Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
هو أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن عباس بن عباد بن أحمد بن إدريس الطالقاني الوزير المشهور بكافي الكفاة، وزر لمؤيد الدولة بن ركن الدولة بن بويه.
هو أول من سمي بالصاحب؛ لأنه صحب مؤيد الدولة من الصبا، وسماه الصاحب، فغلب عليه، ثم سمي به كل من ولي الوزارة بعده، وقيل: لأنه كان يصحب أبا الفضل بن العميد، فقيل له صاحب ابن العميد، ثم خفف فقيل: الصاحب.
أصله من الطالقان، وكان نادرة دهره وأعجوبة عصره في الفضائل والمكارم.
أخذ الأدب عن الوزير أبي الفضل بن العميد، وأبي الحسين أحمد بن فارس.
وقد كان من العلم والفضيلة والبراعة والكرم والإحسان إلى العلماء والفقراء على جانب عظيم، وكان صاحب دعابة وطرفة في ردوده وتعليقاته.
لما توفي مؤيد الدولة بويه بجرجان في سنة 373، ولي بعده أخوه فخر الدولة أبو الحسن، فأقره على الوزارة، وبالغ في تعظيمه.
قال الذهبي: "بقي في الوزارة ثمانية عشر عاما، وفتح خمسين قلعة، وسلمها إلى فخر الدولة، لم يجتمع عشرة منها لأبيه.
وكان الصاحب عالما بفنون كثيرة من العلم، لم يدانه في ذاك وزير، وكان أفضل وزراء دولة بني بويه الديلمة، وأغزرهم علما، وأوسعهم أدبا، وأوفرهم محاسن".
سمع الحديث من المشايخ الجياد العوالي الإسناد، وعقد له في وقت مجلس للإملاء فاحتفل الناس لحضوره، وحضره وجوه الأمراء، فلما خرج إليهم لبس زي الفقهاء وأشهد على نفسه بالتوبة والإنابة مما يعاينه من أمور السلطان، وذكر للناس أنه كان يأكل من حين نشأ إلى يومه هذا من أموال أبيه وجده مما ورثه منهم، ولكن كان يخالط السلطان، وهو تائب مما يمارسونه، واتخذ بناء في داره سماه بيت التوبة، ووضع العلماء خطوطهم بصحة توبته، وحين حدث استملى عليه جماعة لكثرة مجلسه، توفي بالري وله نحو ستين سنة، ونقل إلى أصبهان، وله كتاب المحيط في اللغة.
قال عنه الذهبي: "كان شيعيا جلدا كآل بويه، وما أظنه يسب، لكنه معتزلي، قيل: إنه نال من البخاري، وقال: هو حشوي لا يعول عليه" .
سير المنصور محمد بن أبي عامر عسكرا إلى بلاد الفرنج للغزو، فنالوا منهم وغنموا، وأوغلوا في ديارهم، وأسروا غرسية، وهو ملك للفرنج بن ملك من ملوكهم يقال له شانجة، وكان من أعظم ملوكهم وأمنعهم.
هو الإمام الحافظ المجود, شيخ الإسلام, علم الجهابذة, أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن دينار بن عبد الله الدارقطني، الحافظ الكبير، المقرئ المحدث, كان عالما حافظا فقيها على مذهب الإمام الشافعي.
أخذ الفقه عن أبي سعيد الاصطخري الفقيه الشافعي.
كانت ولادته في ذي القعدة سنة 306.
والدارقطني بفتح الدال المهملة وبعد الألف راء مفتوحة ثم قاف مضمومة نسبة إلى دار قطن محلة كبيرة ببغداد.
كان من بحور العلم, ومن أئمة الدنيا, انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله, مع التقدم في القراءات وطرقها, وقوة المشاركة في الفقه والاختلاف والمغازي وأيام الناس, وغير ذلك.
أستاذ الصناعة في علم الحديث والعلل، سمع الكثير، وجمع وصنف وألف وأجاد وأفاد، وأحسن النظر والتعليل والانتقاد والاعتقاد، وكان فريد عصره، ونسيج وحده، وإمام دهره في أسماء الرجال وصناعة التعليل، والجرح والتعديل، وحسن التصنيف والتأليف، والاطلاع التام في الدراية، له كتابه المشهور: (السنن) من أحسن المصنفات في بابه، وله كتاب العلل بين فيه الصواب من الدخل، والمتصل من المرسل، والمنقطع والمعضل، وكتاب الأفراد، وله غير ذلك من المصنفات، وكان من صغره موصوفا بالحفظ الباهر، والفهم الثاقب، والبحر الزاخر، وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: "لم ير الدارقطني مثل نفسه"، وقد اجتمع له مع معرفة الحديث العلم بالقراءات والنحو والفقه والشعر، مع الإمامة والعدالة، وصحة اعتقاد.
