Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
عصبة الأمم منظمة دولية تم تأسيسها بعد الحرب العظمى (العالمية الأولى) والهدف من إنشائها -كما يزعمون- هو التقليل من عملية التسلح العالمية، وفك النزاعات قبل أن تتطور لتصبح نزاعا مسلحا، كما حدث في الحرب العالمية الأولى.
وأثبتت المؤسسة فشلها في مواجهة القوى الفاشية في العالم، وفشلها في منع وقوع الحرب العالمية الثانية؛ مما تطلب أن يستبدل بها هيئة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
نشأت فكرة عصبة الأمم أساسا على يد وزير الخارجية البريطاني "إدوارد جراي" وتبناها بشكل كبير الرئيس الأمريكي "وودرو ويلسون" الذي أراد أن يرى معاهدة فرساي تتضمن نصا يدعو لإنشاء هذه المؤسسة الأممية، وقد تم بالفعل إدراج نص التأسيس في 25 يناير 1919 من الجزء الأول من المعاهدة.
وكان "إنشاء منظمة عامة للأمم ذات مواثيق توفر ضمانات متبادلة للاستقلال السياسي واحترام وحدة تراب الأمم الكبيرة والصغيرة على حد سواء"، وهي إحدى النقاط الأربعة عشرة للسلام لوودرو ويلسون.
عقدت عصبة الأمم أول اجتماعاتها في 10 يناير 1920 وغيرت من معاهدة فرساي لتصبح النهاية الرسمية للحرب العالمية الأولى.
وبالرغم من تأييد الرئيس ويلسون لفكرة عصبة الأمم إلا أن الولايات المتحدة، بقيادة الكونجرس الجمهوري، رفضت التصديق على ميثاق العصبة أو الانضمام لها؛ فقد رأت الولايات المتحدة أن في النظام التأسيسي لعصبة الأمم محاولة من الدول الأوروبية الاستعمارية الكبرى للاستئثار بغنائم الحرب العالمية الأولى.
وتجدر الإشارة إلى أن العصبة كانت قد تمكنت من حل النزاعات الثانوية العالمية في عشرينيات القرن العشرين، ولكنها وقفت عاجزة عن كوارث ثلاثينيات القرن أو الحرب العالمية الثانية؛ مما استدعى تفكيك المؤسسة من تلقاء نفسها عشية الحرب العالمية الثانية في 18 إبريل 1946م والاستعاضة عنها لاحقا بمنظمة الأمم المتحدة.
وكان للعصبة مجلس يتكون من 4 مقاعد دائمة لبريطانيا، إيطاليا، فرنسا، واليابان، بالإضافة إلى مقاعد أخرى غير دائمة، وكانت الاجتماعات تمثل بمندوبين عن دول العصبة.
وتمثل الإشكال في التصويت على القرارات بشكل جماعي، الأمر الذي لم يكن واردا على أرض الواقع، ناهيك عن عدم اكتمال النصاب من قبل الدول الأعضاء بعدم التمثيل الدائم في جنيف مقر العصبة، بالإضافة إلى انشغال العصبة في أمور دولية أخرى، كالمحكمة الدولية.
هو الأمير سعود بن عبد العزيز بن متعب بن عبد الله بن علي بن رشيد من فخذ آل جعفر من عبده من قبيلة شمر، عاشر حكام إمارة جبل شمر في حائل، خلال الفترة من 1908 إلى 1920م.
ولد بحائل عام 1898م تولى سعود حكم حائل وعمره 11 سنة تحت وصاية خاله الأمير حمود بن سبهان السبهان الذي مارس دور الحاكم الفعلي للإمارة إلى أن تولى الأمير سعود آل عبد العزيز الحكم رسميا في حائل 1914م وفي عام 1915 خاض معركة جراب ضد الملك عبدالعزيز وانتصر فيها.
لقي سعود مصرعه على يد ابن عمه عبد الله بن طلال، ثم تولى بعده حكم حائل عبد الله بن متعب بن عبد العزيز.
