أرشيف المقالات

انظر إلى رقة دينه وتهافت إيمانه!

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
انظر إلى رقة دينه وتهافت إيمانه!
 
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ﴾ [النساء: 60].
 
تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ.......
﴾، لتعلم أن الإيمان عند بعض الناس لا يعدُ كونه مجردَ زعمٍ لا دليلَ عليه!
 
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّهُ قَالَ: «لَيْسَ الْإِيمَانُ بِالتَّمَنِّي، وَلَكِنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ يُعْقَلُ، وَعَمَلٌ يُعْمَلُ»[1].
 
نعم هذا حال بعض الناس يملأ الدنيا ضجيجًا بزعمه أنه يحب الله ويحب رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويحب دينه، فإذا تعارض ذلك مع دنياه، أو خالف هواه، طرح كل ذلك وراءه ظهريًّا، ونَسِيَ ما كان بالأمس يزعمه، وأصبح لا يرى إلا ما يحبه ويهواه؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ»[2].
 
ثم انظر إلى رِقة دينه وتهافُت إيمانه؛ حيث رضي بالكفر، ورغَّب في الباطل حين تحاكم إلى الطاغوت، وقد أمره الله تعالى أن يكفر به.
 
وفوق ذلك يضيق صدرُه بشرع الله تعالى، وينشرح غاية الانشرح بالاحتكام إلى الطاغوت، وما ذلك إلا لما انطوت عليه نفسه من عداء كامنٍ للدين، أبى إلا أن يُطِلَّ برأسه؛ ليهتك الله ستره، ويُظهر للعالمين سرَّه، فيُفتضَح في الدنيا قبل الآخرة؛ قَالَ تَعَالَى عن هذا الصنف من الناس: ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الزمر: 45].

[1] رواه الخلال- بَابُ مُنَاكَحَةِ الْمُرْجِئَةِ، حديث رقم: 1212، وأبو نعيم في الحلية (3/ 273)، وابن بطة في الإبانة الكبرى- حديث رقم: 1092.

[2] رواه ابن أبي عاصم- بَابُ مَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَوَى الْمَرْءِ تَبَعًا لِمَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حديث رقم: 15.

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير