Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


قصد يوسف بن تاشفين الملتوني اللمتوني أمير المرابطين موضع مدينة مراكش، وهو قاع صفصف، لا عمارة فيه، وهو موضع متوسط في بلاد المغرب كالقيروان في إفريقية، فاختط هناك مدينة مراكش ليقوى على قمع أهل تلك الجبال إن هموا بفتنة، فجعلها يوسف مقرا له ولعسكره وللتمترس للتترس بقبائل المصامدة المصيفة بمواطنهم بها في جبل درن، فلم إذ لم يكن في قبائل المغرب أشد منهم، ولا أكثر جمعا، وأمنعهم معقلا, ونزلها بالخيام وأدار سورها على مسجد وقصبة صغيرة لاختزان أمواله وسلاحه،، فلم يتحرك أحد من تلك القبائل بفتنة، وملك البلاد المتصلة بالمجاز مثل سبتة، وطنجة، وسلا، وغيرها، وكثرت عساكره, وكمل تشييدها وأسوارها علي بن يوسف بن تاشفين من بعده سنة 526هـ, وقيل: بدأ ببنائها أبو بكر بن عمر وأكمل بناءها يوسف بن تاشفين.

وقيل: إن بناءها سنة 454هـ.


احترقت بغداد، الكرخ وغيره، وبين السورين، واحترقت فيه خزانة الكتب التي وقفها أردشير الوزير، ونهبت بعض كتبها، وجاء عميد الملك الكندري، فاختار من الكتب خيرها، وكان بها عشرة آلاف وأربعمائة مجلد من أصناف العلوم، منها مائة مصحف بخطوط ابن مقلة، وكان العامة قد نهبوا بعضها لما وقع الحريق، فأزالهم عميد الملك، وقعد يختارها، فنسب ذلك إلى سوء سيرته، وفساد اختياره، وشتان بين فعله وفعل نظام الملك الذي عمر المدارس، ودون العلم في بلاد الإسلام جميعها، ووقف الكتب وغيرها.


هو الملك فرخ زاد بن مسعود بن محمود بن سبكتكين، صاحب غزنة، كان ملكا شجاعا مهيبا، واسع البلاد.

وكان قد ثار به مماليكه سنة خمسين وأربعمائة واتفقوا على قتله، فقصدوه وهو في الحمام، وكان معه سيف، فأخذه وقاتلهم، ومنعهم عن نفسه حتى أدركه أصحابه وخلصوه، وقتلوا أولئك الغلمان.

وصار بعد أن نجا من هذه الحادثة يكثر ذكر الموت ويحتقر الدنيا ويزدريها، وبقي كذلك إلى هذه السنة، فأصابه قولنج فمات منه، وملك بعده أخوه إبراهيم بن مسعود بن محمود، فأحسن السيرة، فاستعد لجهاد الهند، ففتح حصونا امتنعت على أبيه وجده، وكان يصوم رجبا وشعبان ورمضان.


كان السلطان طغرلبك في قلة من العسكر، بينما إبراهيم ينال كان قد اجتمع معه كثير من الأتراك، وحلف لهم أنه لا يصالح أخاه طغرلبك، ولا يكلفهم المسير إلى العراق، وكانوا يكرهونه لطول مقامهم وكثرة إخراجاتهم، فلم يقو به طغرلبك، وأتى إلى إبراهيم محمد وأحمد ابنا أخيه أرتاش في خلق كثير، فازداد بهم قوة، وازداد طغرلبك ضعفا، فانزاح من بين يديه إلى الري، وكاتب ألب أرسلان وإخوته وهم أولاد أخيه داود، يستدعيهم إليه، فجاؤوا بالعساكر الكثيرة، فلقي إبراهيم بالقرب من الري، فانهزم إبراهيم ومن معه وأخذ أسيرا هو ومحمد وأحمد ولدا أخيه، فأمر به فخنق بوتر قوسه تاسع جمادى الآخرة، وقتل ولدا أخيه معه، وكان إبراهيم قد خرج على طغرلبك مرارا، فعفا عنه، وإنما قتله في هذه الدفعة لأنه علم أن جميع ما جرى على الخليفة كان بسببه، فلهذا لم يعف عنه، ولما قتل إبراهيم أرسل طغرلبك إلى هزارسب بالأهواز يعرفه ذلك، وعنده عميد الملك الكندري، فسار إلى السلطان.


