلاً ومستحقاً لثواب الصابرين، وهذه الأركان هي:
1- حبس النفس من التسخط على أقدار الله المؤلمة، حيث نجد بعض الناس إذا نزل بهم بعض البلاء يجزعوا جزعاً شديداً ويسخطون على الله - والعياذ بالله - وقد يصل الحال ببعضهم إلى الكفر - والعياذ بالله - والمطلوب من المسلم الصادق أن يرضى بما قسمه الله له، وأن يعلم أن ما قدره الله له هو عين الخير وإن كان يرى خلاف ذلك.
2- حبس اللسان عن الشكوى، فلا يظل الإنسان يشتكى الله لكل - أو لأكثر - الخلق، فكلما سأله إنسان - أو حتى بدون سؤال - تجده يشكو حاله للناس، وهذه من علامات عدم الرضا لأننا بذلك نشكو الذي يرحم إلى الذي لا يرحم.
3- حبس الجوارح عن المعصية كلطم الخدود وشق الجيوب والملابس والدعاء بدعوى الجاهلية كما ورد في الحديث، وأما إذا صبر الإنسان واحتسب الأجر عند الله انقلبت المحنة إلى منحة، وتحولت البلية والمصيبة إلى عطية وهدية، وصار المكروه محبوباً، وحظي الإنسان بمقام ومنزلة الصابرين التي قال عنها المولى جل وعلا: ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ))[الزمر:10]، فالصابرون هم أعظم الناس أجراً يوم القيامة، وأما البكاء - مجرد البكاء - فهذا لا يؤثر على الثواب ما دام الإنسان لا يكثر الشكوى أو يجزع أو يسخط على أقدار الله، وإنما يحرص دائماً على قوله: (
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والثبات على دين الله.
وبالله التوفيق.
شارك الاستشارة
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
معاناتي مع المرض، وكيف أتكيف معه؟ | 1429 | الاثنين 15-06-2020 01:08 صـ |
لماذا يبتلى الصالحون أكثر من غيرهم؟ | 2730 | الثلاثاء 16-06-2020 09:03 مـ |
أخشى البقاء دون زواج للأبد. | 4778 | الاثنين 11-05-2020 03:45 صـ |
بعد أن خلعته تزوج.. والآن أنا نادمة! | 2078 | الأربعاء 06-05-2020 06:18 صـ |
أشعر بالظلم والقلق والخوف، فهل من أمل؟ | 1821 | الخميس 09-04-2020 02:47 صـ |