Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ست سنين، خرجت به أمه السيدة آمنة بنت وهب إلى أخواله بني عدي بن النجار تزورهم به، ومعه حاضنته أم أيمن رضي الله عنها، وهم على بعيرين، فنزلت به أمه في دار النابغة عند قبر أبيه عبد الله بن عبد المطلب، فأقامت به عند أخواله شهرا، ثم رجعت به أمه إلى مكة، فلما كانوا بالأبواء توفيت أمه آمنة بنت وهب، ورجعت به أم أيمن رضي الله عنها -واسمها: بركة بنت ثعلبة بن حصن-، وكانت أم أيمن رضي الله عنها تحب النبي صلى الله عليه وسلم حبا شديدا وتعتني به غاية الاعتناء، وتحوطه برعايتها وشفقتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبرها ويحسن إليها، ولما كبر صلى الله عليه وسلم أعتقها، ثم أنكحها زيد بن حارثة رضي الله عنه الذي أنجبت منه أسامة بن زيد رضي الله عنهما، وقد توفيت أم أيمن رضي الله عنها بعدما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر.
لما توفيت آمنة والدة الرسول عليه الصلاة والسلام وعمره ست سنوات، صارت كفالته إلى جده عبد المطلب بن هاشم، وكان عبد المطلب ذا شرف في قومه وفضل، وكانت قريش تسميه الفضل؛ لسماحته وفضله، وتولى أمر الرفادة والسقاية بعد موت أبيه هاشم بن عبد مناف.
وكان عبد المطلب يحب حفيده محمدا حبا عظيما، ويقدمه على سائر بنيه، ويرق عليه أكثر من رقته على أولاده، قال ابن إسحاق رحمه الله: "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبد المطلب بن هاشم -يعني: بعد موت أمه آمنة بنت وهب-؛ فكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، وكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له؛ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر -أي: ممتلئ قوي- حتى يجلس عليه؛ فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه؛ فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم: دعوا ابني؛ فوالله إن له لشأنا، ثم يجلسه معه على فراشه، ويمسح ظهره بيده، ويسره ما يراه يصنع".
وكان عبد المطلب لا يأكل طعاما إلا يقول: "علي بابني!" فيؤتى به إليه.
ولما حضرت عبد المطلب الوفاة أوصى أبا طالب بحفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياطته.
اختلفت الأقوال في عمر النبي صلى الله عليه وسلم وعمر خديجة حين زواجهما، فقيل: كان خمسا وعشرين.
وقيل: سبعا وعشرين.
وقيل: ثلاثين.
وقيل: غير ذلك، وأما عمر خديجة فكذلك تضاربت الأقوال بين خمس وثلاثين وأربعين وغير ذلك، لما سمعت خديجة رضي الله عنها بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأمانته و أخلاقه الكريمة، فقد جاء في رواية: أن أخت خديجة قد استكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشريكه، فلما قضوا السفر بقي لهم عليها شيء، فجعل شريكه يأتيهم ويتقاضاهم، ويقول لمحمد (صلى الله عليه وسلم): انطلق.
فيقول: اذهب أنت، فإني أستحيي.
فقالت مرة -وقد أتاهم شريكه-: أين محمد لا يجيء معك؟ قال: قد قلت له، فزعم أنه يستحيي، فذكرت ذلك لأختها خديجة، فقالت: ما رأيت رجلا قط أشد حياء، ولا أعف ولا.
.
.
.
.
.
من محمد (صلى الله عليه وسلم).
فوقع في نفس أختها خديجة، فبعثت إليه، فقالت: ائت أبي فاخطب إليه.
فقال: أبوك رجل كثير المال وهو لا يفعل.
قالت: انطلق فالقه وكلمه، ثم أنا أكفيك.
وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي ثيب.
لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة وليس له بمكة اسم إلا "الأمين"؛ لما تكامل فيه من خصال الخير، قال له عمه أبو طالب: "يا ابن أخي، أنا رجل لا مال لي، وقد اشتد الزمان علينا، وألحت علينا سنون منكرة، وليس لنا مادة ولا تجارة، وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام، وخديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في عيرانها، فيتجرون لها في مالها، ويصيبون منافع، فلو جئتها فوضعت نفسك عليها لأسرعت إليك، وفضلتك على غيرك، لما يبلغها عنك من طهارتك، وإن كنت لأكره أن تأتي الشام، وأخاف عليك من يهود، ولكن لا نجد من ذلك بدا".
وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال كثير وتجارة تبعث بها إلى الشام، فتكون عيرها كعامة عير قريش، وكانت تستأجر الرجال وتدفع إليهم المال مضاربة، وبلغ خديجة ما كان من صدق حديث النبي صلى الله عليه وسلم وعظم أمانته، وكرم أخلاقه، فأرسلته في تجارتها، فخرج مع غلامها ميسرة حتى قدم الشام، وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدم الشام، فنزلا في سوق بصرى في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب يقال له: نسطورا، فاطلع الراهب إلى ميسرة -وكان يعرفه-؛ فقال: "يا ميسرة، من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة؟"، فقال ميسرة: "رجل من قريش من أهل الحرم".
فقال له الراهب: "ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي".
ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته -يعني: تجارته- التي خرج بها، واشترى ما أراد أن يشتري، ثم أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة؛ فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به بأضعف أو قريبا، وحدثها ميسرة عن قول الراهب، وما رأى من شأن النبي صلى الله عليه وسلم، فعرضت نفسها عليه رضي الله عنها، وكانت أوسط نساء قريش نسبا وأعظمهن شرفا، وأكثرهن مالا، فلما قالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك لأعمامه، فخرج معه عمه حمزة حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أول امرأة تزوجها، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت رضي الله عنها.
عن مجاهد، عن مولاه أنه حدثه: أنه كان فيمن يبني الكعبة في الجاهلية.
.
.
قال: فبنينا حتى بلغنا موضع الحجر وما يرى الحجر أحد، فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل، يكاد يتراءى منه وجه الرجل، فقال بطن من قريش: نحن نضعه.
وقال آخرون: نحن نضعه.
فقالوا: اجعلوا بينكم حكما.
قالوا: أول رجل يطلع من الفج.
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أتاكم الأمين.
فقالوا له، فوضعه في ثوب ثم دعا بطونهم فأخذوا بنواحيه معه، فوضعه هو صلى الله عليه وسلم.
قالت أم سلمة رضي الله عنها: لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في منعة من قومه وعمه، لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه.
فخرجنا إليها حتى اجتمعنا بها، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمنا على ديننا، ولم نخش منه ظلما.
.
.
.
وقيل: كان مخرجهم إلى الحبشة في رجب في السنة الخامسة من البعثة النبوية.
هاجر من المسلمين فيها اثنا عشر رجلا، وأربع نسوة، منهم عثمان بن عفان، وهو أول من خرج ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.