Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


سار الأمير سعود بن عبد العزيز من جميع نواحي نجد وعربانها وقصد الشمال، وأغار على سوق الشيوخ المعروف عند البصرة، وقتل منهم قتلى كثيرة وهرب أناس وغرقوا بالشط، ثم قصد جهة السماوة فأتاه عيونه وأخبروه بعربان كثير مجتمعين في الأبيض الماء المعروف قرب السماوة, فنازلهم على مائهم ذلك, وكانت تلك العربان كثيرة من عربان شمر ورئيسهم مطلق بـن محمد الجربا الفارس المشهور، ومعه عدة من الظفير، وعربان آل بعيج والزقاريط وغيرهم, ونازلهم سعود وحصل بينهم قتال شديد حتى حمل عليهم سعود ومن معه فدهموهم في منازلهم وبيوتهم، فقتل عدة من فرسان شمر وآل ظفير، وقتل مطلق الجربا قائدهم، فانهزمت القبائل التي معه، وغنم سعود أكثر محلتهم وإبلهم وأمتاعهم.


سار الشريف غالب بن مساعد شريف مكة بالعساكر العظيمة من البادية والحاضرة وأهل مصر والمغاربة؛ سار في عدد عظيم وعدة وكمية هائلة من المدافع والآلات وتوجه إلى بلد رنية ونازل أهلها وحاصرها، ودمر فيها نخيلا وزروعا ووقع بينه وبين أهلها قتال شديد قتل فيه من عسكر الشريف غالب عدة قتلى، وأقام محاصرها عشرين يوما، ثم ارتحل منها إلى بيشة، ونازل أهلها وحصل بينهم قتال، وكان له في البلد بطانة فمالوا معه فظفر بها ودخلوا في طاعته وأقام عليها أياما، وكان قبل حصاره بلد رنية وبيشة أغار على قبائل قحطان وأخذ عليهم إبلا كثيرة وأمتعة، وقتل عدة قتلى منهم.

يقول الشوكاني عن قتال الشريف غالب لدولة نجد: "كثيرا ما يجمع الشريف غالب الجيوش ثم يغزو أرض نجد فيصل أطرافها فيبلغنا أنه يقوم لحربه طائفة يسيرة من أطراف البلاد فيهزمونه ويعود إلى مكة، وآخر ما وقع منه ذلك سنة 1212 فإنه جمع جيشا كثيرا وغزا نجدا وأوقع ببعض البلاد الراجعة إلى سلطان نجد المذكور، فلم يشعر إلا وقد دهمه جيش لا طاقة له به، أرسله صاحب نجد، فهزمه واستولى على غالب جيشه قتلا وأسرا، بل جاءت الأخبار بأنه لم يسلم من جيش الشريف إلا طائفة يسيرة، وقتل جماعة من أشراف مكة في المعركة، وتمت الهزيمة إلى مكة، ولو ترك الشريف ذلك واشتغل بغيره، لكان أولى له؛ فإن من حارب من لا يقوى لحربه جر إليه البلوى، فإن صاحب نجد تبلغ عنه قوة عظيمة لا يقوم لمثلها الشريف؛ فقد سمعنا أنه قد استولى على بلاد الحسا والقطيف وبلاد الدواسر وغالب بلاد الحجاز، ومن دخل تحت حوزته أقام الصلاة والزكاة والصيام وسائر شعائر الإسلام، ودخل في طاعته من عرب الشام الساكنين ما بين الحجاز وصعدة غالبهم، إما رغبة وإما رهبة، وصاروا مقيمين لفرائض الدين بعد أن كانوا لا يعرفون من الإسلام شيئا ولا يقومون بشيء من واجباته إلا مجرد التكلم بلفظ الشهادتين على ما في لفظهم بها من عوج، وبالجملة فكانوا جاهلية جهلاء كما تواترت بذلك الأخبار إلينا، ثم صاروا الآن يصلون الصلوات لأوقاتها ويأتون بسائر الأركان الإسلامية على أبلغ صفاتها"


قاد مناع أبو رجلين الحملة الثانية على الكويت بعد حملة إبراهيم بن عفيصان، وكان النصر حليف قوات دولة الدرعية، واضطر آل صباح إثر هذه الحملة إلى أن يحيطوا الكويت بسور منيع حتى تستطيع صد العمليات العسكرية الموجهة ضدها.