قال أبو بكر البرقاني: كان الدارقطني يملي علي العلل من حفظه.
قلت- والكلام للذهبي-: إن كان كتاب "العلل" الموجود قد أملاه الدارقطني من حفظه كما دلت عليه هذه الحكاية, فهذا أمر عظيم يقضى به للدارقطني أنه أحفظ أهل الدنيا، وإن كان قد أملى بعضه من حفظه, فهذا ممكن، وقد جمع قبله كتاب " العلل " علي بن المديني حافظ زمانه".
وقد كانت وفاته في يوم الثلاثاء السابع من ذي القعدة، وله من العمر سبع وسبعون سنة ويومان، ودفن من الغد بمقبرة باب الدير قريبا من قبر معروف الكرخي- رحمهما الله.
هو معالي الوزير عبد الله بن سليمان الحمدان وزير الملك عبد العزيز، ولد سنة 1305هـ 1887م بمدينة عنيزة في القصيم.
قصد الهند بعد أن تجاوز الطفولة، ثم تنقل بينها وبين البحرين وبعض بلاد الخليج في طلب الرزق، ثم استقر في الرياض؛ حيث كان له أخ اسمه محمد يعمل في ديوان الملك عبدالعزيز قبل أن يتم تنظيم الديوان، ولما مرض محمد ناب عنه عبد الله سنة 1338هـ 1919م، ولما رأى الملك عبد العزيز حسن خطه وذكاءه ونشاطه سلمه صندوق دراهمه ينفق منه على بيته وأضيافه.
تقدم ابن سليمان في عمله حتى كفى الملك هم توفير المال.
استمر ابن سليمان وهو الشخصية الأولى في الدولة بعد الملك وكبار الأمراء مدة وزارته الطويلة، فلم يبلغ إنسان من رجال عبد العزيز ما بلغه عنده من وثوق ونفوذ كلمة، وتمكن؛ لذا لم يقتصر عمله على المالية، بل أضيفت له مهام خطيرة أخرى، كالدفاع قبل أن تنشأ وزارة الدفاع، ووكالة الخارجية أحيانا، وشؤون المعادن، ومنها البترول وما يتصل بذلك من اتفاقيات ومداولات داخلية وخارجية؛ فهو الذي وقع اتفاقية منح شركة "استاندر أويل أوف كاليفورنيا" -التي أصبحت فيما بعد أرامكو- حق امتياز التنقيب عن النفط، وكانت من عادة ابن سليمان حين يجمعه بالملك بلد واحد أن يدخل عليه في غرفة النوم بعد صلاة الفجر كل يوم، فيعرض عليه ما يهمه ويخرج بالموافقة على ما يريد، وكانت لا تخرج برقية من ديوان الملك إلا أرسلت بالبرق ثلاث نسخ منها: إلى ولي العهد، والنائب العام، وابن سليمان.
استقال ابن سليمان بعد وفاة الملك عبد العزيز من العمل من الحكومة، وتحول إلى رجل أعمال، فأنشأ فنادق وشركات.
خدم الملك 35 سنة، وسمي ابن سليمان وزيرا للمالية سنة 1347هـ / 1929م، واستقال في مطلع محرم 1374هـ 1954م وتوفي بجدة.
منظمة مجاهدي خلق المعارضة الإيرانية أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية.
تأسست المنظمة على أيدي مثقفين إيرانيين؛ بهدف إسقاط نظام الشاه، وقد أعدم نظام الشاه مؤسسيها وعددا كبيرا من أعضاء قيادتها، وبعد سقوط نظام الشاه إثر قيام "ثورة الخميني الإيرانية" أدت منظمة مجاهدي خلق دورا كبيرا في انتصار الثورة، وقد اعتمد على قوتها أبو الحسن بني صدر أول رئيس للجمهورية الإيرانية، لكن ظهرت فيما بعد خلافات بين الحركة وبين نظام الحكم الإيراني الجديد، وصلت بعد عامين ونصف العام من الثورة إلى حد التقاتل بين الجانبين، في صراع محتدم ومستمر، فقامت الحكومة الإيرانية بإعدام عشرات الآلاف من أعضائها والمنتمين إليها، ولكن المنظمة شدت عزمها على مواصلة نشاطاتها داخل إيران وخارجه؛ بهدف إسقاط السلطة الإيرانية الحالية، وتعد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية جزءا من ائتلاف واسع شامل يسمى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يعمل كبرلمان إيراني في المنفى، والذي يضم 5 منظمات وأحزاب، و550 عضوا بارزا وشهيرا من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية، والخبراء والفنانين والمثقفين والعلماء والضباط، إضافة إلى قادة ما يسمى بجيش التحرير الوطني الإيراني: الذراع المسلح لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، والذي يتمركز حتى اليوم في معسكر أشرف في العراق، وتكونت أغلبية قادته من النساء.
كان مسعود رجوي من أبرز قيادات المنظمة، الذي تولى في الوقت نفسه رئاسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وفي عام 1993م انتخب بالإجماع ابنته مريم رجوي رئيسة للجمهورية للفترة الانتقالية، وهي تتولى مسؤولية الإشراف على نقل السلطة بشكل سلمي إلى الشعب الإيراني بعد سقوط النظام الإيراني.
بعد أن انتخب أحمد بن بلة رئيسا للجزائر لم ترق للناس طريقته في الحكم؛ حيث أعلن القوانين الاشتراكية ولم يطبقها، وأبقى القانون الفرنسي ولم يقم المحاكم الشرعية، وبقيت السياسة الخارجية بيد فرنسا، فتم تشكيل مجلس عسكري برئاسة العقيد هواري بومدين في 20 صفر 1385هـ / 19 حزيران, فقرر هذا المجلس عزل الرئيس أحمد بن بلة والقبض عليه بتهمة استخدام أموال الدولة في غير وجهها الشرعي، وتسلم العقيد هواري بومدين الرئاسة.
تعد ثورة ظفار في الجزء الجنوبي من سلطنة عمان على حكم السلطان سعيد بن تيمور واحدة من أطول الثورات العربية؛ حيث امتدت زهاء عشرة أعوام، وقد واكبت حقبة الثورات التحررية من الاستعمار العالمي، والتي شهدتها المنطقة العربية في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، ومن أسباب الثورة وقيامها: حالة التخلف التي سادت سلطنة مسقط وعمان بشكل عام، وإقليم ظفار بشكل خاص، وكثرة الممنوعات والمعاناة من الضرائب الباهظة التي أثقلت كاهل العمانيين، وبعدما تعرف الظفاريون على أنماط المعيشة المختلفة في دول الخليج التي يعملون بها والراقية قياسا بالوضع في عمان خلقت لديهم الرغبة الجامحة في التغيير، كما أن الأوضاع التي عاشتها المنطقة آنذاك، وانتشار المد القومي العربي بزعامة جمال عبد الناصر أدى إلى تأثر أبناء الأمة العربية، ومن ضمنهم الظفاريون بأفكار القومية العربية المنادية بالوحدة والتحرر من الاستعمار ومقاومته بشتى الوسائل؛ مما ولد لدى الظفاريين النزعة نحو الثورة ضد الوجود البريطاني في عمان.
عمل الظفاريون على تنفيذ الثورة من خلال تشكيل تنظيمات سرية متعددة كان لها دوافع وانتماءات مختلفة بين قومي عربي هدفه مقاومة بريطانيا، وتمثل في التنظيم لحركة القوميين العرب، وآخر هدفه تحسين الأوضاع الاجتماعية في عمان، وتمثل في الجمعية الخيرية الظفارية.
وتنسب بداية الثورة إلى مسلم بن نفل الذي كان يعمل في مزرعة قصر السلطان سعيد بن تيمور والذي أقصاه من عمله في القصر السلطاني عام 1963 بسبب أفكاره الثورية, فكانت بداية الثورة في أبريل 1963 من خلال هجوم مسلح على حافلات شركة النفط، خطط له مسلم بن نفل، ثم فر مسلم بن نفل مع 30 رجلا من جماعته خارج عمان حيث رحلوا إلى العراق التي كانت تحكم من قبل النظام البعثي، فتلقوا تدريبا عسكريا، وفي صيف 1964 عادت مجموعة ابن نفل إلى ظفار بدعم مالي وعسكري من عدد من الدول العربية، منها: مصر، واليمن الجنوبي، ولم يلبث عام 1965م أن شهد إعلان قيام "جبهة تحرير ظفار" التي أعلنت الثورة ضد حكم السلطنة، كما دعا بيان للجبهة الظفاريين إلى الانضمام إلى الثوار؛ من أجل تحرير الوطن من حكم السلطان سعيد بن تيمور، وتحرير البلاد من البطالة والفقر والجهل، وإقامة حكم وطني ديمقراطي.
