Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


سير سلمان باشا والي العراق العساكر الكثيرة من العراق والأكراد والمحمرة، ومعهم من البوادي عربان المنتفق مع رئيسهم حمود بن ثامر، وعربان آل بعيج، والزقاريط وآل قشعم، وجميع بوادي العراق، وعربان شمر والظفير، وسار معه أهل الزبير وما يليهم، وجعل على قيادة الحملة وزيره علي كيخيا، واتفق له قوة هائلة من المدافع والقنابر وآلات الحروب، واجتمع معه جموع كثيرة، حتى قيل إن الخيل الذي يعلق عليها ثمانية عشر ألف, فسار علي كيخيا بجميع تلك الجموع وقصد الأحساء، فلما نزل فيها تابعه أهل المبرز والهفوف وقرى الشرق وجميع نواحيه، ونقضوا العهد مع دولة الدرعية, وامتنع على حملة علي كيخيا قصر الصاهود بالمبرز وحصن الهفوف، فزحف بجنوده على قصر الصاهود وحاصره شهرين، وبذل كل الأسباب لفتح بسوق الأبطال والرمي المتواصل بالمدافع والقنابر، وحفر حفرا في السور ملأها بالبارود، ثم ثورها عليهم دون طائل حتى وقع فيهم الفشل، ولم يكن في داخل هذا القصر إلا 100 رجل أكثرهم من نجد مع سليمان بن محمد بن ماجد الناصر من أهل ثادق، وكان يتصف بالشجاعة فثبت هو ومن معه ولم يعطوا الدنية لعدوهم حتى بطل كيدهم ووقع في قلوب الكيخيا وعساكره الملل والتخاذل, فارتحلوا راجعين وتركوا الأحساء، وانهزم معهم أهل الأحساء الخائنون الذين نقضوا العهد، وتركوا محالهم وأمتعتهم وأموالهم، وقيل: لما أراد الكيخيا ومن معه الارتحال جمعوا سلالمهم وزحافات الخشب والجذوع التي أعدوها لحفر الحفر والجدران، وشيئا من خيامهم ومتعهم وطعامهم وأشعلوا فيه النيران.

أما الذين امتنعوا على الكيخيا في قصر الهفوف فرئيسهم إبراهيم بن عفيصان لم يقع عليهم حصار، ولكن حاولوا مرارا عديدة لفتحه ولم يحصلوا على طائل, وكان الأمير سعود قد سار بأهل نجد من البادي والحاضر وقصد الأحساء، فلما علم برجوع الكيخيا رحل من مكانه, ونزل على ثاج الماء المعروف في ديار بني خالد، فجمع الله بينه وبين الكيخيا على غير ميعاد، فنزل الكيخيا الشباك ماء قريب من ماء ثاج, فجرى بينهم محاولة خيل وطراد، وأقاموا على ذلك أياما، ثم ألقي في قلب الكيخيا وجنوده الرعب ووقع فيهم الفشل وطلبوا الصلح، وأن كلا من الفريقين يرحل على عافية وحقن دماء.

وصالحهم سعود على ذلك وارتحلوا إلى أوطانهم، ثم رحل سعود ونزل الأحساء ورتب حصونه وثغوره، وأقام فيه قريبا من الشهرين، واستعمل فيه أميرا سليمان بن محمد بن ماجد الناصر، ثم رحل سعود إلى وطنه قافلا.


حج ركب من أهل نجد في هذا العام، فيهم علي ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأخوه إبراهيم، وإبراهيم بن سدحان رئيس بلد شقراء، ورفقة معهم من أهل الوشم وأهل القصيم، وقضوا حجهم ورجعوا سالمين، وذلك أن الشريف بعد وقعة الخرمة سنة 1212 أرسل إلى الإمام عبد العزيز وطلب الصلح والمهادنة، فأجابه إلى ذلك وأذن لأهل نجد بالحج بعد أن كانوا ممنوعين منه منذ عقود.


بعد عودة القوات الفرنسية من الشام إلى مصر انتصر بونابرت في معركة أبو قير البرية على قوة عثمانية اتخذت طريقها في رودس إلى مصر، وكان من أهم نتائج هذه الموقعة حصول بونابرت من القائد العثماني مصطفى باشا الذي وقع في الأسر على معلومات تفيد بأن حربا عامة في أوروبا قد اندلعت ضد فرنسا.


بعد رحيل نابليون بونابرت إلى فرنسا أقبل كليبر على تصريف الأمور بكل همة، فأعد تنظيم الحكومة وقسم القطر المصري إلى ثمانية أقاليم إدارية، وبادر بالكتابة إلى الصدر الأعظم ينفي رغبة فرنسا في انتزاع مصر من تركيا، ويذكر الأسباب التي جعلت فرنسا ترسل حملتها إلى مصر، وهي محاولة إلقاء الرعب في قلوب الإنجليز، وتهديد ممتلكاتهم في الهند، وإرغامهم على قبول الصلح مع فرنسا، بالإضافة إلى الانتقام مما لحق بالفرنسيين من أذى على أيدي المماليك، وتخليص مصر من سيطرة البكوات وإرجاعها إلى تركيا، ثم طلب كليبر من الصدر الأعظم فتح باب المفاوضات من أجل جلاء الفرنسيين عن مصر، وقد جرت هذه المفاوضات بالفعل في مدينة العريش، وأسفرت عما يسمى باتفاقية العريش (24 يناير 1800م) التي نصت على: جلاء الفرنسيين عن مصر بكامل أسلحتهم وعتادهم، وعودتهم إلى فرنسا.

هدنة ثلاثة شهور قد تطول مدتها إذا لزم الأمر، ويتم خلالها نقل الحملة.

الحصول من الباب العالي أو حلفائه- أي الإنجليز وروسيا- على بلاده على أن تتعهد تركيا وحلفاؤها بعدم التعرض لهذا الجيش بأي أذى.

غير أن الحكومة البريطانية عندما بلغتها أنباء مفاوضات العريش كانت قد اتخذت موقفا من شأنه تعطيل اتفاقية العريش عن إبرامها؛ إذ كانت تخشى من أن يعود جيش فرنسا المحاصر في مصر إلى ميادين القتال في أوروبا، فترجح كفة الجيوش الفرنسية ويختل ميزان الموقف العسكري في القارة.

ولما كان من المعتقد في ضوء رسائل الضباط والجنود الفرنسيين إلى ذويهم في فرنسا- والتي وقعت في أيدي رجال البحرية البريطانية- أن الحملة الفرنسية تمضي ببطء داخل الأراضي المصرية؛ فقد فضلت حكومة لندن أن يبقى الفرنسيون في مصر أو يسلموا أنفسهم كأسرى حرب؛ ولذلك أصدرت في 15 ديسمبر 1799م أوامر صريحة إلى اللورد سدني سميث القائد العام للأسطول البريطاني في البحر المتوسط برفض أي اتفاق أو معاهدة بشأن الجلاء عن مصر، طالما كان هذا الاتفاق لا ينص على ضرورة أن يسلم الفرنسيون أنفسهم كأسرى حرب تسليما مطلقا دون قيد أو شرط، فأعد سدني سميث رسالة بهذا المعنى إلى كليبر وصلته في أوائل مارس 1800م.


لما قام نابليون بونابرت بغزو مصر استغلت بريطانيا الظروف لوضع العراقيل أمام الفرنسيين للحفاظ على مركزها في الهند، وقد تولى ولزلي الحاكم البريطاني في الهند هذه المهمة؛ إذ بعث ميرزا مهدي علي خان المقيم البريطاني في بوشهر إلى مسقط لعقد معاهدة مع سلطان بن أحمد تهدف إلى إبعاد مسقط عن الفرنسيين؛ حيث تعتبر مسقط مفتاح باب الخليج العربي، ولمنع بقاء العلاقات العمانية الفرنسية، ووقعت المعاهدة ولكنها لم تضع حدا لتردد مسقط في سياستها مع فرنسا؛ لذا عادت وأكدت المعاهدة بعد سنتين ونصت على إقامة مائة موظف إنجليزي نيابة عن الشركة في ميناء مسقط بشكل دائم، ويكون وكيلا تجاريا عن طريقه جميع المعاملات بين الدولتين.


رأى القائد الفرنسي نابليون بونابرت أن السيطرة على فلسطين ضرورة حيوية لحماية وتأمين مصالح الإمبراطورية الفرنسية، فهي من جهة تأخذ لفرنسا نصيبها من تركة الخلافة العثمانية التي كانت تحتضر آنذاك، ومن جهة أخرى تمكنه من الفوز في السباق مع منافسته بريطانيا، كما تحقق له حلمه الكبير في السيطرة على مصر التي كان يعتبرها أهم بلد في العالم.

وكان نابليون أول زعيم أوروبي يعرض على اليهود إقامة وطن لهم في فلسطين إذا ما ساعدوه في حملته على مصر وفلسطين، بحيث تقام لهم دولة يهودية تكون تابعة للنفوذ الفرنسي.

ولقد وجه نابليون إلى اليهود-ليوظفهم في مشروعه الاستعماري- رسالة يستحثهم فيها على الانضمام إليه، ويعدهم فيها ويمنيهم.

وقد اتضح أن هذا البيان الذي ادعي أنه صادر عن قيادة نابليون في القدس لم يكن أكثر من زهو حربي؛ لأن نابليون لم يقترب بفرقته قط من القدس، بل تقهقرت من فلسطين إلى مصر بحرا بعد هزيمته في عكا، ولم يكن هناك أي أمل في أن يفي بوعده الذي قطعه في بيانه.

لكن هذا لا يعني أن البيان كان التفاتة خالية من المعنى، فهو: "يعد بمثابة اعتراف دولي بوجود قومي لليهود، واعتقاد ببعث أمة يهودية في فلسطين، فملايين اليهود المشتتين في أوروبا يجب أن يجمعوا في نهاية المطاف في دولة يهودية في فلسطين تخدم المصالح الاستعمارية الفرنسية"!