احتل الحلفاء استانبول بالكامل، وكانت القوات الإنجليزية فقط هي التي احتلتها، وأظهر الإنجليز عداء ظاهريا لمصطفى كمال حتى يصنعوا منه بطلا؛ فبعد سقوط الحكومة التي شكلت في ظل الاحتلال جرت انتخابات ونجح مصطفى عن أنقرة، فجمع النواب فيها، وشكل حكومة برئاسته، وأظهر التدين والتمسك بالإسلام!!
اندلعت ثورة 1920 في فلسطين احتجاجا على وعد بلفور، وبدأت أحداثها في القدس، ثم امتدت إلى مختلف المدن الفلسطينية؛ فقد سارت جموع حاشدة في مظاهرات صاخبة طافت شوارع القدس، وهي رافعة صورة فيصل بن الحسين بصفته ملكا لسوريا وفلسطين.
وحينما وصلت المظاهرة باب يافا في القدس وقع انفجار قوي تبعه قذف الحوانيت اليهودية بالحجارة، واشتبك المتظاهرون مع اليهود، ثم مع الإنجليز الذين هرعوا لحمايتهم.
وكانت تلك الأحداث بداية الهبة الشعبية التي استمرت أسبوعا لم تستطع السلطات البريطانية إخمادها رغم إعلان الأحكام العرفية، وبلغت حصيلة القتلى والجرحى من الفلسطينيين تسعة قتلى و251 جريحا.
وتعتبر ثورة 1920 بداية الانتفاضات الشعبية الكبرى على الوجود البريطاني والتغلغل الصهيوني منذ العشرينات من القرن العشرين، وللتعبير عن شعورهم بخيبة آمالهم وإحباط مطالبهم التي وعدهم بها الحلفاء مقابل الثورة ضد الدولة العثمانية!!
تغيرت سياسة الحكومة البريطانية في حجم دعمها للشريف حسين بعد نهاية الحرب العظمى، فأصبح الدعم مرهونا بالمحافظة على ميزان القوى داخل الجزيرة العربية، والتي يمثل الشريف حسين أحد أطرافها في الحجاز، مع أطراف أخرى منهم الملك عبدالعزيز في نجد، وابن رشيد في حائل، وغيرهم.
ففي هذا العام حدثت أزمة مالية للشريف حسين عندما قلصت بريطانيا دعمها المادي الذي كان قد بلغ وقت الحرب ما يزيد على 200 ألف جنيه استرليني إلى 27 ألف جنية هذا العام، فأدى هذا إلى تدهور الوضع الاقتصادي في الحجاز؛ لذلك أخذ الشريف يبحث عن موارد مالية، مثل: فرض الضرائب على التجار والأهالي، وقطع المعونة التي كان يقدمها للقبائل البدوية الخاضعة لسلطانه، فأثار هذا حالة من عدم الاستقرار والفوضى في الحجاز، وأخذت القبائل تقطع الطرق على قوافل الحج والتجار وتقوم بالسلب والنهب؛ مما أدى إلى ضعف سلطان الشريف حسين على الحجاز!
انعقد المؤتمر السوري واتخذ عدة قرارات تاريخية تنص على إعلان استقلال سوريا بحدودها الطبيعية استقلالا تاما بما فيها فلسطين، ورفض ادعاء الصهاينة في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وإنشاء حكومة مسؤولة أمام المؤتمر السوري الذي هو مجلس نيابي، وكان يضم ممثلين انتخبهم الشعب في سوريا ولبنان وفلسطين.
وتنصيب الأمير فيصل حسين ملكا على سوريا الكبرى، فاستقبلت الجماهير المحتشدة في ساحة الشهداء هذه القرارات بكل حماس بالغ وفرحة طاغية باعتبارها محققة لآمالهم ونضالهم من أجل التحرر والاستقلال.
وتم تشكيل الحكومة برئاسة رضا باشا الركابي، وضمت سبعة من الوزراء، من بينهم فارس الخوري، وساطع الحصري -فيلسوف القومية العربية ومنظرها- ولم يعد فيصل في هذا العهد الجديد المسؤول الأول عن السياسة، بل أصبح ذلك منوطا بوزارة مسؤولة أمام المؤتمر السوري، وتشكلت لجنة لوضع الدستور برئاسة هاشم الأتاسي، فوضعت مشروع دستور من 148 مادة على غرار الدساتير العربية.
