أرشيف المقالات

بشرى سارة بشروط!

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
بشرى سارة بشروط !

تمضي الأيام بحلوها ومُرِّها وكلنا مشغولون!
يوم يلحق بيوم، وأيام تتوالى لتمرَّ الشهور، وشهور تنقضي لتجعلنا على مقربةٍ من البشرى السارة؛ حيث موكب الحبيب الذي طال انتظاره، ومشاعر الشوق تكوي قلوب المشتاقين لفتح أبواب الجنات، والبشرى تنتظر المُذنِبين لتوبةٍ نصوح؛ حيث تُصفَّد الشياطين وتُغلَق أبواب النيران.
 
الشيطان يستعد ونحن ساهون!
يُجهِّز الشيطان عدَّته لمحاربتنا؛ لأنه لن يكون موجودًا معنا في رمضان، ولكنه يبذل الآن قصارى جهده ليفوِّت علينا فرصة النجاة في رمضان، بإلهائنا عن العبادة، والوسوسة لنا بالمعاصي.
 
لقد جهَّز الشيطان جندَه لمحاربتنا وإغوائنا، ورسم بمهارة خريطتَه لشهر رمضان، أليس من العار أن يستعد الشيطان ونحن ساهون؟!
 
أين خريطتنا التي تضمنُ لنا خروجًا آمنًا من حبائل الشيطان؟!
وأين خطَّتنا لمواجهة الفتن خلال الشهر الفَضيل؟!
 
فهل ننتَبِه من الآن أم يفاجئنا الشيطان بما جهزه لنا فنكون من الخاسرين؟!
لا بد أن نقف على حقيقة أن الصراع بين الخير والشر، فهو صراعٌ أزلي؛ لن ينتهي حتى تقوم الساعة!
 
كلٌّ يستخدم أدواته، الشيطان وأعوانه رسموا خريطتهم لكسب مادي رخيص، ولو على حساب القِيَم والأخلاق؛ فحريٌّ بنا أن نستفيد من (البشرى السارَّة) عن طريق:
1- النية من الآن؛ فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه))[1]، فليكن الإخلاص في العمل الصالح هو نيَّتنا.
 
2- التأهيل النفسي والبدني:
ويشمل تدريب النفس والبدن على كل عمل صالح، بما فيه الصوم، والدعاء بالتوفيق والبركة؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب يدعو قائلاً: ((اللهُمَّ بَارِكْ لنا في رجب وَشعبان، وبارِكْ لنا في رمضان))[2].
 
3- تكوين شعور جماعي في محيط الأهل والأصدقاء والحي بفضائل الشهر الكريم بما يحفِّز الجميع على السمو الوجداني.
 
4- وضع برنامج لكيفية الخروج من الصيام بأكبر قدر من الحسنات، يكون محوره الصلاة والذكر، وقراءة القرآن، والإخلاص في العمل، وعدم التقصير فيه بحجة الصيام.
 
5- المشاركة المجتمعية كلٌّ على حسب استطاعته وظروفه، ولو على نطاق الحي الصغير الذي نسكنه، أو العمل الذي نمارسه.
 
6- الحذر من الوقوع في براثن موادَّ إعلامية تم ربطها بخبث شديد بالشهر الكريم.
 
7- استشعار أهمية الفرصة لمحو الذنوب، والتي قد لا تتكرر.
 
نسأل الله أن يبلغنا الشهر الكريم
مع الدعاء للجميع بالتوفيق بإذن الله الكريم

[1] متفق عليه، وبه صدَّر البخاري كتابه الصحيح، وأقامه مقام الخطبة له، إشارة إلى أن كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل لا ثمرة له في الدنيا والآخرة، وهو أحد الأحاديث التي يدور الدين عليها، قال الشافعي: هذا الحديث ثلث العلم، ويدخل في سبعين بابًا من الفقه، وقال أحمد: أصل الإسلام على ثلاثة أحاديث: حديث عمر "الأعمال بالنيات"، وحديث عائشة "من أحدث في أمرنا هذا"، وحديث النعمان بن بشير "الحلال بين والحرام بين".

[2] خرَّجه الإمام أحمد في مسنده.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١