لم يلبث الشريف غالب شريف مكة بعد هزيمته في الخرمة أن صالح الإمام عبد العزيز وبايعه وأذن له ولأتباعه بالحج.


يقول الجبرتي: "كانت الفرنسيس حين دخولهم بالإسكندرية كتبوا مرسوما وطبعوه وأرسلوا منه نسخا إلى البلاد التي يقدمون عليها؛ تطمينا لهم، ووصل هذا المكتوب مع جملة من الأسارى الذين وجدوهم بمالطة وحضروا صحبتهم، وحضر منهم جملة إلى بولاق، وذلك قبل وصول الفرنسيس بيوم أو بيومين، ومعهم منه عدة نسخ، ومنهم مغاربة وفيهم جواسيس وهم على شكلهم من كفار مالطة ويعرفون باللغات, وصورة ذلك المكتوب: "بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله لا ولد له ولا شريك له في ملكه، من طرف الفرنساوية المبني على أساس الحرية والتسوية، السير عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية بونابارته يعرف أهالي مصر جميعهم أن من زمان مديد الصناجق الذين يتسلطون في البلاد المصرية يتعاملون بالذل والاحتقار في حق الملة الفرنساوية؛ يظلمون تجارها بأنواع الإيذاء والتعدي، فحضر الآن ساعة عقوبتهم وأخرنا من مدة عصور طويلة هذه الزمرة المماليك المجلوبين من بلاد الأزابكة والجراكسة يفسدون في الإقليم الحسن الأحسن الذي لا يوجد في كرة الأرض كلها، فأما رب العالمين القادر على كل شيء فإنه قد حكم على انقضاء دولتهم، يا أيها المصريون، قد قيل لكم إنني ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم، فذلك كذب صريح، فلا تصدقوه، وقولوا للمفترين إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين، وإنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى وأحترم نبيه والقرآن العظيم، وقولوا أيضا لهم إن جميع الناس متساوون عند الله، وإن الشيء الذي يفرقهم عن بعضهم هو العقل والفضائل والعلوم فقط، وبين المماليك والعقل والفضائل تضارب، فماذا يميزهم عن غيرهم حتى يستوجبوا أن يتملكوا مصر وحدهم ويختصوا بكل شيء أحسن فيها من الجواري الحسان والخيل العتاق والمساكن المفرحة، فإن كانت الأرض المصرية التزاما للمماليك فليرونا الحجة التي كتبها الله لهم، ولكن رب العالمين رؤوف وعادل وحليم، ولكن بعونه تعالى من الآن فصاعدا لا ييأس أحد من أهالي مصر عن الدخول في المناصب السامية وعن اكتساب المراتب العالية؛ فالعلماء والفضلاء والعقلاء بينهم سيدبرون الأمور، وبذلك يصلح حال الأمة كلها، وسابقا كان في الأراضي المصرية المدن العظيمة والخلجان الواسعة والمتجر المتكاثر، وما أزال ذلك كله إلا الظلم والطمع من المماليك، أيها المشايخ والقضاة والأئمة والجربجية وأعيان البلد، قولوا لأمتكم إن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون، وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا في رومية الكبرى وخربوا فيها كرسي الباب الذي كان دائما يحث النصارى على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطة وطردوا منها الكواللرية الذين كانوا يزعمون أن الله تعالى يطلب منهم مقاتلة المسلمين، ومع ذلك الفرنساوية في كل وقت من الأوقات صاروا محبين مخلصين لحضرة السلطان العثماني وأعداء أعدائه، أدام الله ملكه، ومع ذلك إن المماليك امتنعوا من إطاعة السلطان غير ممتثلين لأمره، فما أطاعوا أصلا إلا لطمع أنفسهم، طوبى ثم طوبى لأهالي مصر الذين يتفقون معنا بلا تأخير، فيصلح حالهم وتعلو مراتبهم، طوبى أيضا للذين يقعدون في مساكنهم غير مائلين لأحد من الفريقين المتحاربين، فإذا عرفونا بالأكثر تسارعوا إلينا بكل قلب، لكن الويل ثم الويل للذين يعتمدون على المماليك في محاربتنا فلا يجدون بعد ذلك طريقا إلى الخلاص، ولا يبقى منهم أثر".