لم يلق هذا استحسان وقبول الحلفاء، ورفضت الحكومتان: البريطانية والفرنسية قرارات المؤتمر في دمشق، واعتبرت فيصل أميرا هاشميا لا يزال يدير البلاد بصفته قائدا لجيوش الحلفاء في الشام، لا ملكا على دولة.
ودعته إلى السفر إلى أوروبا لعرض قضية بلاده؛ لأن تقرير مصير الأجزاء العربية لا يزال بيد مؤتمر السلم المنعقد في "سان ريمو" الإيطالية، والذي جاءت قراراته مخيبة لآمال العرب.
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 ودخول الدولة العثمانية في تحالف إلى جانب ألمانيا ضد دول الحلفاء بزعامة بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية، أدى ذلك إلى قطع خطوط المواصلات الاستراتيجية لبريطانيا مع مستعمراتها؛ مما أدى بالتالي إلى انقطاع شريان الإمدادات الحيوي للحرب والحياة العامة البريطانية.
فقامت بريطانيا باعتماد خطة سريعة، كان من بين أهدافها احتلال العراق، في الوقت الذي كان الجهد العسكري في المواجهات مع ألمانيا وحلفائها منصبا على الجبهات الرئيسية في قلب أوروبا، وبعد تمكن القطاعات البريطانية التابعة لحكومة الهند الشرقية البريطانية من احتلال العراق بصعوبة بسبب الهجمات العثمانية المضادة مع المتطوعين، وبعد إتمام احتلال العراق وضع تحت انتداب عصبة الأمم،وتحت الإدارة البريطانية، وذلك عام 1918.
وبعد بسط النفوذ البريطاني على مجمل الأراضي العراقية عزمت بريطانيا على تأسيس بعض الدوائر والمؤسسات المدنية لتسهيل هيمنتها على العراق.
وبعد انتهاء الأعمال الحربية ناقشت عصبة الأمم موضوع انتدابها للعراق؛ حيث قررت أن يكون منتدبا من قبل عصبة الأمم وأن تديره المملكة المتحدة مباشرة، وليست حكومة الهند الشرقية، إلا أن بريطانيا أوكلت لقادتها الميدانيين من جيش حكومة الهند البريطانية بتشكيل الإدارة المدنية تحت الإدارة الظاهرية للمملكة المتحدة.
وقد ترأسها السير برسي كوكس حتى مايو/ أيار عام 1918 فتبعه السير أرنولد ولسون، الذي ألغى العديد من المؤسسات الإدارية العثمانية، وأنشأ محلها مؤسسات عسكرية خصصت لإدارة الشؤون المدنية، ووضع على رأسها ضباطا من رتب عالية لإدارتها بشكل إداري صارم.
وقد جلبت الإدارة المدنية عددا كبيرا من الكتبة والإداريين وأرباب الأعمال الصغيرة من الهنود مع عوائلهم إضافة إلى الأعداد الغفيرة للجنود في جيش الليفي، الذين جلب قسم منهم عوائلهم معه.
حيث مارست الحكومة المؤقتة البريطانية – الهندية سياسة التهنيد من خلال فرض القانون الهندي لحين صياغة الدستور العراقي عام 1925؛ بغية إلحاق العراق وضمه بالتاج البريطاني.
وبعد خسارة بريطانيا حربها في العراق على أعقاب ثورة العشرين انسحبت تلك القوات تاركة خلفها تلك الأعداد من الهنود التي بقيت في العراق وذابت مع المجتمع العراقي على مر الزمن.
واجه العراقيون العرب في الوسط والجنوب، والأكراد في الشمال بضراوة الاحتلال البريطاني وسياسات التهنيد وغير ذلك.
