أرشيف المقالات

2خطورة الدعاء على النفس والأهل والمال والولد
 
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فعن جَابرٍ رضي الله عنه قال: قَال رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لا تَدعُوا عَلى أَنْفُسِكُم، وَلا تدْعُوا عَلى أَولادِكُم، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُم، لا تُوافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسأَلُ فِيهَا عَطاءً، فيَسْتَجيبَ لَكُم))؛ [رواه مسلم]، وانظروا في المأساة التالية التي حصلت نتيجة مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ونتيجة الاستسلام لجمرة الغضب، ثم الندم الشديد، اتَّصَلَ بي رجل مكلوم، ويبكي بحرقة، على ماذا؟ على أنه كان يدعو كثيرًا على زوجته بالموت، وكانت تقول: إنها خائفةٌ من دعواته عليها، ثم مرِضت وماتت، وبقِيَ أطفاله، ولدان، أحدهما عمره خمس سنوات، والآخر عمره ثلاث سنوات، بدون حنان أمِّهم، وكانوا يسألون أباهم: (وين ماما وين ماما وين راحت؟)، وكان سؤال الصغار عن أمهم يقطِّع أنياطَ قلبه، وكان مُتأسِّفًا جدًّا على دعواته عليها، ويترحم عليها، ويدعو لها، فأوصيته بأن يعتبر مما مضى، وألَّا يدعو مستقبلًا على زوجته، ولا على أولاده، وأن يبحث له عن زوجة عاقلة، تُحسن إلى أطفاله.
 
حفِظكم الله، ورزقكم الرِّفق، وحُسْنَ الخُلُق، واتباع السنة، وأعاذكم الله من شر الغضب، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.