Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


تولى خير الدين التونسي منصب رئاسة الوزراء في الدولة العثمانية.

ولد خير الدين في القفقاس لعائلة تليش الأباظية الشركسية، حوالي عام 1820م.
 تعهده والي تونس الداي أحمد، وهيأ له فرص الاستزادة من العلوم، فأكب على دراسة الفنون العسكرية والسياسية، والتاريخ والعلوم الشرعية، وأتقن اللغات العربية والتركية والفرنسية.

أصبح رئيسا لمكتب العلوم الحربية بباردو عام 1840م، ثم أصبح رئيسا لفرقة الفرسان في الجيش التونسي.

وعين مديرا لمصرف الدراهم التونسي.

وفي عام 1849م رقي إلى رتبة ومنصب أمير لواء الخيالة في تونس، وفي عام 1855م أنعم عليه الباي المشير محمد باشا برتبة الفريق؛ لإنقاذه تونس من قرض مالي ثقيل كاد الباي السابق أن يندفع إليه.

ثم عينه وزيرا للبحرية عام 1857‏م حيث أجرى عدة إصلاحات إدارية.

وساهم في صياغة وإصدار قانون (عهد الأمان) التونسي عام 1857م.

وشارك في وضع الدستور التونسي عام 1860‏م.

وعند إنشاء مجلس الشورى التونسي المنتخب كان خير الدين باشا الرئيس الفعلي للمجلس من عام 1861‏م.

اصطدم مع سياسة الباي الجديد محمد الصادق فقدم استقالته من الوزارة ومن رئاسة مجلس الشورى عام 1862م وفرض على نفسه العزلة السياسية لمدة تسع سنوات بين عامي 1862م و1869م.

وكان من نتائج عزلته تلك تأليفه الكتاب الشهير الذي أسماه ((أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك)) والذي تم طبعه في تونس عام 1867 ‏م.

بعد ذلك شارك مندوبا عن تونس في اللجنة المالية المختلطة المشكلة لتحصيل ديون الدول الأوروبية من تونس، فاستطاع الحد من نفوذ اللجنة وتدخلها في شؤون الدولة.

‏وفي أكتوبر 1873م عين وزيرا أكبر لتونس (أي رئيسا للوزراء) فسنحت له فرصة تحقيق برامجه الإصلاحية التي طرحها في كتابه (أقوم المسالك) واستطاع نقل تونس من حالة الكرب والضيق والفوضى إلى حالة من الأمن والرخاء والنظام.

وتصدى بحزم للمطامع الأجنبية في بلاده، وخاصة المطامح الفرنسية والإيطالية المتنافسة.

ولكنه فوجئ بمعاتبة الباي له وغضبه من سياسته في التحمس لإعانة الدولة العثمانية في حربها ضد روسيا، فقدم استقالته من رئاسة الوزارة في يوليو1877م.

‏وبعد استقالته ضيق عليه الباي الخناق ومنعه من الاتصال بالناس، فكان معتقلا في منزله.

وقد سافر للعلاج ثم عاد إلى تونس وظل شبه معتقل حتى استدعاه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني فسافر إلى الأستانة في رمضان 1877م حيث استقبله السلطان وعينه وزير دولة بعد رفضه منصب وزير العدل.

ولكنه فوجئ في صباح يوم 4 ‏ديسمبر 1878م بتعيينه رئيسا لوزراء الدولة العثمانية.

وكانت الدولة العثمانية وقتها في ضيق وحرج كبير؛ فالجيش الروسي يقف على عتبات العاصمة استانبول، والأسطول البريطاني في مضيق البوسفور، والاقتصاد متدهور، وهناك المشكلة الأرمينية، ومشاكل في قبرص والبوسنة! فسارع خير الدين باشا إلى عقد اتفاق مع الروس يضمن مصالح المسلمين في بلغاريا وروملي الشرقية،كما انسحب الأسطول البريطاني من مضيق البوسفور، وسوى الخلافات مع النمسا، وحلت مشكلة الأرمن، واستبدل بالخديوي إسماعيل ابنه توفيقا في مصر.

وقد اختلف كثيرا مع السلطان عبد الحميد الثاني ورجال حاشيته إبان توليه رئاسة الوزراء، فكان أن عزل من منصبه في شعبان 1296 ‏هـ ( 1879 ‏م) وعاش بعدها بعيدا عن السياسة حتى توفي بعد عشر سنوات في الأستانة عام 1889‏م ودفن في جامع أيوب، إلا أن الحكومة التونسية بادرت في عام 1968‏م إلى نقل رفاته ودفنه في تونس تقديرا لخدماته، وقد أطلق عليه الشعب التونسي لقب ((أبو النهضة التونسية)).


كان للخديوي إسماعيل خصوم في مصر وفي الأستانة، مع تزايد التدخل الأوربي السافر في شؤون مصر، فكانت القناصل الأوربية يضغطون عليه ليقيل نفسه، وفي استانبول كان بعض السفراء يحثون السلطان على إصدار قرار العزل، ومن الأسباب التي اتخذتها الحكومات الأوربية للمطالبة بعزله الانقلاب السياسي الذي قام به إسماعيل سنة 1879م (سنة عزله) وأنهى به عهد حكم حملة السندات، باستقالة النظارة المصرية الإنجليزية الفرنسية، وتأليف نظارة مصرية صميمة، كما حقدت عليه فرنسا لبيعه أسهم قناة السويس لإنكلترا دون أن يبيعها لفرنسا، وأما بريطانيا فكان هدفها من عزله هو تمهيد الطريق لها للانفراد باحتلال مصر عسكريا وبسط حماية مقنعة عليها، وباقي الدول كانت تتذرع بالديون التي لها عليه، ثم صدر المرسوم السلطاني بعزل إسماعيل وتولى الصدر الأعظم خير الدين التونسي إبلاغ إسماعيل بالقرار في ضحى يوم 26 حزيران سنة 1879م وأبلغ بذلك أيضا ولي العهد توفيق بن إسماعيل، وأما القنصلان الفرنسي والبريطاني فطلبا من إسماعيل التنازل قبل أن يصل الأمر التام من السلطان، وهدده القنصل الفرنسي بالنفي دون أن يحمل معه شيئا، وكان المرشح للجلوس مكانه هو حليم باشا عم إسماعيل، لكن تحت الضغط البريطاني ألغي ترشيحه، ثم تم تعيين ابنه توفيق مكانه، ثم تحدد يوم الاثنين 30 حزيران 1879م موعدا لمغادرة الخديوي إسماعيل عن مصر، ثم أبحرت به الباخرة المحروسة إلى إيطاليا التي امتنعت من استقباله، وظل شهرا في البحر هو وأهله ثم أذن لهم بعد ذلك بالنزول إلى البر!