أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : رضا الفتاة الزواج بشخص متزوج وزميل لها في العمل
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.
أبدأ رسالتي بإعطائكم معلومات عني، أنا طبيبة في السابعة والعشرين من العمر، دوري هام في المنزل، أحاول أن أحل المشاكل في البيت، والدي يحبني ويدللني كثيراً، يخاف علي، يثق بي، ويريد دائماً لي الأفضل، أدرس حالياً تخصصات عليا، ووالدي مرتاح، لهذا أحس أنه لا يريد أن يزوجني في الوقت الحالي، إلا بعد أن أكمل دراسة التخصص، وأعمل لحسابي الخاص، علماً بأني أعمل حالياً في مستشفى حكومي.
ومشكلتي هي أنه تقدم لي طبيب يعمل معي في المستشفى، يكبرني بعشر سنوات، متزوج على خلق ودين، وهذا الطبيب أعرفه منذ ثلاث سنوات، بيننا احترام وتقدير، تعرف على والدي من قبل 6 سنوات، حيث ساعد في العملية التي أجريت لأختي، وأنا كنت في الخارج أدرس الطب، ولم أكن أعرفه، وكان بينه وبين والدي اتصال وعلاقة حميمة حتى يومنا هذا، ويقدم كل منهما خدماته للآخر.
ومنذ 4 أشهر فقط عرض علي الزواج، ولكني رفضت؛ لأنه متزوج، وسألته لماذا يريد الزواج، وهو متزوج، ولديه 4 أطفال، وهو مستقر، وحالته المادية ممتازة؟ فأجاب بأنه متزوج فقط بالورق أمام الناس، وروى لي حكايته بأنه تزوج مبكراً، وهو في الثانويه العامة؛ لكي يرضي والدته، وخلف ولداً وبنتا، ثم سافر لدراسة الطب والماجستير والدكتوراه لوحده، وتغرب لمدة 12 سنة في بلد غربي.
ثم رجع وقد تغير حال زوجته، وأصبحت تشك فيه، ودائماً تخلق المشاكل، ولا تهتم فيه، ولا تعطيه حقوقه، حصلت مشاكل بينهما، وأدت إلى رجوع زوجته إلى بيت أهلها؛ بسبب شكها، وعدم احترامها له، وتدخل الأهل، وأصلحوا بينهما، ثم أنجبت منه ولداً وبنتاً، ومنذ 3 سنوات انتهت العلاقة بينهما، وأصبحا يعيشان في بيت واحد مليء بالمشاكل وعدم الاحترام، حتى أن ولديهما الكبيرين أصبحا يقفان مع الأم ضد الأب، ولا يحترمانه، وأصبحا متزوجين أمام الناس، ولكن لا توجد العلاقه الشرعية بين الرجل والمرأة، حتى إنهما لا يتكلمان مع بعضهما، وساعد على هذا طبيعة شغله، حيث يعمل من الصباح حتى الليل في أكثر من مستشفى، وهذا يزيد من شكها فيه.
وأصبح أهم شيء عندها المال، لا تريد منه شيئاً سوى المصاريف، وقال لي: إن زوجته قالت له: إنها لا تريده، وإذا أراد أن يتزوج يوفر بيتاً لها ولأولادها، وينفصل عنها من غير طلاق، ويلتزم بالمصاريف ويفعل ما يشاء، ولكن هذا الشيء لم يرضيني أنا، إذا زوجته أرادت الانفصال لماذا لا تنفصل نهائياً بالطلاق، وسوف يوفر بيتاً لها ولأولادها، ما دام لا توجد بينهما أي علاقة حميمة شرعية، التي فرضها الله سبحانه وتعالى بين الزوج والزوجة، ومن ثم سوف ترتاح من المشاكل، وسوف تقل الضغوط على أطفالهما، حيث إنهم يعيشون الآن بين صراع الأم والأب.
