أرشيف المقالات

شرح البيقونية: الحديث المعل

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2شرح البيقونية: الحديث المعَلُّ   وَمَا بِعِلَّةٍ غُمُوض أو خَفَا *** مُعَلَّلٌ عِندَهُمُ قَد عُرِفَا   لغةً: "اسم مفعول من "أعله" بكذا فهو "معَلٌّ"، وهو القياس الصرفي المشهور، وهو اللغة الفصيحة، ومن المحدثين من عبر عنه بالمعلول والمعلل.   واصطلاحًا: "هو الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدَح في صحته، مع أن الظاهر السلامة منها"[1].   قال النووي: "والعلة عبارة عن سبب غامض قادح مع أن الظاهر السلامة منه، ويتطرق إلى الإسناد الجامع شروط الصحة ظاهرًا، وتدرك بتفرُّد الراوي وبمخالفة غيره له مع قرائن تنبه العارف على وهم بإرسال أو وقف أو دخول حديثٍ، أو غير ذلك؛ بحيث يغلب على ظنه، فيحكم بعدم صحة الحديث أو يتردد فيتوقف"[2].   أهميته: "معرفة علل الحديث من أجل علومه، وأدقها وأشرفها، وإنما يضطلع بذلك أهل الحفظ والفهم الثاقب، وقد تقصُر عبارة المعل عن دعواه، فإنه يدرك بالذوق السليم، ولا يمكن إقامة الحجة عليه، كالبلاغة في الكلام، حتى قال ابن مهدي:..
لأن أعرف علة حديث واحد أحبُّ إليَّ من أن أكتب عشرين حديثًا ليس عندي"[3].   قال السخاوي: "هذا النوع من أغمض الأنواع وأدقها، ولذا لم يتكلم فيه إلا الجهابذة أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب؛ مثل: ابن المديني وأحمد، والبخاري ويعقوب بن أبي شيبة، وأبي حاتم، وأبي زرعة والدارقطني...".   أقسام العلة من حيث مكان وجودها: العلة قد تكون في الإسناد وقد تكون في المتن: 1- تقع في الإسناد وهو الأكثر؛ كالتعليل بالوقف والإرسال. 2- وتقع في المتن - وهو الأقل[4].   ما الطريق إلى معرفة المعل؟ "الطريق إلى معرفته هو جمع طرق الحديث، والنظر في اختلاف رواته، والموازنة بين ضبطهم وإتقانهم، ثم الحكم على الرواية المعلولة"[5].   أشهر المصنفات في المعل: 1- كتاب العلل لابن المديني. 2- علل الحديث لابن أبي حاتم. 3- العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل. 4- العلل الكبير والصغير للترمذي. 5- العلل الواردة في الأحاديث النبوية للدارقطني.


[1] "تيسير مصطلح الحديث" ص (99). [2] "التقريب والتيسير - مع التدريب"؛ للنووي ص (1/ 288). [3] نقلًا عن "عقد الدرر"؛ للألوسي ص (317-318)، وانظر: "معرفة علوم الحديث" ص (140)، و"العلل" لابن أبي حاتم (1/ 10)، و"تدريب الراوي" (1/ 53). [4] "تيسير مصطلح الحديث" (101). [5] المرجع السابق.



شارك الخبر

المرئيات-١