أرشيف المقالات

دعاء

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
دعاء

هذا دعاء أبدع في كتابتِه مذنبٌ، ضاقت به الدنيا، وتراكمت عليه الديون والذنوب، فلم يجد حلاًّ إلا التوبة والعودة إلى الله بالتوبة وفعل الخير.
 
فنسأل الله عز وجل أن يقبل توبته، ويفرِّج همومه، ويقضي دَيْنه، وأن يعينه على ذكره عز وجل وحسن عبادته، كما نسألكم الدعاء له، ونتمنى أن تستفيدوا من هذا الدعاء.
 
الحمد لله رب العالمين الذي وَسِعت رحمته جميع الخلق، (الرحيم) بالمؤمنين.
 
إنا نخصُّك وحدَك بالعبادة، ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا، فالأمر كله بيدك، لا يملك منه أحد مثقال ذرة، دُلَّنا يا رب وأرشدنا، ووفِّقنا إلى الطريق المستقيم الذين أنعمتَ به على النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وثبِّتنا عليه حتى نلقاك يا أرحم الراحمين.
 
ربنا تقبَّل منا صالح أعمالنا ودعاءَنا، إنك أنت السميع لأقوال عبادِك، العليم بأحوالهم سبحانك يا الله!
 
ربنا واجعَلْنا ثابتين على الإسلام، مُنقادين لأحكامك، واجعَلْ من ذريتنا أمةً منقادة لك، بالإيمان، وبصِّرنا بمعالِم عبادتِنا لك، وتجاوَز عن ذنوبنا، إنك أنت كثير التوبة والرحمة لعبادك، جل جلالك، يا سميع، يا بصير.
 
ربنا لقد بعثتَ في هذه الأمة رسولاً من ذرية إسماعيل، وعلَّمنا القرآن والسنة، وطهَّرنا من الشرك وسوء الأخلاق، إنك أنت العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء، الحكيم الذي يضع الأشياء في مواضعها، فصلِّ اللهم وسلِّم وزِدْ وبارك على سيدنا ونبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم.
 
يا مَن خلق السموات بارتفاعها واتساعها سبحانك، والأرض بجبالها وسهولها وبحارها سبحانك، وفي اختلاف الليل والنهار من الطول والقصر، والظلمة والنور، وتعاقُبِهما سبحانك بأن يخلف، وفي السفن الجارية في البحار، التي تحمل ما ينفع الناس سبحانك، وما أنزلت من السماء من ماء المطر، فأحييتَ به الأرض، فصارت مخضرَّة ذات بهجة سبحانك، وما أنعمت به علينا من تقليب الرياح وتوجيهها، والسحاب المسخَّر بين السماء والأرض، سبحانك ربي سبحانك! ما أعظم شأنك! فسبحانك على وحدانيتك! وإنك أنت الوحيد الذي تستحق العبادة.
 
فيا ربنا لا تعاقِبْنا إن نسينا شيئًا مما افترضتَه علينا، أو أخطأنا في فعل شيء نهيتَنا عن فعله، ربنا ولا تكلِّفنا من الأعمال الشاقة ما كلَّفته مَن قبلنا من العصاة عقوبةً لهم، ربنا ولا تُحمِّلنا ما لا نستطيعه من التكاليف والمصائب، وامحُ ذنوبنا، واستُرْ عيوبنا، وأحسِنْ إلينا، أنت مالك أمرنا ومدبِّره، فانصرنا على مَن جحدوا دينك وأنكروا وحدانيتك، وكذَّبوا نبيك محمدًا صلى الله عليه وسلم، واجعل العاقبة لنا عليهم في الدنيا والآخرة.
 
يا رحمن، لقد آمنت بك ربًّا وإلهًا متَّصفًا بصفات الجلال والكمال، وأن لك ملائكة كرامًا، وأنزلت كتبًا، وأرسلت إلى خلقك رسلاً لا نؤمن - نحن المؤمنين - ببعضِهم ونُنكِر بعضهم، بل نؤمن بهم جميعًا.
 
سمعنا يا ربنا ما أوحيتَ به، وأطَعْنا في كل ذلك، نرجو أن تغفر بفضلك ذنوبَنا، فأنت الذي ربَّيتنا بما أنعمت به علينا، وإليك - وحدَك - مرجعنا ومصيرنا.
 
أنت الله، لا معبود بحق إلا أنت، المتَّصف بالحياة الكاملة كما يليق بجلالك، القائم على كل شيء.
 