توفي جغري بك داود بن ميكائيل بن سلجوق، أخو السلطان طغرلبك، وقيل: كان موته في صفر سنة 452هـ، وعمره نحو سبعين سنة، وكان صاحب خراسان، وهو مقابل آل سبكتكين ومقاتلهم، ومانعهم عن خراسان، فلما توفي ملك بعده خراسان ابنه السلطان ألب أرسلان.


لما فرغ السلطان طغرلبك من أمر أخيه إبراهيم ينال عاد يطلب العراق، فأرسل إلى البساسيري وقريش في إعادة الخليفة إلى داره على أن لا يدخل طغرلبك العراق، ويقنع بالخطبة والسكة، فلم يجب البساسيري إلى ذلك، فرحل طغرلبك إلى العراق، فانحدر حرم البساسيري وأولاده، ورحل أهل الكرخ بنسائهم وأولادهم في دجلة وعلى الظهر، وكان دخول البساسيري وأولاده بغداد سادس ذي القعدة سنة خمسين وأربعمائة، وخرجوا منها سادس ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، ووصل طغرلبك إلى بغداد، ثم قام طغرلبك على إعادة الخليفة إلى بغداد، ثم اعتذر من الخليفة على التأخر وقال: أنا أمضي خلف هذا الكلب -يعني البساسيري- وأقصد الشام، وأفعل في حق صاحب مصر ما أجازي به فعله.

وقلده الخليفة بيده سيفا، وعبر السلطان إلى معسكره، وكانت السنة مجدبة، ولم ير الناس فيها مطرا.


هو أبو الحارث أرسلان بن عبد الله البساسيري مملوك تركي، مقدم الترك ببغداد، وهو الذي خرج على الخليفة القائم بأمر الله ببغداد، وكان قد قدمه على جميع الترك، وقلده الأمور بأسرها، وخطب له على منابر العراق وخوزستان، فعظم أمره وهابته الملوك، ثم خرج على الخليفة القائم، في فتنة عظيمة شاركه فيها قريش بن بدران العقيلي، وخطب البساسيري للمستنصر العبيدي الفاطمي صاحب مصر، ثم أخرج الخليفة القائم بالله القائم بأمر الله إلى أمير العرب محيي الدين أبي الحارث مهارش بن مجلي الندوي صاحب الحديثة وعانة –أخو قريش بن بدران- فآواه وقام بجميع ما يحتاج إليه مدة سنة كاملة حتى جاء طغرلبك السلجوقي, فقاتل البساسيري, وقتله وعاد القائم بأمر الله إلى بغداد، وكان دخوله إليها في مثل اليوم الذي خرج منها بعد حول كامل، ثم حمل عسكر طغرلبك على البساسيري،حتى سقط عن الفرس، ووقع في وجهه ضربة، ودل عليه بعض الجرحى، فأخذه كمشتكين دواتي عميد الملك الكندري وقتله، وحمل رأسه إلى السلطان طغرلبك، ودخل الجند في الظعن، فساقوه جميعه، وأخذت أموال أهل بغداد المنهوبة وأموال البساسيري مع نسائه وأولاده، وهلك من الناس الخلق العظيم، وأمر السلطان بحمل رأس البساسيري إلى دار الخلافة، فحمل إليها، فوصل منتصف ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، فنظف وغسل وجعل على قناة وطيف به، وصلب قبالة باب النوبي، وكان في أسر البساسيري جماعة من النساء المتعلقات بدار الخلافة، فأخذن، وأكرمن، وحملن إلى بغداد.

كان البساسيري من مماليك بهاء الدولة بن عضد الدولة البويهي، تقلبت به الأمور حتى بلغ هذا المقام المشهور، وهو منسوب إلى بسا مدينة بفارس.