Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
هو العلامة كبير المعتزلة: أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الزمخشري الخوارزمي النحوي اللغوي الحنفي المتكلم المفسر, وزمخشر: قرية من قرى خوارزم، ومولده بها في رجب سنة 457، صاحب الكشاف في التفسير، والمفصل في النحو، وله الفائق في غريب الحديث، وأساس البلاغة في اللغة، وشرح لامية العرب للشنفرى، وشرح أبيات كتاب سيبويه، ومناقب أبي حنيفة النعمان، وغيرها، وكان يقال له: جار الله؛ لأنه جاور بمكة المشرفة زمانا، قال ابن خلكان: "سمعت من بعض المشايخ أن إحدى رجليه كانت ساقطة، وأنه كان يمشي في جاون خشب، وكان سبب سقوطها أنه كان في بعض أسفاره ببلاد خوارزم أصابه ثلج كثير وبرد شديد في الطريق فسقطت منه رجله، وأنه كان بيده محضر فيه شهادة خلق كثير ممن اطلعوا على حقيقة ذلك؛ خوفا من أن يظن من لم يعلم صورة الحال أنها قطعت لريبة".
قدم الزمخشري بغداد وسمع الحديث وتفقه وبرع في فنون، وصار إمام عصره في عدة علوم، وكان رأسا في البلاغة والعربية والمعاني والبيان، وله نظم جيد, وكان يظهر مذهب الاعتزال ويصرح بذلك في تفسيره، ويناظر عليه.
قال ابن خلكان: "كان الزمخشري معتزلي الاعتقاد متظاهرا به، حتى نقل عنه أنه كان إذا قصد صاحبا له واستأذن عليه في الدخول يقول لمن يأخذ له الإذن: قل له: أبو القاسم المعتزلي بالباب، وأول ما صنف كتاب "الكشاف" كتب استفتاح الخطبة "الحمد لله الذي خلق القرآن " فيقال: إنه قيل له: متى تركته على هذه الهيئة هجره الناس ولا يرغب أحد فيه، فغيره بقوله: "الحمد لله الذي جعل القرآن" وجعل عندهم بمعنى خلق، ورأيت في كثير من النسخ" الحمد لله الذي أنزل القرآن" وهذا إصلاح الناس لا إصلاح المصنف".
قال الذهبي: "كان داعية إلى الاعتزال، الله يسامحه" روى عنه بالإجازة: أبو طاهر السلفي، وزينب بنت الشعري.
كانت وفاته بخوارزم ليلة عرفة منها، عن ست وسبعين سنة.
خرج أبو الحسين ابن المستنصر إلى الأمير خمارتاش الحافظي، صاحب الباب بمصر على الحافظ صاحب مصر الفاطمي العبيدي، وقال له: اجعلني خليفة وأنا أوليك الوزارة، فطالع الأمير خمارتاش الحافظ صاحب مصر بذلك، فأمر بالقبض عليه، فقبض عليه واعتقل.
هو أبو سعيد جقر بن يعقوب الهمذاني الملقب نصير الدين، كان نائب عماد الدين زنكي صاحب الجزيرة الفراتية والموصل والشام، استنابه عنه بالموصل، وكان جبارا عسوفا سفاكا للدماء مستحلا للأموال، كان الملك فروخشاه بن السلطان محمود السلجوقي المعروف بالخفاجي يطمع في السلطنة بعد السلطان مسعود, وكان فروخشاه بالموصل هذه السنة ونصير الدين جقر ينزل إليه كل يوم يخدمه ويقف عنده ساعة ثم يعود, وكان جقر يعارضه ويعانده في مقاصده، فحسن المفسدون للملك فروخشاه قتله وقالوا له إنك إن قتلته ملكت الموصل وغيرها ويعجز أتابك أن يقيم بين يديك ولا يجتمع معه فارسان عليك، فوقع هذا في نفسه وظنه صحيحا، فلما دخل نصير الدين إليه على عادته وثب عليه جماعة من غلمانه فقتلوه وألقوا رأسه إلى أصحابه؛ ظنا منهم أن أصحابه إذا رأوا رأسه تفرقوا ويملك الملك فروخشاه البلاد, وكان الأمر بخلاف ما ظنوا؛ فإن أصحابه وأصحاب أتابك زنكي الذين معه لما رأوا رأسه قاتلوا من بالدار مع الملك، واجتمع معهم الخلق الكثير، وكانت دولة أتابك مملوءة بالرجال الأجلاد ذوي الرأي والتجربة، فلم يتغير عليه بهذا الفتق شيء, وكان في جملة من حضر القاضي تاج الدين يحيى بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري أخو كمال الدين، فدخل إلى الملك فروخشاه وخدعه حتى أصعده إلى القلعة وهو يحسن له الصعود إليها وحينئذ يستقر له ملك البلد، فلما صعد القلعة سجنوه بها وقتل الغلمان الذين قتلوا النصير وأرسلوا إلى أتابك يعرفونه الحال، فسكن جأشه واطمأن قلبه وأرسل زين الدين على بن بكتكين واليا على قلعة الموصل، وكان كثير الثقة به والاعتماد عليه، فسلك بالناس غير الطريق التي سلكها النصير، وسهل الأمر، فاطمأن الناس وأمنوا وازدادت البلاد معه عمارة.
لما فرغ أتابك زنكي من أخذ الرها وإصلاح حالها والاستيلاء على ما وراءها من البلاد والولايات، سار إلى قلعة البيرة وهي حصن حصين مطل على الفرات وهو لجوسلين الثاني أيضا، فحصره وضايقه، فأتاه الخبر بقتل نائبه بالموصل والبلاد الشرقية نصير الدين جقر بن يعقوب، فرحل عنها خوفا من أن يحدث بعده في البلاد فتق يحتاج إلى المسير إليها, فلما رحل عنها، وأرسل نائبا له إلى الموصل، وأقام ينتظر الخبر، فخاف من بالبيرة من الفرنج أن يعود إليهم زنكي، وكانوا يخافونه خوفا شديدا، فأرسلوا إلى نجم الدين صاحب ماردين وسلموها له، فملكها المسلمون.
في سادس جمادى الآخرة، فتح أتابك عماد الدين زنكي بن آقسنقر مدينة الرها من الفرنج، وفتح غيرها من حصونهم بالجزيرة أيضا، وكان ضررهم قد عم بلاد الجزيرة وشرهم قد استطار فيها، ووصلت غاراتهم إلى أدانيها وأقاصيها، وبلغت آمد ونصيبين ورأس عين والرقة، وكانت مملكتهم بهذه الديار من قريب ماردين إلى الفرات مثل الرها، وسروج، والبيرة، وسن ابن عطير، وحملين، والموزر، والقرادي، وغير ذلك.
وكانت هذه الأعمال مع غيرها مما هو غرب الفرات لجوسلين، وكان صاحب رأي الفرنج والمقدم على عساكرهم؛ لما هو عليه من الشجاعة والمكر، وكان زنكي يعلم أنه متى قصد حصر الرها، اجتمع فيها من الفرنج من يمنعها، فيتعذر عليه ملكها لما هي عليه من الحصانة، فاشتغل بقتال الملوك الأرتقية بديار بكر ليوهم الفرنج أنه غير متفرغ لقصد بلادهم، فلما رأوا أنه غير قادر على ترك الملوك الأرتقية وغيرهم من ملوك ديار بكر، حيث إنه محارب لهم، اطمأنوا، وفارق جوسلين الرها وعبر الفرات إلى بلاد الغربية، فجاءت عيون أتابك إليه فأخبرته فنادى العسكر بالرحيل وألا يتخلف عن الرها أحد من غد يومه، وجمع الأمراء عنده، وقال: قدموا الطعام، وقال: لا يأكل معي على مائدتي هذه إلا من يطعن غدا معي على باب الرها، فلم يتقدم إليه غير أمير واحد وصبي لا يعرف؛ لما يعلمون من إقدامه وشجاعته، وأن أحدا لا يقدرعلى مجاراته في الحرب، فقال الأمير لذلك الصبي: ما أنت في هذا المقام؟ فقال أتابك: دعه فوالله إني أرى وجها لا يتخلف عني، وسار والعساكر معه، ووصل إلى الرها، وكان هو أول من حمل على الفرنج ومعه ذلك الصبي، وحمل فارس من خيالة الفرنج على أتابك عرضا، فاعترضه ذلك الأمير فطعنه فقتله، وسلم الشهيد، ونازل البلد، وقاتله ثمانية وعشرين يوما، فزحف إليه عدة دفعات، وقدم النقابين فنقبوا سور البلد، وطرحوا فيه الحطب والنار فتهدم، ودخلها فحاربهم، ولج في قتاله خوفا من اجتماع الفرنج والمسير إليه واستنقاذ البلد منه، فأخذ البلد عنوة وقهرا، وحصر قلعة الرها فملكها أيضا, فنصر الله المسلمين وغنموا غنائم عظيمة، وخلصوا أسارى مسلمين يزيدون على خمسمئة.
ونهب الناس الأموال وسبوا الذرية وقتلوا الرجال، فلما رأى أتابك زنكي البلد أعجبه، ورأى أن تخريب مثله لا يجوز في السياسة، فأمر فنودي في العساكر برد من أخذوه من الرجال والنساء والأطفال إلى بيوتهم، وإعادة ما غنموه من أثاثهم وأمتعتهم، فردوا الجميع عن آخرهم لم يفقد منهم أحد إلا الشاذ النادر الذي أخذ وفارق من أخذه العسكر، فعاد البلد إلى حاله الأول، وجعل فيه عسكرا يحفظه، وكان جمال الدين أبو المعالي فضل الله بن ماهان رئيس حران هو الذي يحث أتابك في جميع الأوقات على أخذ الرها، ويسهل عليه أمرها, ثم رحل إلى سروج ففتحها، وهرب الفرنج منها، وتسلم سائر الأماكن التي كانت بيد الفرنج شرقي الفرات ما عدا البيرة؛ فإنها حصينة منيعة، وعلى شاطئ الفرات، فسار إليها وحاصرها، وكانوا قد أكثروا ميرتها ورجالها، فبقي على حصارها إلى أن رحل عنها عندما جاءه الخبر من الموصل أن نصير الدين جقر نائبه بالموصل قتل، فخاف عليها، وترك البيرة بعد أن قارب أخذها, وسار جهة الموصل، ولما بلغ زنكي خبر قتل من قتل جقر، سكن جأشه واطمأن قلبه.