نتيجة لموقف إنجلترا وفرنسا من مقررات المؤتمر السوري الذي انعقد في مارس تم عقد مؤتمر سان ريمو الذي حددت فيه مناطق النفوذ البريطانية والفرنسية في المشرق العربي، فانعقد المجلس الأعلى للحلفاء، الذي يعتبر امتدادا لمؤتمر لندن المنعقد في (فبراير) 1920 في مدينة سان ريمو الإيطالية، في المدة ما بين التاسع عشر والخامس والعشرين من نيسان (أبريل) 1920؛ للبحث في شروط الحلفاء للصلح مع تركيا طبقا لمعاهدة سيفر والمصادقة عليها، وذلك بعد إعلان المجتمعين في المؤتمر السوري -الذي عقد في مارس- استقلال سوريا ومناداتهم بفيصل ملكا عليها.
وقد قرر الحلفاء: استقلال سوريا تحت الانتداب الفرنسي.
واستقلال العراق تحت الانتداب البريطاني.
ووضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وكان ذلك سعيا لتحقيق وعد بلفور لليهود فيها.
ولم يكن قرار الانتداب في سان ريمو إلا تطبيقا لاتفاقية سايكس بيكو المشهورة، وإصرارا قويا من فرنسا على احتلال سوريا.
وكان قرار المؤتمر ضربة شديدة لآمال الشعب في استقلال سوريا ووحدتها، فقامت المظاهرات والاحتجاجات، واشتعلت النفوس بالثورة، وأجمع الناس على رفض ما جاء بالمؤتمر من قرارات، وكثرت الاجتماعات بين زعماء الأمة والملك فيصل، وأبلغوه تصميم الشعب على مقاومة كل اعتداء على حدود البلاد واستقلالها.
صدر قرار بإنشاء المجمع العلمي العربي بدمشق، والذي عرف فيما بعد بـ "مجمع اللغة العربية".
وقد نهض المجمع بأمور اللغة في سوريا، وأحياها في دواوين الحكومة، وقام بجمع الكتب والمخطوطات، وقد ضم المجمع بين صفوفه عددا من أعيان اللغة في العالم العربي.
كانت الدول الاستعمارية منذ الوهلة التي يضع المستعمر قدمه في أي بلد يستعمره يبدأ بالتنقيب عن آثار البلد لربط سكانه بتاريخهم القومي بدل دينهم وعقيدتهم التي يمكن أن يكون لها أعظم الأثر في مواجهة مخططاته الاستعمارية؛ لذلك عمل الفرنسيون على تشجيع السوريين من خلال هذا المجمع العلمي على الاهتمام باللغة العربية والآثار التاريخية؛ ففي مجال اللغة أخذ المجمع على نفسه في إصلاح اللغة العربية، ووضع ألفاظ للمستحدثات العصرية، وتنقيح الكتب، وإحياء المهم مما خلفه الأسلاف منها، والتنشيط على التأليف والترجمة، وشراء الكتب، وجلب كتب بلغة المستعمر سواء كانت فرنسية أو إنجليزية أو ألمانية، وأما في مجال الآثار فلم تكن عناية المجمع بجمع الآثار للمتحف بأقل من اهتمامه باللغة.
فجمع ألوفا ما بين تماثيل حجرية وأوان معدنية وزجاجية وخزفية، ومجاميع نقود ذهبية وفضية ونحاسية، وأسلحة وصفائح حجارة عليها كتابات، وأدوات أخرى مختلفة.
ومن هذه الآثار ما هو ذو شأن عظيم قد لا يوجد نظيره في كثير من المتاحف، وقد ألف المجمع من أعضائه لجنتين: لجنة لغوية أدبية تبحث في لغة العرب وآدابها وطرق ترقيتها، ولجنة علمية فنية تبحث في توسيع دائرة العلوم والفنون في البلاد السورية.
وألف أيضا لجنة من المختصين في معرفة الآثار، ولجنتين أخيرتين، إحداهما لتتبع الآثار القديمة والبحث عنها خارج دمشق من جهات سورية، وجلب ما يمكن جلبه منها، فذهبت إلى تدمر وجلبت منها ومن حمص بعض القطع الحجرية القديمة.
وكتبت تقريرا بشأن الآثار والملاحظات التي رأتها في رحلتها.
