Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


فيها خرج أهل خراسان على المنصور مع الأستاذ سيس حتى اجتمع له فيما قيل ثلاثمئة ألف مقاتل من بين فارس وراجل، سائرهم من أهل هراة وباذغيس وسجستان، واستولى على أكثر خراسان، وعظم الخطب فنهض لحربه الأخثم المروروذي.

فقتل الأخثم واستبيح عسكره، فوجه المنصور- وهو بالراذان- خازم بن خزيمة إلى المهدي، فولاه المهدي محاربة أستاذ سيس وضم إليه القواد.

فسار حازم بن خزيمة في جيش عظيم فالتقى الجمعان وصبر الفريقان وقتل خلق كثير، حتى قيل إنه قتل في هذه الوقعة سبعون ألفا وأسروا أربعة عشر ألفا، وانهزم الأستاذ سيس في طائفة إلى جبل, ثم أمر حازم بالأسرى فضربت أعناقهم كلهم، وكانوا أربعة عشر ألفا، ثم حاصر أستاذ سيس مدة.

ثم نزل على حكمهم، فقيد هو وأولاده، ثم أعدم, وأطلق أصحابه، وكانوا ثلاثين ألفا.

وكتب إلى المهدي بذلك، فكتب المهدي إلى المنصور، وقيل إن أستاذ سيس ادعى النبوة وأظهر أصحابه الفسق وقطع السبيل.

وقيل: إنه جد الخليفة المأمون أبو أمه وهي مراجل بنت سيس كانت إحدى إيماء الرشيد أنجبت منه المأمون فقط.


هو الإمام، فقيه الملة، أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى التيمي ولاء، فقيه العراق إمام الحنفية، أحد الأئمة الأربعة المشهورين أصحاب المذاهب المعروفة، يقال: إنه من أبناء الفرس ولد سنة 80, وكان حسن الوجه حسن المجلس، شديد الكرم حسن المواساة لإخوانه، وكان ربعة من الرجال، وقيل كان طوالا تعلوه سمرة، أحسن الناس منطقا وأحلاهم نغمة.

أدرك أبو حنيفة أربعة من الصحابة، رضوان الله عليهم وهم: أنس بن مالك وعبد الله بن أبي أوفى بالكوفة، وسهل بن سعد الساعدي بالمدينة، وأبو الطفيل عامر بن واثلة بمكة، ولم يلق أحدا منهم ولا أخذ عنه، وأصحابه يقولون: لقي جماعة من الصحابة وروى عنهم، ولم يثبت ذلك عند أهل النقل.

وقيل: أنه رأى أنس بن مالك، رضي الله عنه.

 وأخذ الفقه عن حماد بن أبي سليمان وسمع عطاء بن أبي رباح وهو أكبر شيخ له, وأبا إسحاق السبيعي ومحارب بن دثار والهيثم بن حبيب الصواف ومحمد بن المنكدر ونافعا مولى عبد الله بن عمر، وكان معروفا بالزهد والورع وكثرة العبادة، والوقار والإخلاص وقوة الشخصية، كثير التعطر، لا يتكلم إلا جوابا، ولا يخوض فيما لا يعنيه.

قال ابن المبارك: ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه، ولا أحسن سمتا وحلما من أبي حنيفة.

كان خزازا يبيع الخز.

قيل لمالك: هل رأيت أبا حنيفة فقال: نعم، رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته.

لم يرض أن يلي القضاء لأحد، وطلبه المنصور للقضاء فأبى، وكان منها حبسه، وقيل: مات في الحبس ببغداد، قال إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة: "مررت مع أبي بالكناسة – موضع بالكوفة- فبكى، فقلت له: يا أبت ما يبكيك فقال: يا بني، في هذا الموضع ضرب ابن هبيرة أبي عشرة أيام، في كل يوم عشرة أسواط، على أن يلي القضاء، فلم يفعل".

وقيل: إنه توفي وهو يصلي.