المهم أني حتى الآن لم أعطه الموافقة، حاولت أن أنصحه بأن يحاول يغير من معاملته معها، وأن يحاول يرضيها، ويعيد بناء علاقة من جديد، ويفتح معها صفحة جديدة، فأجاب بأنه قد حاول أكثر من مرة، ولكن دون فائدة، لأنها لا تريد.
طلب مني أن يقابل أبي، ولكني رفضت لأني لا أريده أن يقابل أبي قبل أن يعمل حلولاً لمشاكله، إما أن يعيد الحياة الهادئة المستقرة التي فيها مودة ورحمة بين الزوج والزوجة، أو يدعها في حال سبيلها، كما قال تعالى: ((فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ))[البقرة:229].
كما أنني لا أريد أن تنقطع العلاقة الحميمة بينه وبين والدي بسببي، علماً بأني تحققت من كل الكلام الذي قاله لي، وكان صحيحاً، وأنا الآن حائرة، هل ما طلبته صحيح أم لا؟ أفيدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لطيفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مشكورة على مشاعرك الطيبة تجاه زوجته الأولى، ونحن فخورون بحرصك على إكرامها ورد الأمور معها إلى نصابها وصوابها مودة ورحمة، وإذا كان الرجل صادقاً في كلامه صادقاً في رغبته في الارتباط بك وكان صاحب دين فلماذا التردد؟.
واعلمي أن خير البر عاجله، وأرجو أن يسعد والدك بمن عرفه وانتفع من خدماته، ونحن نتمنى أن تواصلي في رغبتك في الوفاء لزوجته الأولى، واعلمي أن ذلك سيرفع قيمتك عنده وعند الناس، وسوف تنالي إذا صدقت وأخلصت رضا رب الناس.
وأرجو أن لا تمنعيه من مقابلة والدك، فهذا هو الطريق الصحيح وهكذا يفعل الرجال، واعلمي أن في ذلك رفع لقيمتك عند أهلك، والإسلام دين يريد للمرأة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، ولن يحدث من مقابلته لوالدك إلا الخير، والرجال أعراف بالرجال.
واحرصي على صلاة الاستخارة وشاوري أهل الصلاح والدراية، وارفعي أكف الضراعة إلى الله، واشغلي نفسك بطاعة الله، وتأكدي أن صلاح أحواله مع زوجته الأولى سوف يتم - بعد توفيق الله – بتشجيعك، له وليس ما طلبتيه شرطاً للقبول به، فإن الرجل يستطيع أن يجمع بين زوجتين بل وأربع زوجات، فاقبلي به وعاونيه على فعل الخير، وكرري بين النساء نماذج الصالحات من سلف الأمة والصحابيات فإنه ربما كانت بعضهن تهيئ لزوجها زوجته الجديدة، وتشجعه على أداء حقها وتعينه، وكوني أماً لأولاده، وأختاً لأخواته، وبنتا وفيةّ لوالديه، وبراً لأرحامه، ثم أبشري وأملي ما يسرك، فإن الجزاء من جنس العمل، ولن يضيع من يفعل المعروف عند الله ولا بين الناس.
وهذه وصيتنا لك ولأنفسنا بتقوى الله وطاعته، ومرحباً بك في موقعك بين الآباء والإخوان.
وبالله التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
محتارة هل أقبل الخطبة من ابن خالتي أم لا؟ | 1913 | الأربعاء 29-07-2020 02:08 صـ |
تقدم لي شاب أقصر مني وأنا مترددة.. هل أقبله؟ | 1268 | الثلاثاء 30-06-2020 02:05 صـ |
رفضت الخاطب لأني لم أرض دينه، ولكني ندمت! | 2264 | الثلاثاء 09-06-2020 09:09 مـ |
خطبني شاب ميسور ولكني لم أتقبله وأهلي يجبرونني عليه | 1199 | الثلاثاء 16-06-2020 05:51 صـ |
أختي صغيرة وتقدم لخطبتها شاب سيء الخلق، ما الحل؟ | 572 | الأربعاء 01-07-2020 02:52 صـ |