أرشيف المقالات

مقصدهم انسلاخ المسلمين من دينهم

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
مَقْصِدُهُم انسِلَاخُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ دِينِهِم
 
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾[1].
 
نَبَّأَنَا اللَّهُ تَعَالَى وهُو الْعَلِيمُ بخلقه، الْخَبِيرُ بنفوسهم، المُطَّلِعُ عَلَى الضمائِرِ، بما يُكِنُّه بعضُ أَهْلِ الْكِتَابِ لأَهْلِ الإيمانِ، مِنَ العداوةِ والبغضاءِ، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ مِنْ قرارةِ نفسِهِ أَنَّ يَضِلَّ أهلُ الإيمانِ عن الصراطِ المستقيمِ، ويزيغُ المسلمونَ عن نهجِ الشرعِ القويمِ، وهو حَالُ كثيرِ مِنَ الكفارِ على اختلاف مللهم، وتباين نحلهم؛ كما قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ﴾[2].
 
قال صموائيل زويمر رئيس إرسالية التبشير (التنصير) في خطابه في مؤتمر القدس التبشيري، الذي عقد برئاسته في البحرين (سنة: 1935م): (مهمةُ التبشيرِ التي ندبتكم دولُ المسيحيةِ للقيامِ بها في البلادِ المحمديةِ، ليست هي إدخالُ المسلمينَ في المسيحيةِ؛ فإن في هذا هدايةٌ لهم وتكريمًا، وإنما مهمتكم أن تُخرجوا المسلمَ من الإسلامِ ليصبحَ مخلوقًا لا صلةَ له باللهِ، وبالتالي فلا صلةَ تربطهُ بالأخلاقِ التي تعتمدُ عليها الأممُ في حياتها، وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعةَ الفتح ِالاستعماري في الممالكِ الإسلامية)[3].
 
فتُعْقَدُ الْمُؤتمَرَاتُ، وتقامُ النَّدَواتُ والْمُحَاضَرَاتُ تَحتَ شِعَارِ حُقوقِ الإِنسَانِ، وحُريةِ المرأةِ، وليسَ لهم مَقْصِدٌ في الحقيقةِ إِلَّا انسِلَاخُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ دِينِهِم، ونَبْذُ الشَّرِيعَةِ الغَرَّاءِ وراءَ ظُهُورِهم، بدعوى المساواةِ بين الرجلِ والمرأةِ.
 
فإِذَا رأيتَ مَنْ يتبنى تلكَ الأراءَ مِمَنْ ينتسبُ للإسلامِ، فاعلمْ أنَّ لهُ مِنْ الشَّيَاطِينَ (أعداءِ الإسلامِ) مَنْ يدفعُهُ إِلَيهَا دَفْعًا، ويَؤُزُّهُ عَلَيهَا أَزًّا؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾[4].

[1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 69.

[2] سُورَةُ الْمُمْتَحَنَةِ: الآية/ 2.

[3] مؤلفات صموائيل زويمر في مشروع جوتنبرج.

[4] سُورَةُ مَرْيَمَ: الآية/ 83.

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن