أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : اختلاف فاعلية أدوية الرهاب من شخص لآخر

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السيد الدكتور - محمد عبد العليم - المحترم تـحية طيبة وبعد:
أرجو من الله أن تكون بصحة جيدة وبعد:
فتبعاً لردك على استشارتي التي تحمل الرقم المبين أعلاه فقد بدأت بتناول الدواء الذي نصحتني به وهو ( الرزبيردون ) آملاً في أن يساعد في السيطرة على الأفكار التي أحس بها، والتي وصفتها لك باستشارتي السابقة، ومختصرها للتذكير أني أحس أن الناس تفكر في أني شخص خجول وأن الناس تدرك مشكلتي التي هي الرهاب الاجتماعي.

وللتذكير أيضاً فأنا أتناول الزيروكسات بمقدار حبتين منذ حوالي الخمسة شهور، بالإضافة إلى الزيروكسات تناولت الرزبيردون فترة شهر ونصف حبة واحدة يومياً، للأسف لم أشعر بأي فرق إيجابي على الإطلاق من الدواء الجديد، بل على العكس فأعراضه الجانبية مزعجة وقوية جداً.

الأعراض بدأت بحركات غير إرادية بالرأس واليدين، مع تلعثم في الحديث، بالإضافة إلى شعور دائم بالإرهاق وعدم التركيز، مما جعل حالتي أسوأ، لذا اضطررت إلى إيقاف الرزبريدون، طبعاً المشكلة لم تحل مع تناول الدواء، كما ذكرت أيضاً في ردك على استشارتي السابقة أن الزيروكسات سيحتاج لفترة إضافية لا تقل عن الشهر للقضاء على هذه الأفكار.

وها قد انقضت ثلاثة شهور والمشكلة موجودة، بالإضافة إلى هذه الأفكار، فبشكل عام لا أحس بتحسن إضافي وكأن التحسن توقف عند نقطة معينة، فالتوتر والخوف من المظاهر الاجتماعية ما زال موجوداً، بالإضافة إلى عدم وجود الرغبة الحقيقية بمخالطة الآخرين، فما زلت أفضل الوحدة على المخالطة.

فهل هذا يعني أني وصلت الحد الأقصى من التحسن ولا يمكن التحسن أكثر من ذلك؟ كم من الوقت وما هي الطرق الإضافية أو الأدوية التي يمكن أن تشفيني نهائياً وكلياً؟

أكرر شكري الجزيل لمجهوداتكم وبارك الله فيكم.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً على سؤالك وعلى استفسارك عن صحتنا وأحوالنا، فنحن الحمد لله بخير ونرجو أن تكون أنت كذلك أيضاً.

الأدوية بصفة عامة تختلف في فاعليتها من إنسان إلى آخر، ولا شك أن التكوين أو البناء الجيني للإنسان يحدد ذلك لدرجة كبيرة، وكما قد سمعت، ففي الآونة الأخيرة هنالك الكثير من الحديث عن الخارطة الجينية لكل إنسان، ويعتقد أن هذه الخارطة حين تتضح معالمها -إن شاء الله- ستكون هي أفضل وسيلة يتم من خلالها تحديد نوع الدواء الذي يناسب كل إنسان، ولكن بصفة عامة أيضاً، الأدوية نفعها تحدده الدراسات التي أجريت على عينات مختلفة من الناس، ويؤخذ في الغالب العدد المتوسط من العينات التي أجريت عليها الدراسات، ومن ثم تحدد نسبة فعالية الدواء، وبعد ذلك يرخص للدواء لحالة معينة أو مرض معين، حسب نسبة فعاليته ونجاحه وبعد التأكد من سلامته.

الرزبريادون حين وصفته لك، رأيت أنه إن شاء الله سيكون دواء مدعما للزيروكسات؛ حيث أن الزيروكسات هو العلاج الأساسي لعلاج المخاوف هذه، ولكن بكل أسف - كما أوضحت في رسالتك – أن الرزبريادون لم يناسبك مما جعلك مضطراً لإيقافه، والرزبريادون من أسلم الأدوية وأقلها أثراً جانبياً، ولكن -كما ذكرت لك- تحمل الناس للأدوية يختلف.

