Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
ثم لما ولي المفضل بن المهلب خراسان غزا باذغيس ففتحها وأصاب مغنما فقسمه، فأصاب كل رجل ثماني مائة.
ثم غزا آخرون وشومان فغنم وقسم ما أصاب، ولم يكن للمفضل بيت مال، كان يعطي الناس كلما جاء شيء، وإن غنم شيئا قسمه بينهم.
أراد عبد الملك بن مروان أن يخلع أخاه عبد العزيز من ولاية العهد ويبايع لابنه الوليد بن عبد الملك، فنهاه عن ذلك قبيصة بن ذؤيب وقال: لا تفعل؛ فإنك تبعث على نفسك صوت عار، ولعل الموت يأتيه فتستريح منه.
فكف عنه ونفسه تنازعه إلى خلعه.
فدخل عليه روح بن زنباع، وكان أجل الناس عند عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين، لو خلعته ما انتطح فيه عنزان، وأنا أول من يجيبك إلى ذلك.
قال: نصبح إن شاء الله.
ونام روح عند عبد الملك، فدخل عليهما قبيصة بن ذؤيب وهما نائمان، وكان عبد الملك قد تقدم إلى حجابه أن لا يحجبوا قبيصة عنه، وكان إليه الخاتم والسكة، تأتيه الأخبار والكتب قبل عبد الملك، فلما دخل سلم عليه، قال: آجرك الله في أخيك عبد العزيز.
قال: وهل توفي؟ قال: نعم.
فاسترجع عبد الملك، ثم أقبل على روح، فقال: كفانا الله ما كنا نريد، وكان ذلك مخالفا لك يا قبيصة.
فقال قبيصة: يا أمير المؤمنين، إن الرأي كله في الأناة، فقال عبد الملك: وربما كان في العجلة خير كثير، رأيت أمر عمرو بن سعيد، ألم تكن العجلة فيه خيرا من الأناة؟ وكانت وفاة عبد العزيز في جمادى الأولى في مصر، فضم عبد الملك عمله إلى ابنه عبد الله بن عبد الملك وولاه مصر.
فلما مات عبد العزيز قال أهل الشام: رد على أمير المؤمنين أمره.
فلما أتى خبر موته إلى عبد الملك أمر الناس بالبيعة لابنيه الوليد وسليمان، فبايعوا، وكتب بالبيعة لهما إلى البلدان.
قدم قتيبة خراسان أميرا عليها للحجاج، فقدمها والمفضل يعرض الجند للغزاة، فخطب قتيبة الناس وحثهم على الجهاد، ثم عرضهم وسار، وجعل بمرو على حربها إياس بن عبد الله بن عمرو، وعلى الخراج عثمان السعيدي.
فلما كان بالطالقان أتاه دهاقين بلخ وساروا معه، فقطع النهر، فتلقاه ملك الصغانيان بهدايا ومفاتيح من ذهب، ودعاه إلى بلاده فمضى معه، فسلمها إليه لأن ملك آخرون وشومان كان يسيء جواره.
ثم سار قتيبة منها إلى آخرون وشومان، وهما من طخارستان، فصالحه ملكهما على فدية أداها إليه فقبلها قتيبة ثم انصرف إلى مرو واستخلف على الجند أخاه صالح بن مسلم، ففتح صالح بعد رجوع قتيبة كاشان وأورشت، وهي من فرغانة، وفتح أخشيكت، وهي مدينة فرغانة القديمة، وكان معه نصر بن سيار فأبلى يومئذ بلاء حسنا.
غزا مسلمة بن عبد الملك الروم فقتل منهم عددا كبيرا بسوسنة من ناحية المصيصة وفتح حصونا.
وقيل: إن الذي غزا في هذه السنة هشام بن عبد الملك ففتح حصن بولق، وحصن الأخرم، وحصن بولس وقمقم، وقتل من المتعربة نحوا من ألف مقاتل وسبى ذريتهم ونساءهم.
جهز إبراهيم الشريف باي تونس مراكب صغارا للغزو في سبيل الله، فغنمت إحداها غنيمة بها ثلاثون نصرانيا وعدة صناديق بها أموال جزيلة، فدخلوا طرابلس فأحضرها خليل باي الجزائر بين يديه واغتصب منها أحد عشر نصرانيا واحتاط على الأموال بأسرها، فلم يبق منها ولم يذر، واغتصب عدة صناديق بها آلات حرب وطردهم، فلما علم بذلك إبراهيم الشريف ورأى تجرؤ خليل جمع جموعه ونصب ديوانا في شأن تعدي خليل، فكان اتفاق الديوان على المدافعة والذب عن المال، فتجهز إبراهيم الشريف للخروج على طرابلس لمقاتلة خليل باي، فقدم قهواجي عثمان من الجزائر يحرضه على النهوض لطرابلس، وأرسل عساكر الجزائر مركبين لإبراهيم الشريف يطلبون منه الميرة؛ لقحط بلادهم تلك السنة، فتعلل إبراهيم الشريف باشتغاله بالسفر وعدم حصول الذخيرة، وأرسل لهم مائتي قنطار بشماطا، فلما جاءهم ذلك جمعوا ديوانا، وقال حاكمهم: ألا ترون إلى إبراهيم الشريف يعطي القمح للنصارى ويمنع المسلمين، فما يريد إلا توهين عساكر الجزائر ليتقوى عليها، فخرج إبراهيم الشريف إلى طرابلس في العشر الأواخر من جمادى الآخرة من هذه السنة، فالتقى الجمعان في الثاني عشر من شعبان, فلم تكن إلا ساعة وانهزم خليل باي وأخذ منه مدفعا نحاس وثماني رايات وبغلان محملان مالا، ومات من قوم خليل أزيد من ألف نفس وأسر منه مثلها، وفر خليل هاربا فتبعته خيول إبراهيم الشريف فتنكر ودخل المدينة خائفا من قومه حيث أوردهم هذه الموارد وما فعل بأهاليهم، ومكث إبراهيم محاصرا لهم فضايق البلد أشد مضايقة فطلبوا العفو وبذلوا المال، فأبى وامتنع، فتجددت الحرب بين الفريقين ولم يزل متماديا حتى قام الطاعون في المحلة ومات منها خلق كثير وفر عنه العرب.