أرشيف المقالات

ما وزنك الحقيقي؟

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2ما وزنك الحقيقي؟
 
لا يخفى على إنسان على وجه الأرض أهمية الوزن في حياته، وأنه مرتبط بالأمراض والصحة والحياة الهانئة، لا بأس ولكن هل فكرت يومًا في وزنك الحقيقي في ميزان تُوزَن فيه السماوات والأرض ويسعهما؟! هل فكرت ما وزنك، وما قيمتك يوم القيامة؟ أم اكتفيت بوزنك عند الناس؟
 
تتعلم كل العلوم، وتبذل لها كل الجهود من أجل ميزانك عند الناس، تشتري الغالي والنفيس من أجل وزنك عند الناس، وتنسى قيمتك الحقيقية يوم القيامة!
 
أختي الحبيبة، هل جرَّبْتِ يومًا أن تدخلي عالَمًا جديدًا عليك؛ ككلية جديدة أو بلد جديد؟ ماذا شعرت؟ عندها بالتأكيد شعرت أنه لا وزن لك، وأنك تحتاجين إلى إثبات نفسك من البداية؛ ليكون لك وزن، انتبهي أختي؛ فالقبر عالم جديد لا يهم فيه وزنك في الدنيا، الآخرة عالم جديد لا يقبل فيه وزن الدنيا، هناك معايير للوزن الحقيقي، فيوم القيامة ستُوزَن أعمال جوارحك وأعمال قلبك وإخلاصك الحقيقي.
 
أختي الحبيبة، هذا هو الوزن الحقيقي، فهل عملت ليوم القيامة ما يقابل الحمية الدنيوية؟ وهل تزكين قلبك وتزيدينه قربًا من الله فتُقدرينه حقَّ قدره؟!
 
أختي الحبيبة، ما نحن في هذا الكون إلا ذرَّةٌ من ذرَّات الأرض أو ربما أقل، وما أعظم الله عندما جعل لنا وزنًا وقيمةً إذا التزمنا صراطه، وعشنا الحب فيه والأنس به!
 
أختي الحبيبة، إنني أشفق على نفسي وعليك من هذه الموازين المزيفة التي غيَّرت مسار حياتنا، نُفكِّر في قيمتنا عند الناس، وفي عملنا، وفي كلياتنا، وما هي إلا قشور لا قيمة لها، ولا نفكر في قيمتنا عند الله يوم يُؤتى بالرجل السمين فلا يزن جناح بعوضة بينما ساق ابن مسعود رضي الله عنه النحيفة الصغيرة لها وزن أثقل من جبل أُحُد عند الله! هل تخيَّلت؟! هل عشت الموقف بقلبك؟!
 
فهيا ننفض عنا غبار الحضارة الجديدة، ونعود ببوصلتنا إلى الميزان الحقيقي، نثقله بالإيمان والإحسان، فنعيش في جنة الدنيا قبل جنة الآخرة.
 
اللهم حقِّق إيماننا، وثقِّل ميزاننا، واختم اللهم بالصالحات أعمالنا.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