(3) نزّلتَ القرآن بالحقِّ الذي لا ريب فيه، مصدّقًا لما قبله من كتب ورسل، وأنزلت التوراة على موسى عليه السلام، والإنجيل على عيسى عليه السلام من قبل نزول القرآن؛ لإرشاد المتَّقين إلى الإيمان، وصلاح دينهم ودنياهم، وأنزلت ما يُفرِّق بين الحق والباطل، وأنت العزيز الذي لا يغالب، ذو انتقام بمن جحد حججَه وأدلته، وتفرُّده بالألوهية، لا يخفى عليك شيء في الأرض ولا في السماء، قلَّ أو كثُر.
 
أنت وحدك الذي تخلُقُنا في أرحام أمَّهاتِنا كما تشاء، من ذكر وأنثى، وحسن وقبيح، وشقي وسعيد، لا معبود بحقٍّ سواك، العزيز الذي لا يغالَب، الحكيم في أمره وتدبيره، ومن دلائل قدرتك يا عزيز يا عليم، أنك تُدخِل الليل في النهار، وتُدخِل النهار في الليل، فيطول هذا ويقصر ذاك، وتُخرِج الحي من الميت الذي لا حياة فيه، كإخراج الزرع من الحَبِّ، والمؤمن من الكافر، وتُخرِج الميت من الحي، وترزق من تشاء من خلقك بغير حساب، سبحانك يا ربنا، ما أوجدت هذا الخلق عبثًا، فأنت مُنَزَّه عن ذلك، فاصرِفْ عنا عذاب النار.
 
يا ربنا نجّنا من النار، فإنك - يا الله - مَن تُدخِله النار بذنوبه فقد فضحتَه وأهنتَه، وما للمذنبين الظالمين لأنفسهم من أحدٍ يدفع عنهم عقاب الله يوم القيامة.
 
(193) يا ربنا، إننا سمعنا مناديًا - هو نبيُّك محمد صلى الله عليه وسلم - ينادي الناس للتصديق بك، والإقرار بوحدانيتك، والعمل بشرعك، فأجَبْنا دعوته وصدَّقنا رسالته، فاغفِرْ لنا ذنوبنا، واستُرْ عيوبنا، وألحِقْنا بالصالحين.
 
(194) يا ربنا، أعطِنا ما وعدتَنا على ألسنة رسلك من نصرٍ وتمكين وتوفيق وهداية، ولا تفضَحْنا بذنوبنا يوم القيامة، فإنك كريم لا تُخلِف وعدًا وعدت به عبادك.
 
فيا الله، الذي لا إله إلا أنت، الحي القيوم، سبحانك، السلام، المؤمن، المهيمن، سبحانك، العزيز الجبار المتكبر، أشهد أن لا إله إلا أنت، وأتوب إليك، فيا ذا الجلال والإكرام لا تردَّني خائبًا، فقد مسَّني الضر يا ربي، فارحمني، فإنك خير وأرحم الراحمين، سبحانك يا ذا الجلال والإكرام.
 
يا الله، يا الله، يا الله، تُبْنا وندِمْنا ورجعنا، بعد أن عجزنا وضاقت أحوالنا وكثرت ذنوبنا، فاغفر لنا وارحمنا، واقبَلْ توبتنا، واقبل توبتنا، واقبل توبتنا، وجنِّبنا اللهم الشيطان يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين.
 
اللهم يا نور السموات والأرض، سبحانك أنت نور، وحجابك نور، فلولا نورك يا ربي لتراكمت الظلمات، اللهم نوِّر قلوبنا بالإيمان والقرآن.
 
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدي وسيد الخلق أجمعين، صلاة تنجينا بها من كل سوء.
 
صلاة ترشدنا إلى الحوض فنشرب شربة هنيئة من يدَي سيدنا محمد، فلا نظمأ بعدها أبدًا.
 
صلاة تدخلنا الجنة وتنجينا من النار.
 
صلاة ترشدنا إلى الجنة.
 
صلاة تقودنا فوق الصراط.
 
صلاة عدد ما خلق الله.
 
صلاة بعدد ما سبَّح المُسبِّحون وذكره الذاكرون.
 
صلاة بعدد ملائكة السماء والأرض.
 
صلاة بعدد الأشجار وعدد الرمال، وعدد ما غردت الطيور.
 
صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير