أرشيف المقالات

ذكر الله

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
ذكر الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: بلى، قال: "ذكر الله".
 
ذكر الله يملأ القلب سرورا ويكسو الوجه نورا ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].
وبذكر الله تنفرج الكروب ويحصل النصر ويثبت الله القلب في مواطن الفزع.


﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الذكر للقلب كالماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا أخرج من الماء؟".

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: سبق المفردون.
قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيراً.

أفضل الذكرين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففي صحيح مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله على كل أحيانه".
 
وقرأ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قوله تعالى: ﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ [مريم: 58] فسجد، وقال: هذا السجود فأين البكاء؟
 
عباد الله إننا نشكو قسوة قلوبنا، وجفاف دموعنا، وانشغالنا بعيوب غيرنا عن عيوننا.
 
• الذكر دواء لقسوة القلوب، قال رجل للحسن: يا أبا سعيد: أشكو إليك قسوة قلبي، قال: "أذبه بالذكر".

"ذكر الله شفاءٌ وذكر الناس داءٌ".

الذاكر الله إذا جلس في سوقه أو وظيفته علم أن الله مطلع عليه، فلم يأخذ إلا حقاً، ولم يعط إلا حقاً، إذا امتدت يده إلى شيء لا يحل له ذكر الله انتهى، وإذا سعت قدمه إلى شيء لا يرضي الله ذكر الله توقف، وإذا ذكر الله غض بصره عن محارم الله، وكذا سمعه ولسانه وجوارحه كلها.

عَلَيْكَ بِذِكْرِ الله دَوْمًا فَإِنَّهُ
بِهِ يَطْمَئِنُّ القَلْبُ فألْزَمْهُ تَسْعَدِ

• ما من ساعة تمر على العبد لا يذكر الله فيها إلا تأسف وتحسر على فواتها بغير ذكر الله ولذلك ينبغي للعاقل أن يجعل معه شيئًا يذكره بالله سبحانه - كلما غفل.

وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا حسر عليها يوم القيامة".

لما غفل الناس عن الذكر، تسللت الشياطين إلى البيوت، فأفسدت فيها ودنست قلوب أصحابها، فهذا به مس وذلك مصروع، وثالث أصابته عين حسد أو حقود، لجأ بعضهم إلى المشعوذين، فزادهم رهقاً، وفر البعض إلى المخدرات، فازدادوا ضياعاً وفساداً، فلا نجاة من هذا العذاب، ولا سكينة لهذا الاضطراب، ولا طمأنينة للقلوب الحائرة التائهة العطشى، إلا بذكر الله ذكراً كثيراً.
﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١