Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


استهل هذا العام والناس متواقفون لقتال الحجاج وأصحابه بدير قرة، وابن الأشعث وأصحابه بدير الجماجم، والمبارزة في كل يوم بينهم واقعة، وفي غالب الأيام تكون النصرة لأهل العراق على أهل الشام، إذا حصل له ظفر في يوم من الأيام يتقدم بجيشه إلى نحر عدوه، وكان له خبرة بالحرب، وما زال ذلك دأبه ودأبهم حتى أمر بالحملة على كتيبة القراء; لأن الناس كانوا تبعا لهم، وهم الذين يحرضونهم على القتال، والناس يقتدون بهم، فصبر القراء لحملة جيشه، ثم جمع الحجاج الرماة من جيشه وحمل بهم على كتيبة القراء، وما انفك حتى قتل منهم خلقا كثيرا، ثم حمل على جيش ابن الأشعث فانهزم أصحاب ابن الأشعث وذهبوا في كل وجه، وهرب ابن الأشعث ومن معه إلى بلاد رتبيل ملك الترك فأكرمهم, كان الحجاج يوم ظهر على ابن الأشعث بدير الجماجم نادى مناديه في الناس: من رجع فهو آمن، ومن لحق بقتيبة بن مسلم بالري فهو آمن.

فلحق به خلق كثير ممن كان مع ابن الأشعث، فأمنهم الحجاج، ومن لم يلحق به شرع الحجاج في تتبعهم، فقتل منهم خلقا كثيرا.


قام الحجاج بن يوسف الثقفي بعد أن استتب له العراق ببناء مدينة واسط، وسميت بذلك لتوسطها بين البصرة والكوفة، وجعلها معقله وقاعدة حكمه، وأسكنها الجند الشامي العربي وأتراك ما بين النهرين الذين قدموا أسرى حرب أو منفيين أو من تلقاء أنفسهم فأضحت قاعدة للعراق.


جزر أرخبيل دهلك: مدن حبشية ساحلية في البحر الأحمر، وبها أكثر من مائتي جزيرة، وهي عبارة عن جزر صحراوية بتربتها الصلبة وقلة مياهها العذبة, لعبت هذه الجزر دورا هاما كنقطة تجمع وانطلاق للهجرات العربية القديمة المتجهة صوب ساحل أفريقيا, وعن طريقها كان يتم نقل التجارة واستقبالها, ثم أصبحت جزر دهلك مركزا للقراصنة الذين كانوا يهددون الملاحة, وبدأوا بغارات على سواحل المسلمين، وهددوا بتدمير مكة، فجرد أمراء الأمويين حملات تمكنوا من الاستيلاء عليها وتطهيرها من القراصنة، وبعد الفتح الإسلامي ازدهرت جزر دهلك حتى كان لها شأن كبير شجع المسلمين على استيطانها وتعميرها، كما أصبحت موطنا للتجارة وطلب الرزق، أو لاتخاذ موطن جديد هربا من الحروب والمجاعات، فنقل هؤلاء إليها الحضارة والعلم حتى أصبحت مركز إشعاع لتعليم فقه الدين واللغة، ووفد إليها طلاب العلم من مختلف أنحاء منطقة شمال أفريقيا، كما اتخذها بعض الخلفاء المسلمين منفى للمغضوب عليهم كنوع من العقاب، وبالذات الشعراء الذين عرفوا في شعرهم بالمجون والتشبيب بالنساء؛ وذلك لبعدها عن الجزيرة العربية ولشدة حرها، وقد عني سلاطين دهلك بعمارة المساكن، والقصور، ومنابر المساجد، ومداخل القصور، والنقوش الكتابية بالخط الكوفي.