أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الأدوية النفسية وزيادة الوزن

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وحياك الله أخي الفاضل الدكتور عبد العليم وبارك الله فيك، ووفقك لما يحبه ويرضاه.

فحقيقة أنا حالياً منذ نحو سنة ونصف مداوم على دواء (إيفكسر 150 اكسر)، وحبة (لوسترال) في بداية العلاج، وقد داومت عليها لمدة تقريباً سنة، ثم بعد ذلك خفضت جرعة اللسترال يوم حبة ويوم لا، والحمد لله الأمور على ما أحب طبعاً مائة بالمائة، والحمد لله.

استشارتي: هل من الممكن مثلاً أن يحدث، أو سيحدث بالمستقبل تغيير على علاج (إيفكسر) من ناحية مثلاً تقليل زيادة الوزن في هذا الدواء؟ مع أني لا أعاني زيادة وزن، لكني أعمل حمية ورياضة، ولكن اتضح لي أني قبل فترة العلاج استخدمت دواء (أرروكس) بعد إيفكسر، ونزل وزني تقريباً 4 كيلو لكن لم تحدث الإيجابية المطلوبة في العلاج، ثم عدت لإيفكسر.

فهل سيبحثون في إمكانية تقليل أو انعدام زيادة الوزن في إيفكسر؟ وهل في الفترة القادمة لو خفضت جرعة اللوسترال يومين بالأسبوع، سيتغير مزاجي أم لن يحدث شيء؟ لأنه لا يؤثر مثلاً.

أرجو توجيهي.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبداية أنا سعيد جدّاً لما أسمع من أن حالتك قد تحسنت، ونسأل الله تعالى أن يديم علينا جميعاً نعمة الصحة والعافية.

أخي! أنا حقيقة لا أريدك أبداً أن تحمل أي نوع من الهموم حول المستقبل، فما دام الدواء قد أفادك، فالآن هذا هو المهم وهذا هو الضروري.

القلق التوقعي - أي القلق المستقبلي - لا أريده أبداً أن يسيطر على تفكيرك، وإن كانت أسئلتك بالطبع هي أسئلة جيدة وممتازة، ومن حق الإنسان أن يمتلك المعلومة.

وفي هذا السياق أقول لك أخي الكريم: الأبحاث أشارت إلى أن الزيادة التي تحدث من تناول الإفكسر والأدوية الأخرى، تكون هذه الزيادة في خلال الأربعة الأشهر الأولى، وبعدها يمكن أن تتوقف الزيادة، أو قد تستمر الزيادة في بعض الحالات القليلة، والبعض قد يبدأ الوزن في النقصان قليلاً إذا اجتهد الإنسان ولجأ إلى الآليات التي تؤدي إلى تخفيض في الوزن، من تحكم في الطعام وعدد السعرات الحرارية وكذلك ممارسة التمارين الرياضية.

هذا هو الوضع العلمي الحالي.
الأمر الآخر وأعتقد أن هذا هو الذي يهمك كثيراً: أن شركات الأدوية الآن تتسابق لتحسن من منتجاتها، وهذا التحسين ليس في الفعالية؛ لأن الفعالية تقريباً متقاربة جدّاً في هذه الأدوية، ولكن البحوث كلها تتمركز حول كيفية التخلص من الآثار الجانبية، خاصة زيادة الوزن، مثلاً دواء مثل زبركسا والذي يستعمل في علاج الأمراض الذهانية هو دواء ممتاز حقيقة لكن يعاب عليه الزيادة في الوزن.

إن الشركة تسعى الآن لتحسين هذا الوضع، وهنالك شركات أنتجت أدوية مقابلة لا تؤدي إلى زيادة في الوزن مثل الدواء الذي يعرف باسم إبليفاي، فهذا قيل إنه يحمل نفس الفعالية العلاجية التي يحملها الزبركسا، وهو قطعاً لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، ولكن بعد فترة اتضح أن الدواء ليس بفعالية الزبركسا، ولكنه فعلاً لا يؤدي إلى زيادة في الوزن.

عموماً هنالك جهد علمي كبير جدّاً لأن تنتج منتجات دوائية لا تزيد الوزن، أو تحسن نفس المنتجات الموجودة الآن في أسواق الدواء، وعليه أخي الكريم أنا أقول لك ما دام لم يحدث لك زيادة في الوزن مع الإفكسر، أو حصلت وكانت بسيطة، فالحمد لله تعالى، إذن فأنت تعتبر من الفئة التي لن يزيد وزنها إن شاء الله في المستقبل، ولا شك أن التحكم في الطعام وزيادة الرياضة هي أمور حميدة ومرغوبة وجيدة لئلا تحدث الزيادة في الوزن.