أما اللجنة الأخرى فلتتبع الآثار القديمة في دمشق، وكتب المجمع منشورا باللغتين العربية والفرنسية ضمنه ملخصا من أخباره وأعماله في هذه المدة، ووزعه على المجامع العلمية ودور الكتب والجامعات وأمهات المجلات في أوروبا وأمريكا وغيرهما.
انتهت الحرب العالمية الأولى ووضعت العراق تحت الانتداب البريطاني، فأظهر الإنجليز الفساد من مجاهرة لشرب الخمور، وممارسة الزنا والاختلاط والسير في الطرقات بدون حشمة، بالإضافة لنظرة الاستعلاء بزعمهم أنهم جاؤوا ليرفعوا مستوى السكان والأخذ بأيديهم نحو الاستقلال، ولكن العراقيين (غير اليهود والنصارى الذين صاروا يصرون على أن يبقوا تحت رعاية بريطانيا) كانوا ينظرون إلى الإنجليز نظرة ازدراء وكراهية ورغبة في الانتقام والثورة، فحدثت في بعض المناطق هنا وهناك عمليات مثل ما حدث في النجف؛ حيث قتل مارشال قائد القوات الإنجليزية، وقتل في إقليم زاخو في الشمال النقيب بعسن الذي أراد رفع النصارى فوق المسلمين، وقتل الحاكم الإنجليزي في العمادية وتكررت مثل هذه العمليات، وخاصة بين العشائر، سواء في الشمال في منطقة الأكراد، أو في الجنوب في لواء المنتفق، حتى كانت بعض الاحتفالات يلقى فيها الخطب الحماسية أو بعض الأشعار الحماسية التي تشعل نار الثورة فتتحرك، وبقيت هكذا تغلي نفوس العراقيين حتى اندلعت ثورة العشرين حين اعتقل الشيخ شعلان أبو الجون شيخ قبائل بني حجيم، فهاجمت القبيلة مقر الحاكم وخلصت الشيخ شعلان منهم، وكانت هذه الحادثة الشرارة لاندلاع الثورة العراقية.
مرت الثورة في مراحل ثلاث: أولاها: تتمثل في الأحداث التي مهدت للثورة، وهي الأحداث التي جرت في بغداد وكربلاء ودير الزور وتلعفر والموصل، والثانية: تتمثل في الثورة المسلحة التي انطلقت في الرميثة في الثلاثين من حزيران 1920 ثم عمت منطقة الفرات الأوسط.
أما الثالثة: فتتمثل في انتشار الثورة في مناطق العراق الأخرى كديالي والغراف وغيرهما.
وتعد الثورة في منطقة الفرات الأوسط بمثابة العمود الفقري لثورة العشرين كلها؛ ففي هذه المنطقة حصلت الانتصارات الكبرى للثورة، كما أن هذه المنطقة هي التي تحملت العبء الأكبر من التضحيات في الأنفس والأموال، وصمدت للقتال فترة طويلة نسبيا نحو ثلاثة أشهر، وبعد أن عمت الثورة منطقة الفرات الأوسط أقام العراقيون سلطات محلية، ثم انتقلت إلى بعقوبة وديالي وأربيل وكركوك وخانقين، وقد تمكن الإنجليز من القضاء عليها بسهولة وفي خلال وقت قصير.
هاجم رجال القبائل الكوفة واستولوا على قرية الكفل، وقتل الثوار مئة وثمانين مستعمرا وأسروا مئة وستين، كما استولوا على عتاد حربي وذخيرة، وأغرقوا الباخرة فلاي في شط الكوفة، كما سيطر رجال القبائل على المسيب وكربلاء والنجف وسدة الهندية، والجدير بالذكر أن هذه الثورة التي عمت أرجاء القطر العراقي شارك فيها على السواء السنة والشيعة.
أخذت النجدات الإنجليزية تصل إلى العراق حتى وصل من القوات الغازية 133 ألف مقاتل، وبدأت تستعيد المدن شيئا فشيئا حتى أنهوا تلك الثورة، وبعد ثلاثة أشهر أعلن العفو العام.
