أرشيف المقالات

(26) وتركتُ خاطبي! - ذكريات في المشفى - أم هانئ

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
تقول صاحبتنا:
ضاقت علي الأرض بما رحبت، وأثقلها ما مرَّ بها وما حَملت!
فما عُدتُ أُطيق الكلام مع أحد، ودوام وقتي أبكي للربّ الصمد..
وكان هذا لضغوطات غير ما صدر عن الجرّاح من قرارات:
فقد خُضتُ مع خاطبي مشكلات، تزامنت مع ما مرَّ بي من مُلابسات..
ويُحسن أن أقص عليكم ما حدث من البداية؛ لتعلموا كيف تسلَّسلت أحداث الحكاية..
قد كنتُ قبل أن أمرض لزواجي الوشيك أستعد، وكان ذلك قبل سبعة أشهر بالعدد..
وقد كان خاطبي أحد الأفاضل، نُعِدّ لعرسنا بجدٍ وبلا أدنى مشاكل..
فلما حدث أن مرضتُ وبعد شهرين بالعدد، عرضتُ عليه انهاء الأمر والترك..
فقد أشفقتُ عليه من الانتظار، وبخاصةٍ بعد حيرة الأطباء وما قد صار..
فتمسك أكرمه الله بالبقاء، ورفض أن يتركني بإيباء!
وكم أجلَلته لموقفه الكريم، وما رأيتُ منه إلا كل خُلقٌ رائقٌ وسليم!
وكم أهداني أكرمه الله من محارم ورقية، وغيرها وغيرها بسخاءٍ ونفسٍ رضية!
فكانت أفعاله أكرمه الله داعمة، ولم أجد عليه حتى ذات يوم لائمة..
ففي صباح يوم من أواخر أيامي في المشفى الأول:
أعلمتني طبيبتي بضرورة نقل بعض الدماء للرُّقِي بحالتي..
وكانت طبيبة دمثة الأخلاق ، أعددتها من ألطاف الرزاق..
ظللنا على تواصل بعد أن تركتُ مشفاها، تسأل عن حالتي وترعاها..
تبغي وجه الله مولاها، أحسن الله إليها ورعاها..
قالت لي تلك الطبيبة وقد كانت من نفسي قريبة: ستحتاجين إلى بعض الدماء؟
فأجبتها: لكن..
ليس من السوق برجاء؟
قالت حفظها الإله: الحق معكِ، انظري فصيلتكِ، ثم أحضري ثلاثة من قرابتكِ..
فقلتُ بيُسرٍ وسلاسة: أظن أن خاطبي أحد هؤلاء الثلاثة..
و..
يتبع...
 
 

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١