لما اجتمعت الدول الثلاث العثمانيون والإنجليز والروس على حرب نابليون بونابرت في مصر، تأكد لديه أهمية مفاجأتهم باحتلال بلاد الشام، وأن من يحتل مصر لا يكون آمنا فيها إلا إذا احتل بلاد الشام, فعزم على احتلالها قبل وصول القوات العثمانية والإنجليزية إليها, فخرج من مصر ومعه ثلاثة عشر ألف مقاتل، قاصدا بلاد الشام من طريق العريش، فاحتلها ثم أخذ غزة والرملة ويافا, ثم رحل من يافا لعكا.


ظلت الكتابة في مصر تعتمد على النسخ اليدوي حتى نهاية القرن الثامن عشر، فلم يعرف وادي النيل المطابع إلا مع قدوم نابليون بونابرت لمصر، الذي جلب معه من الفاتيكان أول مطبعة أنشأها في بولاق بالقاهرة، وكان قد حمل معه ثلاث مطابع مجهزة بحروف عربية ويونانية وفرنسية، وكان الهدف الأساسي لهذه المطابع هو طباعة المنشورات والأوامر، وكانت تقوم بعملها في عرض البحر، حتى دخلت الحملة القاهرة، فنقلت إليها، وعرفت بالمطبعة الأهلية، وتوقفت هذه المطبعة بانتهاء الحملة الفرنسية عام 1801م.


كان بونابرت وقت اندلاع المعركة خارج القاهرة، فعاد إليها مسرعا ونصب المدافع على تلال المقطم لتعاون مدافع القلعة في إطلاق القنابل على حي الأزهر، مركز حركة الجهاد وشعلته المتأججة.

ففي اليوم الثاني للثورة (22 أكتوبر) حين شرع الثوار في مهاجمة مقر القيادة الفرنسية العامة بحي الأزبكية، كان الجنود الفرنسيون يهاجمون الجامع الأزهر، ثم دخلوه وهم راكبون الخيول وسلبوا ما كان فيه من الودائع وألقوا الكتب والمصاحف على الأرض وداسوها بأرجلهم ونعالهم! وظل الجنود الفرنسيون يحتلون الأزهر حتى ذهب وفد من مشايخه إلى بونابرت يطلبون منه الجلاء عنه، فكان ذلك نهاية للثورة التي استمرت ثلاثة أيام (21-23 أكتوبر) وانتقم الفرنسيون من المسلمين في القاهرة وضواحيها أبشع انتقام، فنهبوا ديار حي الأزهر والأحياء المجاورة، وأعدموا صغار المشايخ الذين حرضوا على الثورة وصادروا ممتلكاتهم، وأحاطوا القاهرة وضواحيها بالحصون والقلاع والمعاقل، وهدموا في سبيل ذلك الشيء الكثير من المنازل والقصور.