وقعت الدولة العثمانية معاهدة سيفر مع الحلفاء بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى واحتلال معظم أراضيها، في مدينة سيفر الفرنسية، وكانت هذه المعاهدة بمثابة المسمار الأخير في نعش الدولة العثمانية وتفككها ثم انهيارها؛ بسبب شروطها القاسية والمجحفة، والتي كانت بدافع النقمة من هزيمة الحلفاء في معركة غاليبولي، وضخامة الخسائر التي تكبدها الحلفاء على يد القوات العثمانية؛ فقد نصت المعاهدة على التالي: أن تكون سوريا وفلسطين وبلاد ما بين النهرين (العراق حاليا) دولا مستقلة، تتولى الوصاية عليها القوات المنتدبة من عصبة الأمم.
تخلي الدولة العثمانية عن كل سلطاتها الإقليمية في شمال إفريقيا.
تخلي الدولة العثمانية عن تراقيا الشرقية لليونان، على أن تكون سميرنا (أزمير حاليا) والإقليم الأيوني تحت حكم اليونان لمدة خمس سنوات.
الاعتراف باستقلال أرمينيا، ويضم إليها جزء كبير من شرق تركيا.
منح حرية الملاحة في كل المياه التي حول الدولة العثمانية لسفن جميع الدول.
تقلص القوات التركية المسلحة إلى قوة شرطة فقط.
هيأت معاهدة سيفر أن يكون الاقتصاد التركي محكوما من قبل لجنة للحلفاء.
وكان من النتائج المباشرة لتلك الاتفاقية سقوط هيبة الدولة العثمانية، وكانت الضربة قبل الأخيرة في إلغائها؛ حيث وقعت الحكومة العثمانية هذه المعاهدة، فكانت خسارة فادحة للاتحاديين الأتراك لذلك لم يقروها، بينما كانت نصرا لمصطفى كمال الذي أطاح بالحكومة العثمانية الضعيفة، وأقام كيانا تركيا علمانيا مستقلا، عاصمته أنقرة.
تقدم اللورد ملنر إلى الوفد المصري بنص مشروع معاهدة تتكون من عدة مواد، ومنها: (المادة الأولى) تتعهد بريطانيا بضمان سلامة أرض مصر واستقلالها كمملكة ذات أنظمة دستورية.
(المادة الثانية) تتعهد مصر من جانبها ألا تعقد أي معاهدة سياسية مع أي دولة أخرى بدون رضا بريطانيا.
(المادة الثالثة) نظرا للمسؤولية الملقاة على عاتق بريطانيا بمقتضى الفقرة المتقدمة، ونظرا لما لها من المصلحة الخاصة في حفظ مواصلاتها مع ممتلكاتها في الشرق والشرق الأقصى، فمصر تعطيها حق إبقاء قوة عسكرية بالأراضي المصرية، وحق استعمال الموانئ والمطارات المصرية لغرض التمكن من الدفاع عن القطر المصري، ومن المحافظة على مواصلاتها مع أملاكها المذكورة، أما المكان أو الأمكنة التي تعسكر فيها تلك الجنود البريطانية فإنها تعين بعد اتفاق الطرفين، إلى غير ذلك من المواد.
كما أن الوفد المصري قدم مشروع معاهدة إلى لجنة اللورد ملنر، والتي تتكون مواده من: (المادة الأولى) تعترف بريطانيا باستقلال مصر.
وتنتهي الحماية التي أعلنتها بريطانيا على مصر في 18 ديسمبر سنة 1914 هي والاحتلال العسكري الإنجليزي، وبذلك تسترد مصر كامل سيادتها الداخلية والخارجية، وتكون دولة ملكية ذات نظام دستوري.
(المادة الثانية) تجلي بريطانيا جنودها عن القطر المصري بدءا من تاريخ العمل بهذه المعاهدة.
(المادة الخامسة) في حالة إلغاء المحاكم القنصلية وإحالة محاكمة الأجانب على ما يقع منهم من الجنايات والجنح إلى المحاكم المختلطة تقبل مصر أن تعين أحد رجال القانون من التبعية الإنجليزية في وظيفة النائب العمومي لدى المحاكم المختلطة.