بدأت حرب ظفار بعمليات كر وفر ضد أهداف تابعة لحكومة السلطان سعيد بن تيمور، وكانت الحرب سجالا بين الثوار وقوات السلطان سعيد، وفي 28 أبريل 1966 وقعت محاولة لاغتيال السلطان سعيد بن تيمور احتجب بعدها السلطان عن الظهور، الأمر الذي جعل الثوار يعتقدون أنه قتل، وأن السلطات البريطانية هي التي تدير شؤون السلطنة.
إلا أن الثوار تلقوا هزائم متكررة، وبعد تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في 23 يوليو 1970م كمبادرة منه لإنهاء ثورة ظفار أعلن العفو العام عن جميع المتمردين، ووعد أي ظفاري مشترك في حركة التمرد بمعاملة حسنة، ووعد كذلك بتحقيق مطالب المتمردين الرئيسية وفق برنامج إصلاحي اجتماعي، وقد حصل السلطان بوعد من إيران بتقديم مساعدة عسكرية للقضاء على حركة التحرر، وقام السلطان بحملة قتل جماعية في حق عدد من أعضاء الجبهة قدر عددهم بـ 300 عضو، وفي نفس الفترة قام مسلم بن نفل بتسليم نفسه إلى قوات السلطان، ثم تزايدت الاغتيالات في صفوف الجبهة؛ حيث تم تنفيذ أحكام قتل على مجموعة كبيرة أخرى من الظفاريين قريب من 40 شخصا.
كما زاد عدد الذين يستسلمون لجيش السلطان، ثم ينضمون بأسلحتهم إلى ما يسمى بالفرق الوطنية لمحاربة قادتهم السياسيين في جبهة تحرير ظفار، وبلغ عددهم 2000 مقاتل، ومع بداية عام 1975م بات الثوار غير قادرين على مواجهة قوات السلطان المدعومة بالقوات الإيرانية على جميع جبهات القتال، ولأول مرة منذ 10 أعوام أصبح كل إقليم ظفار تحت سيطرة الحكومة، وفي الجانب السياسي توصلت سلطنة عمان واليمن الجنوبي برعاية سعودية إلى اتفاق ينهي الخلافات القائمة بينهما، وتوقف اليمن الجنوبي عن دعم الثوار؛ مما أدى إلى استسلام العديد من قياداتها للسلطنة، كان من أبرزهم عمر بن سليم العمري الذي كان من القادة المتنفذين في الجبهة، ولم يمض عام 1976م حتى تمت التصفية النهائية للثورة في ظفار، وبعد القضاء على الحركة أعلن السلطان قابوس في العيد الوطني السادس للسلطنة في نوفمبر 1976م دمج إقليم ظفار في سلطنة عمان.
جزر المالديف مجموعة جزر صغيرة تقع في قارة آسيا في المحيط الهندي، جميع سكانها مسلمون، وأول من استعمرها هم البرتغاليون، ثم خلفهم الهولنديون، ثم الإنجليز عام 1211هـ، لكن بقي الهولنديون أصحاب النفوذ إلى عام 1305هـ؛ حيث أصبحت الجزر كلها تحت الحماية الإنجليزية، ولكن قبضة الإنجليز بدأت بالتراخي عام 1350هـ؛ فأعلن السلطان شمس الدين إسكندر الدستور، وتغير أسلوب الإنجليز الذين أصبحوا يفضلون النفوذ والسيطرة الاقتصادية، وأما الحكم فيسلمونه لأنصارهم وأعوانهم، فأعلنت الجمهورية المالديفية عام 1373هـ، وعين محمد أمين ديدي سلطانا على البلاد، ثم تعهدت إنجلترا عام 1380هـ بدعم جزر المالديف ماديا، وبعد خمسة أعوام 1385هـ اتفقت مع إنجلترا على معاهدة جديدة؛ تأكيدا لاتفاقية عام 1376هـ، واحتفظت بموجبها إنجلترا بقاعدة جوية في جزيرة جان بمقاطعة أصول، ونالت بعدها البلاد الاستقلال، وخرجت من عضوية رابطة الشعوب البريطانية (الكومنولث)، وقبلت المالديف عضوا في الأمم المتحدة.