كان الهجوم الفرنسي على مصر يعتبر أول هجوم صليبي على ولاية عربية من ولايات الدولة العثمانية في التاريخ الحديث، وعلى الفور أعلن السلطان سليم الثالث الجهاد على الفرنسيين الصليبيين واستجاب لدعوته المسلمون في الحجاز والشام وشمال أفريقيا, فمن الحجاز خرجت جموع من المسلمين بقيادة محمد الكيلاني، وتكونت من مسلمي الوجه القبلي في مصر وخاصة عرب الهوارة، وأهالي النوبة، وقوات مراد بك جبهة حربية إسلامية في مواجهة جبهة حربية نصرانية كانت تتألف من القوات الفرنسية النهرية والبرية، والفيالق القبطية بقيادة المعلم "يعقوب يوحنا" في الجيش الفرنسي، وبرغم كل وسائل التودد، فقد أبدى المصريون عدم تقبلهم للفرنسيين.


بعد أن احتل الفرنسيون يافا اتجهوا إلى عكا بلد أحمد الجزار، فحاصروها وهاجموها مرارا على مدى ستين يوما، لكنهم لم يتمكنوا من فتحها بسبب مناعة حصونها, ووصول المدد إليها تباعا من طريق البحر, واستيلاء الأميرال الإنجليزي سدني سميث على مدافع الحصار التي أرسلها بونابرت من مصر لإطلاقها على أسوار عكا، ولتيقظ أحمد باشا الجزار قائد حاميتها، وإفساده الألغام التي زرعها الفرنسيون, وشدة وطأة وباء الملاريا ثم الطاعون الذي فتك بالفرنسيين فتكا ذريعا.

ولما بلغ نابليون تحرك جيش دمشق العثماني لإنقاذ مدينة عكا، أرسل كليبر مع فرقة من الجيش لمحاربته ومنعه من الوصول إليها.

أمام هذه التحديات لعمليات بونابرت في بلاد الشام وتيقنه عدم نجاحه فيها، اضطر بونابرت إلى رفع الحصار عن عكا والتراجع إلى مصر, ولكي يسرع من تحرك الجيش، أمر بأن يدس السم لكل جندي فرنسي مصاب بالمرض؛ كي لا يكون هناك ما يلكئ المسير!


كانت بريطانيا تتابع الأطماع الفرنسية في مصر وغيرها بدقة متناهية، وعندما تحركت الحملة الفرنسية ووصلت إلى مصر، أرسلت أسطولا بقيادة الأميرال نلسون لتعقب الحملة الفرنسية، وفاجأ نلسون الأسطول الفرنسي وهو رابض في خليج أبي قير بعد أن أنزل قوات الحملة في الإسكندرية، واشتبك معه في معركة أدت إلى إغراق المراكب الفرنسية في أول أغسطس 1718م، وقد كانت إنكلترا عرضت المساعدة على العثمانيين؛ خوفا على مصالحها البحرية في الهند.


كان أول ما حضر إلى الإسكندرية في أول هذه السنة مراكب للإنجليز زعموا أنهم جاؤوا ليحموا الثغر من الفرنسيين، فإنهم في طريقهم لاحتلال مصر, ولكن أهل الإسكندرية ظنوا أن هذه مخادعة وقالوا: هذه بلاد السلطان، لا سبيل للإنجليز ولا للفرنسيين عليها، فرحل الإنجليز، ومع ذلك لم يفعل أمراء البلد شيئا، أما أهل الإسكندرية فجمعوا العربان وتهيأ الناس لمثل هذا الحدث، ثم وصلت مراكب الفرنسيين وطلبوا القنصل وبعض أهالي البلد، فلما نزلوا إليهم عوقوهم، فلما دخل الليل طلعوا إلى البر ومعهم آلات الحرب والعساكر، ولم يفجأ أهل الثغر صباحا إلا وهم كالجراد المنتشر، فلم يستطع أهل الثغر ومن انضم إليهم من العربان فعل شيء أمامهم، فانهزموا إلى البيوت والحيطان، فطلبوا الأمان فأمنوهم وطلبوا جمع السلاح من الأهالي، ثم سار الفرنسيون إلى البر الغربي ووصلوا دمنهور ورشيد، وكان نابليون نشر في أنحاء مصر مع الرسل قبل وصوله إلى كل بلد أنه ما جاء إلى مصر إلى ليخلصهم من ظلم المماليك والأتراك، وأنه يحترم الدين والنبي صلى الله عليه وسلم والقرآن، ثم في شهر صفر التقى العسكر المصري مع الفرنسيين، فلم تكن ساعة إلا وانهزم مراد بيك ومن معه، وكان هذا في البحر، ثم ارتحل الناس إلى بولاق لعمل المتاريس، ثم وصل الفرنسيون إلى بر مصر، وسكن بونابرت ببيت محمد بيك الألفي بالأزبكية، ثم ملكوا مدينة بلبيس بغير مقاومة ولا قتال، ثم عملوا ديوانا من ستة أنفار من النصارى القبط وستة تجار من المسلمين للنظر في قضايا التجار والعامة.