أرجو أخي الكريم أن تسير على نفس المنوال، ومن الواضح أنك رجل صاحب إرادة وعزيمة لأن تتخذ التدابير التي تساعدك في كل مراحل العلاج، وتطبيق آلياته بصورة صحيحة.

هنالك أخي الكريم أيضاً الآن بعض الأطباء يلجئون إلى إضافة أدوية أخرى لتخفيف الوزن الناتج من تناول الأدوية النفسية المختلفة.

فمثلاً الدواء الذي يعرف تجارياً باسم (توباماكس Topamax)، ويسمى علمياً باسم (توباراميت Toparamate)، وهو في الأصل دواء مضاد للصرع، ويقال إنه أيضاً يثبت المزاج، وإن لم يكن جيداً في هذا السياق، فهذا الدواء حين يُعطى بجرعات صغيرة وُجد أنه يمنع زيادة الوزن الناتجة من تعاطي الأدوية المضادة للاكتئاب أو الذهان مثلاً.

وهنالك من يضيف الدواء الذي يعرف باسم (كلوجوفاج Glucophage)، وهو دواء معروف ومشهور جدّاً لعلاج مرض السكري الخفيف، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم سمنة، وهذا الدواء الآن يعطى في بعض الحالات للأشخاص الذين يزيد وزنهم نتيجة تناول الأدوية النفسية، حتى وإن لم يكن لديهم سكري، فقد وجد أن هذا الدواء أيضاً مفيد لتخفيف الوزن.

عموماً هذه كلها طرق للتحكم في زيادة الوزن، وزيادة الوزن مع الإفكسر يحدث لعشرة بالمائة فقط لدى الناس، وهؤلاء غالباً لديهم في الأصل استعداد لزيادة الوزن.

إذن أخي الكريم أنا متفائل جدّاً بأن منهجيتك هي المنهجية الصحيحة، وليس هنالك ما يقلق أبداً حيال المستقبل، ونتمنى أن تتوفق الشركات لإنتاج منتجات أفضل، وأتفق معك تماماً أن الأروريكس لا يؤدي إلى زيادة في الوزن على الأقل، وإن كان البعض يحس بانخفاض في الوزن كما حدث لك أنت.

وبالنسبة للسترال، فأنا أعتقد أن مائة وخمسين مليجراماً من الإفكسر تعتبر جرعة جيدة جدّاً للمرحلة الوقائية والتي تمر بها أنت الآن، وأعتقد أن التخفيض التدريجي للسترال ثم التوقف عنه ربما يكون قراراً سليماً، وتناول اللسترال بمعدل مرتين في الأسبوع، أي بعد كل ثلاثة أيام، قد لا يكون أمراً جيداً ومرغوباً فيه على المدى الطويل؛ لأن هذا الدواء لا يبقى في الدم لأكثر من ثلاثين ساعة، وحين يتم تناوله بهذه الصورة المتقطعة، فربما يؤدي إلى شيء من الخلل وعدم التوازن في كيمياء الدماغ.

فأنا أقول لك الجأ فقط لهذه الطريقة للتخلص من الدواء، بمعنى أن تتناوله يوماً بعد يوم لفترة قصيرة، ثم بعد ذلك تناوله مرة واحدة كل يومين لفترة قصيرة أيضاً، ثم مرة واحدة كل ثلاثة أيام مثلاً لفترة قصيرة أيضاً، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عنه.

أنا أعتقد أنه لن يحدث لك أي شيء بإذن الله تعالى حين تتوقف عن اللسترال؛ لأن حالتك والحمد لله مستقرة، والإفكسر بجرعة مائة وخمسين مليجراماً يعتبر كافياً من وجهة نظري، ومن الواضح أيضاً أنك قد استفدت كثيراً من الآليات العلاجية الأخرى، كالرياضة والتفكير الإيجابي وتجاهل السلبيات وبناء صورة إيجابية عن الذات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك لك التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل يوجد دواء داعم للأفكسور أفضل من السبرالكس؟ 2339 الثلاثاء 28-07-2020 05:15 صـ
هل هناك ضرر من الزولفت على الحمل والجنين؟ 2099 الأحد 26-07-2020 06:05 صـ
هل هذه الأدوية تعالج ثنائي القطبية؟ 1749 الأحد 19-07-2020 03:22 صـ
أرغب بدواء مضاد للذهان، أرجو المساعدة. 2133 الأحد 12-07-2020 01:04 صـ
هل يسبب دواء الدوغماتيل التثدي للرجال؟ 1201 الأحد 12-07-2020 03:17 صـ