اخترق الجيش الهندي خط وقف النار في كشمير، واحتل أربعة مراكز في دولة كشمير الحرة، فقامت باكستان مباشرة برد فعل مفاجئ بجنوبي كشمير التي تحتلها الهند، فقامت الهند بشن هجوم على الحدود الباكستانية في منطقة لاهور بالإضافة إلى قصف المدن الباكستانية بالقنابل، فانتقلت الحرب من أرض كشمير إلى أرض باكستان، ثم فتحت الهند جبهة أخرى في جنوبي باكستان على محور كراتشي، فرد الباكستانيون الهجوم بكل قوة، غير أن مجلس الأمن أصدر قرارا بوقف إطلاق النار وإنهاء القتال في 29 شعبان 1385هـ / 22 ديسمبر 1965م؛ فتوقفت الحرب.
كان عبد السلام عارف من المعارضين للوحدة مع مصر، وكان عارف عبد الرزاق رئيس الحكومة يطمح برئاسة الجمهورية، فما إن سافر الرئيس إلى الدار البيضاء لحضور مؤتمر القمة حتى بدأ نشاطه، وأخذ الضباط الناصريون بالاتصال بالضباط أصحاب المراكز الحساسة، ويشجعونهم على العمل ضد الرئيس عارف، ووضعوا خطة للانقلاب؛ فقاموا بعمل مظاهرات من الطلاب والعمال بتوجيه من الضباط الناصريين، وفي الوقت نفسه كان الموالون للرئيس عبد السلام عارف يعملون على إحباط مخططاتهم، وفي 11 جمادى الأولى / 16 أيلول حرك الانقلابيون المدرعات، فوقف بوجههم آمر بغداد وآمر الشرطة، وكانت القوات بيدهم أيضا، فهددوهم بأنهم على استعداد لتدميرهم فورا، ففشل الانقلاب وهرب رئيس الحكومة عارف عبد الرزاق إلى مصر.
أعاد الحزب الشيوعي في أندونيسيا تنظيم نفسه مجددا بعد أن فشلت ثورته الأولى عام 1367هـ، وبدأ بتقوية وضعه وخاصة مع مساعدة الرئيس أحمد سوكارنو لهم بالإضافة للأموال الضخمة من المعسكر الشيوعي، ثم أعلن الحزب الشيوعي أنه سيكون الحزب الوحيد، وأنه سيحول البلاد إلى دولة تسير حسب المنهج الشيوعي، وبدأت أعمال الشيوعيين الإرهابية، وأخافوا الناس؛ فهجموا على المدارس الإسلامية والشخصيات البارزة، وقرروا إعلان الثورة في 5 جمادى الآخرة / 30 أيلول، وبرروا ذلك بمرض الرئيس أحمد سوكارنو، وبعدم مبالاة القوات المسلحة بالأمر، وبعدم أهلية مجلس الجنرالات، ورغبته في الاستيلاء على السلطة، وكذلك زعمهم حماية البلاد من الرجعية والإمبريالية، وفي يوم إعلان الثورة أمر رئيس الحرس الجمهوري باختطاف بعض كبار الضباط، وفي اليوم التالي للثورة أذاع الشيوعيون أول بياناتهم بالإذاعة الرسمية، ولكن وزير الدفاع الذي استطاع الإفلات من محاولة القضاء عليه أعطى أوامره للقضاء على الثورة الشيوعية، وانتفض الشعب أيضا، ولم تمض ساعات حتى فشل الشيوعيون، وسيطرت القوات المسلحة على الوضع.
هو الشيخ الفقيه محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مانع الوهيبي التميمي النجدي.