فتح الجنود الفرنسيون في مصر بعض البيوت المغلقة لأمراء المماليك واستولوا على ما فيها، ثم تركوها لطائفة الجعيدية يستأصلون ما فيها، وقد توافد الفرنسيون بعدها على القاهرة وسكنوا بيوتها.

فتجمع أهل مصر (القاهرة) وجمعوا السلاح والفرسان وتجمعوا في الأزهر وعملوا المتاريس ثم وصلت طائفة من الفرنسيين من ناحية المناخلية، فاستطاعوا إجلاءها من المقاتلين المصريين، فخاف الناس وأرجفوا حتى بلغ إلى نهب بيوت النصارى من الشاميين والروم، وأما الفرنسيون فأحضروا آلات الحرب على تلال الرقية والقلعة، وبقي الرمي متتابعا بين الجهتين، ثم ضرب الفرنسيون بالمدافع وتقصدوا الجامع الأزهر بالضرب، وتهدمت كثير من البيوت، ولما تفاقم الأمر ذهب بعض المشايخ إلى كبير الفرنسيين، فعاتبهم على التأخير ولكنه رفع الرمي عنهم، ثم دخل الفرنسيون المدينة كالسيل المنهمر ولا ممانع لهم، ودخلوا الجامع الأزهر وهم راكبون على الخيول وبينهم المشاة، وربطوا خيولهم بقبلته وكسروا القناديل والخزانات وداسوا المصاحف بأقدامهم، ورموا بالكتب على الأرض وداسوها كذلك، وزادوا الأمر بأن تغوطوا وبالوا وشربوا الخمر فيه، ونهبوا الديار بحجة التفتيش!!


لما نزل الفرنسيون بالإسكندرية أخذوا محمد كريم الذي كان بيده أمر الديوان والجمارك ومصادرات التجار خصوصا من الإفرنج في الإسكندرية، فحبسوه وطالبوه بالمال وضيقوا عليه في المركب، ولما حضروا إلى مصر وطلعوا إلى قصر مراد بيك، وفيها اطلعوا على أخبار محمد كريم وتعرفوا على اجتهاده في حربهم وتهوين أمرهم وتنقيصهم، فاشتد غيظهم عليه فأرسلوا وأحضروه إلى مصر وحبسوه، ولم تنفع الشفاعات فيه أبدا، ثم إنهم طالبوه بقدر معين من المال كبير يعجز عنه وأمهلوه اثنتي عشرة ساعة فقط لإحضاره وإلا كان حتفه، فسأل الناس والمشايخ، وكان يقول: اشتروني يا مسلمين! ولكن كان كل مشغول بنفسه يترقب ما يحل به، فانقضت المهلة ولما يجمع ما طلب منه، فأركبوه على حمار يتقدمهم طبل يضربون عليه حتى وصلوا به إلى الرميلة وكتفوه وربطوه مشبوحا وضربوا عليه بالبنادق كعادتهم في القتل، ثم قطعوا رأسه ورفعوه على نبوت وطافوا به يقولون: هذا جزاء من يخالف الفرنسيين، ثم إن أتباعه أخذوا رأسه ودفنوه مع جثته، وكان ذلك في يوم الخميس الخامس عشر من ربيع الأول لهذا العام!!