أرشيف المقالات

هل يسع أحدا بعد ذلك أن يخالفه؟!

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2هل يسع أحدًا بعد ذلك أن يخالفه؟!
 
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 64].
 
تأملُ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ....﴾، لتعلم أن الله تعالى ما أرسل رسولًا إلا فرَض طاعته على مَن أُرسل إليهم، وعلَّق الله تعالى الإيمان على طاعته، ومن لوازم طاعة الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: توقيره، وتعظيمه ونصرته والرضى بحكمه والتسليم لأمره.
 
أمَّا وجوب طاعته فلأنها من طاعة الله تعالى؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النِّسَاءِ: 80]، كما أن معصية الرسول معصية لمن أرسله.
 
وأما توقيره وتعظيمه، فلقول الله تعالى: ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 9]، قَالَ العُلَمَاءُ: هُوَ الِاحْتِرَامُ وَالْإِجْلَالُ وَالْإِعْظَامُ، والضميرُ هنا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا لَهُ؛ ولأنَّ إِجْلَالَهُ وتَعظِيمَهُ إِجْلَالٌ وتَعظِيمٌ للهِ تعالى.
 
وأما نصرته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد بالغ الله تعالى في إيجابها، وحذر المسلمين من التخاذل في نصرته غاية التحذير بقوله: ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ﴾ [التوبة: 40]، وهو خبرٌ يتضمن الوعيد الشديد على التخاذل عن نصرته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
 
وأما الرضى بحكمه والتسليم لأمره فقد قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النِّسَاءِ: 65]، بل أمضى الله تعالى حكم رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في أمور المؤمنين الخاصة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا ﴾ [الْأَحْزَابِ: 36]؛ وذلك لأنه أَولى بالمؤمنين من أنفسهم؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 6].
 
فهل يسع أحدًا بعد ذلك أن يخالفه؟
 

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١