ولد في مدينة عنيزة إحدى مدن القصيم سنة 1300 هـ، ولما بلغ السابعة أدخله والده الكتاتيب؛ ليتعلم بها القرآن، ولم يلبث والده أن توفي، فشرع في القراءة على علماء بلده، فقرأ على عمه الشيخ عبد الله، وعلى الشيخ صالح العثمان القاضي، ولما بلغ الثامنة عشرة من عمره سافر إلى بغداد، واتصل بالعلامة السيد محمود شكري الألوسي، فقرأ عليه وعلى ابن عمه السيد علي الألوسي، وقرأ على غيرهما من مشاهير العلماء ببغداد، فقرأ في النحو والصرف والفقه، والفرائض والحساب، ثم توجه إلى مصر فأقام في الأزهر مدة قرأ فيها على الشيخ محمد الذهبي، ثم سافر إلى دمشق الشام ولازم الشيخ جمال الدين القاسمي، وحضر دروس الشيخ بدر الدين محدث الشام، وحضر دروس العلامة الشيخ عبد الرزاق البيطار، ثم رجع إلى بغداد ولازم القراءة على العلامة محمود شكري الألوسي، فقرأ عليه كثيرا من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وكثيرا من الكتب والشروح والرسائل المختصرة، وفي هذه المدة دعاه بعض الأكابر من أهل بغداد؛ ليكون إماما له ويقرأ عليه كتب الحديث، فقرأ عليه بعضا من صحيح البخاري، وجميع صحيح مسلم، والجزء الأول من زاد المعاد لابن القيم، والجزء الأول من مسند الإمام أحمد بن حنبل، والموطأ للإمام مالك، وكثيرا من كتب التاريخ، وقرأ نزهة النظر للحافظ ابن حجر، ثم رجع إلى بلده مدينة عنيزة سنة 1329هـ وقرأ على قاضيها الروض المربع، ثم توجه إلى بلد الزبير سنة 1330هـ وقرأ على الفقيه الحنبلي المشهور في بلدة الزبير محمد العوجان في الفقه الحنبلي والفرائض والحساب، ثم دعاه مقبل الذكير أحد تجار نجد وأعيانها -المقيمين في البحرين للتجارة- دعاه لمكافحة التنصير، وفتح له لهذا الغرض مدرسة لتعليم علوم الشريعة واللغة سنة 1330هـ، فأقام في البحرين أربع سنين شرح في أثنائها العقيدة السفارينية، ثم دعاه حاكم قطر عبد الله بن قاسم بن محمد بن ثاني، فتوجه إليها في شوال سنة 1334هـ فتولى القضاء والخطابة والتدريس، ورحل إليه كثير من الطلاب أخذوا عنه العلم في قطر، وأقام في قطر أربعا وعشرين سنة تولى خلالها القضاء والفتيا، وتزوج في قطر وأنجب أبناءه الثلاثة: الشيخ عبد العزيز، وأحمد، وعبد الرحمن، وأنشأ في قطر أول مدرسة علمية سنة 1336هـ، واستمرت نحو سبعة عشر عاما.
وبقي في قطر إلى صفر سنة 1358هـ، فقدم الأحساء ومكث بها إلى شهر جمادى الآخرة، وفي هذه الأثناء قدم الأحساء معالي الوزير ابن سليمان وزير الملك عبد العزيز، فاتصل به وقابله وأشار عليه ابن سليمان أن يقابل الملك عبد العزيز، فقدم عليه في مدينة الرياض فأكرمه وعينه مدرسا في الحرم المكي الشريف، فأقام في مكة واجتمع عليه كثير من طلاب العلم يقرؤون عليه في الفقه والحديث، والنحو والفرائض، منهم الشيخ عبد العزيز بن رشيد رئيس هيئة التمييز بنجد، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف الباهلي، والشيخ البصيلي، والشيخ ناصر بن حمد الراشد الرئيس العام لتعليم البنات، والشيخ عبد الله بن زيد بن محمود، ومن أبرز تلامذته: الشيخ عبد الرحمن السعدي؛ علامة القصيم، وبعد قيامه بواجب التدريس بالمسجد الحرام عينه الملك عبد العزيز زيادة على ذلك رئيسا لثلاث هيئات: هيئة تمييز القضايا، وهيئة الأمر بالمعروف، وهيئة الوعظ والإرشاد.