قامت الحكومة البريطانية بتعيين هربرت صموئيل الصهيوني مندوبا ساميا لحكومة الانتداب البريطاني في فلسطين، وقد وضع الانتداب موضع التنفيذ رسميا في 29 سبتمبر 1923م بعد أن وقعت تركيا على معاهدة لوزان.
أعلن المؤتمر الوطني في تركيا بعد الهزيمة في الحرب العالمية الأولى"الميثاق الوطني" الذي تضمن عدة مبادئ تشمل: حق تقرير المصير.
تأمين القسطنطينية، فتح المضايق، حقوق الأقليات.
إلغاء الامتيازات الأجنبية.
وقد يلاحظ أنه يحتوي على الحد الأدنى من شروط السلام التي وافقت عليها تركيا في معاهدة السلام التي ستنتهي بها الحرب العالمية الأولى.
ومن بين القرارات التي خرجت من الاجتماع وخاصة اعتماد الميثاق الوطني "التذكار الوطني" الذي أعد من قبل مصطفي كمال أتاتورك مسبقا في جلسة سرية بجهود مكثفة لنواب أعضاء جمعية قانون الدفاع في يناير 1920م، ثم أعلنت الجمهورية في فبراير، وقد شكلت حدود تركيا وفقا لمبادئ الميثاق الوطني إلى حد كبير.
تم توقيع معاهدة الصداقة "الأفغانية - السوفيتية الأولى" وهي أول معاهدة تعقدها أفغانستان بعد إعلان استقلالها في عام 1919؛ حيث نصت المعاهدة على إعادة منطقة "بنجده" -وهي التي كان الروس قد استولوا عليها في عام 1885م- والاعتراف باستقلال الولايات الإسلامية (بخارى وكييف) وعدم الاعتداء بين الطرفين 25 سنة، الأمر الذي لم يفعله الاتحاد السوفيتي حتى سقوطه في عام 1991.
وقد عقد هذه المعاهدة الملك أمان الله الذي ضاعف حجم التبادل التجاري السوفيتي الأفغاني 9 مرات.
تأسس مجلس إسلامي فلسطيني عام 1922 لإدارة المحاكم الشرعية والأوقاف والشؤون الإسلامية، وقد تألف المجلس من مجموعة العلماء الذين رشحوا الحاج أمين الحسيني مفتي القدس رئيسا لهذا المجلس الذي سمي (المجلس الإسلامي الأعلى) الذي أصبح على مر الأيام أقوى قوة وطنية فلسطينية إسلامية في البلاد، وقام بعدد من الأعمال والإنجازات الهامة؛ منها: إنشاء دار الأيتام الإسلامية الصناعية في القدس، وفتح عشرات المدارس في البلاد، وقام باسترجاع أراضي الوقف الإسلامي التي كانت حكومة الانتداب تسيطر عليها، وتولى إدارتها، وأنشأ العشرات من المحاكم الشرعية، وعين المئات من الوعاظ والمرشدين، فضلا عن إنشاء فرق الجوالة والكشافة الإسلامية والجمعيات الخيرية والنوادي الأدبية والرياضية، وإصلاح المسجد الأقصى المبارك ومسجد الصخرة، وإنقاذهما من الأخطار التي كانت تهددهما بالانهيار، وقد تم ذلك بأموال الأوقاف وتبرعات المسلمين في شتى أنحاء العالم، وكان المجلس يعقد مؤتمرا سنويا من العلماء والدعاة؛ لتنظيم وسائل مقاومة بيع الأراضي لليهود، ويصدر فتاوى بتكفير من يبيع أرضه لهم، أو يقوم بعملية السمسرة لبيعها.
وقد ذكرت تقارير حكومة الانتداب السنوية إلى اللجنة الدائمة للانتدابات في عصبة الأمم في جنيف أن سبب قلة انتقال الأراضي إلى اليهود هو المجلس الإسلامي الأعلى.
تم تأسيس الجيش العراقي تحت الانتداب البريطاني في العراق، وتكون هذا الجيش من 1500 جندي، وكان الفريق جعفر العسكري أول من تولى وزارة الدفاع العراقية، واستمر هذا الجيش قائما حتى ألغاه الاحتلال الأمريكي في مايو 2003م.
