أرشيف المقالات

مسألة موقف الإنسان من الديانات السماوية

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
2مسألة موقف الإنسان من الديانات السماوية
إن مسألة موقف الإنسان من الديانات السماوية هي مسألة لها مكانة شديدة الأهمية في حياة الإنسان؛ وذلك من مُنطلق طبيعة الإنسان وطبيعة الحياة التي يَحياها ويعيشها؛ حيث إن الإنسان هو كائن عاقل مفكِّر، مُتسائل بطبعه، يَبني المواقف، ويُحدِّد المرجعيات، ويَتوق إلى الحقيقة والمعرفة، وهذا نتاج طبيعي لتعامل الإنسان مع ذاته أو نفسه، ومع المجتمع أو المحيط الموجود فيه بكل جزئياته ومركباته.   من هذا المنطلق يجد الإنسان نفسه أمام حاجة ماسة إلى بلوغ أعلى درجات الإدراك والفهم لنفسه وما هو محيط حوله، الإدراك المنطقي العقلاني المتكامل الذي يُشبع حاجات الإنسان ويعطي للإنسان الراحة، والطمأنينة درجات؛ فمِن الطمأنينة والراحة ما تكون حقيقية وصحيحة إذا كانت نابعة بصدق من الإنسان، وبقناعة تامة وجديَّة مأتاها المنطقُ والعقلانية.   من هنا تتحدَّد طبيعة علاقة الإنسان مع واقعه ومحيطه ونفسه؛ فلا راحة ولا طمأنينة ولا معرفة دون تساؤل وسعي إلى بلوغ المعرفة والإدراك الصحيح والمقنع، وفي هذا الإطار تندرج مسألة موقف الإنسان من الديانات السماوية باعتبارها نموذجًا من تلك الخطابات والرسائل التي تُحاكي حالة ووضعية الإنسان باعتباره كائنًا عاقلاً مميزًا لا يحكم على تلك الخطابات والرسائل - وبالأخص الديانات السماوية - إلا بعد أن يتعامل معها التعامل الأكمل والأمثل من حيث التدقيق والتأمُّل فيها وفق عقلانية ومنطقية عمليَّة دقيقة تُحاكي فطرة الإنسان وعقله وذاته، فلا موقف دون قناعة صافية كاملة، هذا ما يجب أن يكون عليه حال كل إنسان في تعامله مع الديانات السماوية.   الديانات السماوية هي: رسالات وخطابات تُحاكي الإنسان، وعلى الإنسان أن يُحكِّم فيها عملاً ومنطقًا لا رفضًا وهجرًا.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