بالنسبة للزيروكسات، فترة الخمسة أشهر تعتبر فترة كافية لأن يؤدي فيها العلاج الفعالية؛ لأننا إذا قلنا أن الثلاثة أشهر الأولى هي فترة البناء الكيميائي في أسوأ الظروف؛ فكان من المفترض أن تحس بتحسن حقيقي في الشهرين الأخيرين من العلاج، خاصة أنك تتناول الدواء بجرعة معقولة، وأنا أثق تماماً أنك تتناوله بانتظام؛ لأن هذا واحد من العوامل الرئيسية التي تحدد فعالية الدواء.

أرى أنه من الأفضل -مادامت الأمور لم تتحسن بالنسبة لك- أن تنتقل إلى مجموعة مخالفة أو مجموعة أخرى من الأدوية.

الأدوية التي تعالج المخاوف منها العقار الذي يعرف باسم تفرانيل، وهو من الأدوية القديمة، ويوجد أيضاً السبرلكس والفافرين، وهي من الأدوية الجديدة نسبيا، وكذلك الزولفت.

أرى يا أخ سامر أن توقف الزيروكسات بالتدريج، وذلك بأن تنقصه بمعدل نصف حبة كل أسبوعين، وتبدأ على الفور في تناول الزولفت، وجرعة البداية هي 50 مليجرام – أي حبة واحدة – وبعد شهر ارفعها إلى حبتين في اليوم، وبعد شهرين من رفع الجرعة إلى حبتين -إذا لم تحس بأي نوع من التحسن- أرجو أن ترفع الجرعة إلى ثلاث حبات يومياً، وطريقة تناولها هي أن تتناول حبة واحدة في الصباح ثم حبتين ليلاً، وتستمر على هذه الجرعة - التي تعتبر جرعة مكثفة وجيدة لدرجة كبيرة – تستمر عليها لفترة ستة أشهر، وأسأل الله أن يجعل لك فيها خيراً كثيراً.

ولازلت أعتقد أنك تحتاج إلى الأدوية الداعمة، والدواء الذي يمكن استعماله في مكان الرزبريادون هو العقار الذي يعرف باسم استلزين STELAZINE، وجرعته هي واحد مليجرام صباحاً وواحد مليجرام مساء، ويمكن أن تبدأه مع بداية الزولفت -بعد أن توقف الرزبريادون بالطبع-.

إذن يا أخي: تكون الجرعة العلاجية الصحيحة لك هي زولفت حبتين أو ثلاثة في اليوم -حسب درجة التحسن-، والاستلزين تتناوله بمعدل واحد مليجرام صباحاً وواحد مليجرام مساءً، وتستمر على هذا المنوال لمدة ستة أشهر، بعدها إن شاء الله يحدث التحسن والشفاء الكامل، ويمكن أن تبدأ بتخفيض الزولفت بمعدل حبة كل شهرين، أما الاستلزين فاتركه على حاله ويمكن أن تتوقف منه في نهاية العلاج دون أي تدرج.

أيها الأخ الفاضل! بجانب العلاج الدوائي أود أن أنبه لضرورة ممارسة التمارين السلوكية النفسية، والتي من خلالها يستطيع الإنسان أن يضعف الأفكار السلبية والأفكار التي تتعلق بالمخاوف، لابد للإنسان أن يحقر هذه الأفكار، ولابد أن يستبدلها بأفكار إيجابية، ولابد أن تكون لك الإرادة والعزيمة التامة لأن تدفع نفسك لعكس ما تريد هذه النفس؛ أي أن تتقدم نحو المواقف التي تحس فيها بالخوف ولا تتردد، وصدقني ربما تجد صعوبات في أول المطاف، ولكن بعد ذلك سوف تصبح الأمور سهلة جدّاً بالنسبة لك.

أخيراً يا أخي، فإعادة خريطة التفيكر وتكوينها بصورة إيجابية -إن شاء الله- هي من أكبر وسائل التحسن، وهي ليست مستحيلة مطلقاً؛ فقط عليك الإصرار.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. 1836 الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ
كيف أتخلص من رغبة الانعزال في البيت وأصبح اجتماعيًا؟ 1737 الأربعاء 15-07-2020 01:10 صـ
نوبات الهلع جعلتني أنعزل عن الناس 1536 الثلاثاء 16-06-2020 01:06 صـ
أشعر بالدونية والخوف، وأحب العزلة والانطواء، ما العلاج؟ 4371 الاثنين 11-05-2020 03:36 صـ
لا أستطيع الاندماج مع أصدقائي بسهولة.. أريد حلا 2315 الثلاثاء 28-04-2020 06:06 صـ