Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية، وتمكنت من إخراج العثمانيين من السواحل الشرقية للبحر الأسود، وقامت باحتلال رومانيا التي كانت تابعة للدولة العثمانية في تلك الفترة.
كانت رأس الخيمة قد أعلنت ولاءها للدولة السعودية الأولى، ولجأ إليها عدد من الذين فروا من الدرعية بعد استسلام الإمام عبد الله بن سعود، وجدد أهل رأس الخيمة ولاءهم لتركي بن عبد الله، حيث قدم إليه وفد منهم يطالبون بقاض ومعلم وسرية، فأرسل معهم سرية بقيادة عمر بن عفيصان لحمايتهم من خصومهم، ومعه قاض هو الشيخ محمد بن عبد العزيز العوسجي قاضي بلدان المحمل زمن الإمام سعود، وأصبحت واحة البريمي مركزا للقوة السعودية في تلك الجهات.
هو الإمام العلامة الشيخ عبد العزيز بن الشيخ الإمام حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر من آل معمر أهل العيينة، وهم من بين سعد بن زيد مناة بن تميم، ولد في الدرعية مركز الحركة العلمية في ذلك الحين سنة 1203هـ ونشأ في وسط العلماء العاملين الذين كانت تزخر بهم الدرعية ونجد في ذلك الزمن، فكان من شيوخه والده الشيخ حمد بن ناصر بن معمر، والشيخ الإمام عبد الله ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والشيخ العلامة المؤرخ أبو بكر حسين بن غنام، والشيخ أحمد بن حسين بن رشيد بن عفالق الحنبلي نزيل الدرعية، وغيرهم من العلماء، فمهر في جميع العلوم والفنون فصار عالما محققا وفقيها متبحرا، له اليد الطولى والباع الواسع في التصنيف والتأليف ونشر العلم وتخريج الكثير من الطلاب، والرد على المعارضين، وله عدة مصنفات وفتاوى ورسائل وأشعار، ومن أشهر مصنفاته وأجلها الكتاب المسمى: منحة القريب العجيب في الرد على عباد الصليب، ومن مصنفاته أيضا: اختصار نظم ابن عبد القوي للمقنع.
أخذ عنه العلم وانتفع به كثير من العلماء، وفي زمنه جرى على الديار النجدية والدولة السعودية ما جرى من التقتيل والتخريب، فدمرت الدرعية وتشتت علماؤها وقادة الدعوة الذين كانوا بها؛ أخرجهم إبراهيم باشا من أوطانهم ونفاهم إلى مصر، وفر الشيخ عبد العزيز بن معمر من الدرعية إلى البحرين، وكان لا يزال شابا في العقد الثالث من عمره، فأقام بها ولم تنقطع صلته بآل الشيخ الذين نقلوا إلى مصر، فكان يكاتب الشيخ عبد الرحمن بن حسن بأشعار يتوجع فيها على ما حل بنجد من الدمار والخراب.
أرسل شيخ البحرين عبد الله بن خليفة عليه شبهة كتبها قسيس نصراني إنجليزي عجز عن الرد عليها علماء البحرين والأحساء، فتناوله الشيخ عبد العزيز وأمعن النظر فيه وقال: تأخذون مني دحض هذه الشبهة بعد شهر إن شاء الله تعالى، فلبث شهرا وأتم الرد وبعث به إلى الأمير وفرح به أشد الفرح، ودعي القسيس الإنكليزي وأعطاه الرد، فلما طالعه عجب له واندهش جدا لما كان يظنه من عجز علماء البحرين، وقال: هذا الرد لا يكون من هنا وإنما يكون من البحر النجدي، فقال له الأمير: نعم، إنه أحد طلبة العلم النجديين.
أقام الشيخ عبد العزيز في البحرين حتى توفي فيها.