غزا جيش من الدرعية العودة في سدير, وأميرهم هذلول بن فيصل، ومعه سعود بن عبد العزيز- وهذه أول غزوة غزاها سعود بن عبد العزيز- فدخلوا البلدة ليلا وأعدوا كمينا لم يشعر به أحد، فلما أصبحوا غار جيش الدرعية على أطراف البلد، فخرج أهلها إليهم ليقاتلوهم، فدخل الكمين البلدة، فلما علم الذين خرجوا من أهل البلدة بذلك عادوا إليها، وأرادوا دخول القلعة, فوجدوا جيش الدرعية قد استولوا عليها، فجرى بينهم قتال حتى تمكن هذلول بن فيصل من السيطرة على البلدة، ونودي فيها بالأمان، واستعمل الأمير عبد العزيز بن محمد منصور بن حماد أميرا على بلدة العودة.


ارتفعت الأسعار في نجد ونفد الزاد، وقاسى الناس ألوان الضيق, واستمر غلاء الأثمان إلى السنة التالية، وزاد ما كان يلقاه الناس من مشقة وضيق، حتى سميت هذه السنة سنة سوقة أو قحط سوقة


هو الشيخ الإمام الثبت العلامة الفقيه المحدث الشيخ عمر بن علي بن يحيى بن مصطفى الطحلاوي المالكي الأزهري، تفقه على الشيخ سالم النفراوي وحضر دروس الشيخ منصور المنوفي، والشهاب ابن الفقيه، والشيخ محمد الصغير الورزازي، وغيرهم، وسمع الحديث عن الشهابين أحمد البابلي والشيخ أحمد العماوي، وأبي الحسن علي بن أحمد الحريشي الفاسي، وتمهر في الفنون ودرس بالجامع الأزهر وبالمشهد الحسيني، واشتهر أمره وطار صيته، وأشير إليه بالتقدم في العلوم، وتوجه إلى دار السلطنة في قضاء مهمة لأمراء مصر، فقوبل بالإجابة وألقى هناك دروسا في الحديث في آيا صوفيا، وتلقى عنه أكابر العلماء هناك في ذلك الوقت، وصرف معززا مقضيا حوائجه، وذلك سنة 1147.

ولما تمم عثمان كتخدا القزدغلي بناء مسجده بالأزبكية في تلك السنة عين الطحلاوي للتدريس فيه، وذلك قبل سفره إلى الديار الرومية، وكان مشهورا في حسن التقرير وعذوبة البيان وجودة الإلقاء، وقرأ الموطأ وغيره بالمشهد الحسيني، وأفاد وأجاز الأشياخ, وكان للناس فيه اعتقاد حسن، وعليه هيبة ووقار وسكون، ولكلامه وقع في القلوب.

توفي ليلة الخميس حادي عشر صفر من هذه السنة، وصلي عليه في الأزهر في مشهد حافل.


هو الشيخ محمد بن سالم الحفناوي الشافعي الخلوتي الصوفي, شيخ الأزهر, وهو شريف حسيني من جهة أم أبيه، وهي السيدة ترك ابنة السيد سالم بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن السيد برطع, وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه، وكان والده مستوفيا عند بعض الأمراء بمصر، وكان غاية من العفاف، ولد على رأس المائة بعد الألف ببلده حفنا بالقصر, وهي قرية من أعمال بلبيس، وبها نشأ، والنسبة إليها حفناوي، وغلبت عليه النسبة حتى صار لا يذكر إلا بها، وقرأ بها القرآن إلى سورة الشعراء، ثم حجزه أبوه بإشارة الشيخ عبد الرؤوف البشبيشي وعمره أربع عشرة سنة بالقاهرة، فأكمل حفظ القرآن، ثم اشتغل بحفظ المتون، فحفظ ألفية ابن مالك، والسلم، والجوهرة، والرحبية، وغير ذلك.

وأخذ العلم عن علماء عصره، واجتهد ولازم دروسهم حتى تمهر، وأقرأ ودرس وأفاد في حياة أشياخه وأجازوه بالإفتاء والتدريس، فأقرأ الكتب الدقيقة كالأشموني، وجمع الجوامع، والمنهج، ومختصر السعد، وغير ذلك من كتب الفقه والمنطق والأصول والحديث, وأصبح شيخا للطريقة الخلوتية يقصده المريدين, كما تولى مشيخة الأزهر عشر سنوات.

توفي يوم السبت الموافق 27 من ربيع الأول عام 1181هـ، عن عمر يناهز الثمانين عاما، ودفن في اليوم التالي بعد الصلاة عليه في الجامع الأزهر في مشهد حافل.