أرشيف المقالات

العلاقات المثلية.. ورم يتفاقم

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2العلاقات المثلية..
ورم يتفاقم


هناك أعداد كبيرة من المسلمين يعيشون في دول غير إسلامية، سواء كانوا مواطنين، أو مغتربين في تلك الدول التي لا تُعتبَرُ بيئةً ملائمة للمسلمين؛ نظرًا لاختلاف العادات، والقيم والمبادئ التي تحكم الأخلاق.
 
وعلى الرغم من ذلك استطاع عددٌ كبير منهم أن يَتأقلَمَ مع العيش في تلك البيئات المُنفتِحة، ولكن مع التمسُّك بتعاليم وقِيمِ الإسلام.
 
ولا جدالَ في أن الأمر في تلك الدول يزداد صعوبةً، فما كان غيرُ مقبولٍ وغير أخلاقي في الماضي - نجده أصبح مقبولاً، ويتمتَّعُ بتأييد عدد كبير من المواطنين، فنرى ازديادًا في الانحرافات الأخلاقية، واضطهادِ المسلمين؛ مما يثير مخاوفَ عديدةً بشأن مستقبل الأجيال المسلمة التي يفترض أن تنمو هناك!
 
ولذلك؛ قد تُصابُ بصدمة عندما تطَّلع على نتائج أحد استطلاعات الرأي الحديثة التي أجراها مركز جالوب الأمريكي في مايو 2015 حول توجهات الأمريكيِّين إزاء زواج المثليِّين، التي اتجهت غالبيتُها نحو التأييد بنسبة 60%، الأمر الذي اختلف تمامًا عما كان في عام 1996، حين كانت نسبة الأمريكيِّين المؤيدين لتلك العلاقة الشاذة 27% فقط.
 
كما أظهر الاستطلاعُ أن عام 2011 هو بداية ازديادِ نسبة التأييد لزواج المثليِّين، وتجاوزها النصف، حيث بلغت نسبة المؤيدين في ذلك العام 53%.
 
ومما يزيد الأمر تعقيدًا أن زواج المثليِّين في الولايات المتحدة - حاليًّا - لم يَحْظَ فقط بتأييد شعبيٍّ كبير، وإنما أصبح يَحْظَى بتأييد رسميٍّ من قِبَل الدولة، وذلك عندما اعتبرت المحكمة الأمريكية العليا هذا الزواج حقًّا أساسيًّا لمن أراد، وأصدرت حكمًا بذلك في يونيو 2015.
 
وبرغم ذلك التأييد الجمِّ لهذه العَلاقة غير الطبيعية والمُحرَّمة، فإنك قد تشعر بالأمل عندما ترى أناسًا يدافعون عن الحق، ويَسبَحُون ضدَّ التيِّار، بغضِّ النظر عن ديانتِهم، هؤلاء الذين يملكون حسًّا جِبليًّا، وفطرة سليمة تجعلُهم يُميِّزون بين الحقِّ والباطل؛ عسى الله أن يهديهم للإسلام، مثل السيدة النصرانية الأمريكية "كيم دافيث" التي تتولَّى منصبًا إداريًّا في مقاطعة كنتاكي، والتي رفضت أن تصدر ترخيصًا بالزواج المثلي الذي اعتبرته عَلاقةً شاذة، وغير طبيعية، ولا ينبغي أن تكونَ، ووقفتْ بشجاعة، ولم تتأثَّر بالقبض عليها، وأصرَّت على موقفها.
 
ومن الجدير بالذكر: أن العَلاقات المثليَّة الشاذة هي عَلاقات محرمة، وتُعرَفُ في الإسلام باللِّواط؛ نسبةً إلى قوم نبي الله لوط عليه السلام، الذين كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء، فحذَّرهم الله على لسان نبيِّه لوط، فلم يستجيبوا؛ فعاقبَهم الله بالإبادة، وهُدِّمت مدينتُهم على رؤوسهم، وماتوا جميعًا.
 

شارك الخبر

المرئيات-١