وقام بهذه الأعمال إلى جانب قيامه بالتدريس في المسجد الحرام بعد صلاتي الفجر والمغرب، وفي عام 1364هـ عينه الملك مديرا للمعارف، وفي سنة 1366هـ أسند إليه رئاسة دار التوحيد، ولما شكلت وزارة المعارف سنة 1373هـ وعين الأمير فهد بن عبد العزيز وزيرا لها نقل الشيخ ابن مانع مستشارا برتبة وكيل وزارة إلى عام 1377ه،ـ حيث طلبه حاكم قطر، ولازم الشيخ علي بن الشيخ عبد الله بن قاسم بن ثاني إلى أن توفي رحمه الله ببيروت على إثر عملية جراحية أجريت له، ونقل جثمانه إلى قطر ودفن بها، وخلف ثلاثة أبناء: عبد العزيز، وأحمد، وعبد الرحمن, ومكتبة كبيرة حافلة بنوادر الكتب، ومؤلفات كثيرة، منها: ((إقامة الدليل والبرهان بتحريم الإجارة على قراءة القرآن))، و ((تحديث النظر في أخبار الإمام المهدي المنتظر))، و ((إرشاد الطلاب إلى فضيلة العلم والعمل والآداب))، و ((الأجوبة الحميدة: رسالة تتعلق بالتوحيد))، و ((حاشية على دليل الطالب))، و ((سبل الهدى شرح قطر الندى))، وله ((الكواكب الدرية شرح الدرة المضيئة))، و ((القول السديد فيما يجب لله على العبيد)).
بعد أن أوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان بقرار من مجلس الأمن تم اقتراح تدخل الاتحاد السوفيتي كوسيط؛ لفض النزاع بين باكستان والهند حول قضية كشمير، وذلك في أعقاب حرب 1965م، فطرحت روسيا أن يجتمع الطرفان في "طشقند" قاعدة جمهورية أوزبكستان الإسلامية، فعقد مؤتمر حضره رئيس وزراء الهند والرئيس الباكستاني، وكان الرئيس الروسي طوال المؤتمر في طشقند، وقد تم التوصل إلى اتفاق محدود يتضمن موافقة الطرفين على حل المشاكل التي ترتبت على حرب 1965م، وتأجيل بحث ومناقشة قضية كشمير إلى حين آخر، وصدر إعلان طشقند المتضمن إعادة العلاقات السلمية بين البلدين، وسحب القوات المسلحة.
هو الحاج سير أحمدو بلو بن الأمير إبراهيم بن فودي: زعيم سياسي نيجيري شمالي.
مفكر إسلامي سياسي كان من أبرز قادة مقاومة الاستعمار الإنجليزي.
ولد سنة 1909م بقرية رابا، وتعلم في كتابها سنتين، ثم أخذه أخوه إلى مدينة صكتو؛ ليلحقه بمدرسة ابتدائية هناك، فدرس فيها القرآن الكريم، والحساب، واللغة الإنجليزية، والتاريخ، لكنه أبدى أسفه حين رأى أن التاريخ الذي يدرسه تاريخ إنجلترا بدلا من تاريخ بلاده.
كان جادا في دراسته ما جعله بعد خمس سنين يتخرج بتفوق على أقرانه، وفي عام 1926م انتقل إلى كلية المعلمين في كاتسينا؛ ليتخرج معلما، فعاد إلى مدرسته الأولى في صكتو ليدرس بها اللغة الإنجليزية، والهندسة، ومبادئ اللغة العربية، وفي عام 1934م عينه السلطان رئيسا لمركز (رابا) مسقط رأسه بعد وفاة ابن عمه، فكان أصغر رئيس من بين 45 رئيسا؛ إذ كان عمره 24 سنة، فكان أول عمل أقدم عليه هو مكافحة الجهل والأمية في قريته، حتى إنه لم يكن فيها من يعرف القراءة والكتابة سواه، فأنشأ مدرسة تولى التدريس فيها بنفسه، فلما تعلم عدد من أهل القرية القراءة والكتابة فتح فصولا أخرى، حتى بنيت أول مدرسة نظامية في القرية.
في عام 1938م انتقل أحمد بلو إلى (غسو)، وقد عينه السلطان الحاج أبو بكر تفاوة بيليوا رئيس وزراء حكومة اتحاد نيجيريا مشرفا على 14 مركزا في سلطنة صكتو، وبهذا اكتسب بلو مهارات إدارية.
ولما أعلنت الحرب العالمية الثانية عين بلو ضابطا للحرب في صكتو.
وفي عام 1948م سافر بلو إلى لندن؛ لدراسة نظم الحكم المحلي، وفي عام 1949م ذهب إلى عاصمة نيجيريا لاجوس لأول مرة حين توفي وزير صكتو، وأصبح يمثل صكتو، وحين بدأت إجراءات تعديل الدستور النيجيري اجتمع الشماليون في (كدونا)، واختاروا مندوبين منهم للاشتراك في هذا العمل المهم، وكان أحدهما: أحمدو بلو.