استمرت حركة المقاومة في ليبيا حتى نشوب الحرب العالمية الأولى سنة (1332هـ / 1914م)، ودخلت إيطاليا الحرب إلى جانب الحلفاء، بينما كانت تركيا حليفا لألمانيا، ومن ثم فقد جاهرت تركيا بمساندتها وتأييدها لليبيين بقيادة أحمد السنوسي، ومناصرتهم في حربهم ضد عدوهم المشترك.
ولكن ما لبثت العلاقات أن تعقدت بين السنوسي والأتراك الذين نجحوا في الوقيعة بينه وبين الإنجليز فأغلقوا بدورهم طريق مصر في وجهه، وازداد الأمر حرجا مع سوء الأحوال الاقتصادية وحدوث المجاعة التي أودت بحياة مئات الليبيين نتيجة انتشار الأمراض، وتفشي وباء الطاعون، الأمر الذي اضطر السنوسي إلى التفاوض مع القوتين المتحالفتين: إنجلترا وإيطاليا في (24 من جمادى الآخرة 1335هـ / 16 من إبريل 1917م).
وقد أسفرت تلك المفاوضات عن اتفاق "عكرمة" الذي حدد مناطق نفوذ لكل من السنوسيين والإيطاليين، كما نص على إيقاف الحرب، وأتاح حرية التنقل بين كلتا المنطقتين.
وتم عقد اتفاق آخر بعد ذلك، عرف باتفاق "الرجمة"، تم بموجبه الاعتراف بالسنوسي حاكما مدنيا وزعيما للقسم الداخلي من برقة، ومنح لقب أمير، وأصبحت تلك المنطقة تخضع لنظام حكم وراثي ينحصر في السنوسي وأولاده من بعده.
حدثت أزمة حدودية بين نجد والكويت حول واحة البلبول جنوب الكويت والتي تبعد عن ميناء الجبيل عشرين ميلا عند ما بنى فيها سالم الصباح حاكم الكويت حصنا فاحتج الملك عبدالعزيز وكتب لابن الصباح يؤكد فيها أن البلبول ضمن أراضيه ويطلب منه وقف التوسع في بناء الحصون لكن ابن صباح رفض هذا التحذير فبنى الملك عبدالعزيز قرية بالقرب من البلبول وعلى الرغم من حدوث سلسلة من المراسلات والاتصالات التي توسطت بها بريطانيا بين الطرفين إلا أن المواجهة العسكرية قد حدثت بين الطرفين في الجهراء عندما هجم فيصل الدويش زعيم مطير وأحد قادة الإخوان على الجهراء -قرية كبيرة في الكويت- ومعه أربعة آلاف مقاتل من الإخوان ووصل الدويش إلى الصبيحة شمالا وهجموا على قوات ابن الصباح الذين تقهقروا إلى القصر الأحمر، وقرر الإخوان الانسحاب والعودة إلى الصبيحة وعدم التوغل في الكويت، فطلب ابن الصباح نجدة السلطات البريطانية فوصلت طائرات بريطانية من العراق وحلقت فوق قوات الإخوان وألقت عليهم المنشورات تأمرهم بالتراجع عن الصبيحة فانسحب الدويش بقواته لما أدرك تصميم السلطات البريطانية على حماية الكويت، وأرسل برسي كوكس المعتمد البريطاني في الخليج إلى الملك عبدالعزيز يحتج على اعتداء الإخوان على الكويت وطلب منه أن يسحب قواته إلى أراضيه فوافق الملك عبدالعزيز وتعهد بعدم الهجوم على الكويت إذا ما كف سالم بابن الصباح عن التآمر على نجد والتعاون مع خصومه وخاصة ابن رشيد.
ثم ارسل الملك عبدالعزيز إلى كوكس يؤكد له أنه لم يأمر الدويش بالهجوم على الجهراء وإنما تحشد سالم ابن الصباح قواته زاد من توتر الموقف ثم أغارت قوات ابن الصباح على أتباعه وسلبت الأموال والجمال وقتلت الرجال ثم عادت إلى الجهراء.