وفي عام 1953م تقلد وزارتي تطوير المجتمع والحكومة المحلية، وفي أكتوبر 1954م أصبح بلو رئيسا لوزراء الإقليم الشمالي، وظل في هذا المنصب حتى تم اغتياله رحمه الله.
بعد انقلاب حزب البعث السوري على الحكومة العربية السورية في الثامن آذار عام 1963م في سوريا قامت حكومة ضعيفة توالى عليها ثلاثة رؤساء، وبدأت الحكومات البعثية بسلسلة من الإجراءات الاشتراكية، إلا أن الفترة الأولى من الحكم البعثي الاشتراكي في سوريا كانت مضطربة؛ فوقع انقلاب عسكري بعثي في 23شباط / فبراير 1966م بقياده صلاح جديد (نصيري بعثي) بهدف الإطاحة بحكومة الجمهورية العربية السورية التي يرأسها أمين الحافظ (سني بعثي)، ففر أمين الحافظ ورئيس الوزراء صلاح الدين البيطار (سني بعثي) إلى خارج سوريا.
هو عبد السلام محمد عارف الجميلي: ثاني رؤساء العراق بعد سقوط الملكية وقيام الجمهورية العراقية، وقد ولد في مدينة "حديثة" على نهر الفرات في أسرة فقيرة، ثم انتقل مع أسرته إلى بغداد والتحق بالمدارس الحكومية، ثم دخل الكلية الحربية وتخرج منها برتبة ملازم، ثم اشترك في حرب فلسطين، وقابل هناك عبد الكريم قاسم، وانضم عن طريقه إلى اللجنة المركزية للثورة العراقية، وقام بدور كبير في الثورة على الملكية في ذي الحجة سنة 1377هـ؛ حيث قاد اللواء العشرين ببغداد، واستولى على مبنى الإذاعة وأصدر بيان الثورة، وأعلن قيام الجمهورية؛ ولذلك كان يعد نفسه القائد الفعلي للثورة، وقد تم تعيينه نائبا للرئيس عبد الكريم قاسم.
أصبح عبد السلام عارف رئيسا للعراق سنة 1382هـ بعد خلافات شديدة مع عبد الكريم قاسم انتهت بمقتل قاسم بعد سلسلة من المظاهرات والاضطرابات ضد حكمه، كان عبد السلام عارف ذا ميول أخلاقية إسلامية، ولكنه كان شديد الانبهار بالرئيس المصري جمال عبد الناصر، وكان يرى وجوب الانضمام إلى مصر على نمط الاتحاد المصري السوري، فلما تولى الرياسة نظم الحكم على النمط الناصري؛ مما أثار عليه حزب البعث والأحزاب الشيوعية، ثم زادت الأمور اضطرابا بعد فشل الاتحاد بين مصر وسوريا؛ بسبب حزب البعث السوري، فبطش عارف بالبعثيين في العراق لإرضاء عبد الناصر، ثم أخذ في إرساء قواعد الوحدة بين مصر والعراق، وحضر حفل تدشين بناء السد العالي سنة 1384ه، وبدأ في تنظيم الدستور العراقي بصورة تشبه لحد كبير الدستور المصري، وأمم المصارف والصناعات الكبرى، ولكنه قام أيضا بإلغاء الأحكام العرفية، والمحاكم العسكرية، وأطلق سراح المعتقلين السياسيين.
بعد ذلك أخذ الخلاف يظهر بين أتباع الحزب الناصري الذين يريدون الوحدة مباشرة دون دراسة والخضوع التام لعبد الناصر، وبين عبد السلام عارف الذي لم يقبل بالوحدة، وحاول الناصريون الانقلاب على عارف أثناء وجوده في مؤتمر القمة العربية بالدار البيضاء سنة 1385هـ، وطلب جمال عبد الناصر من عبد السلام عارف العفو عن المتآمرين وقادة الانقلاب، ولكن عارفا رفض بشدة، ثم زادت الشقة بين الرجلين وشعر عبد الناصر بأن عارفا لم يكن يوما من أتباعه أو أنصاره.
وفي يوم 23 من ذي الحجة سنة 1385هـ وأثناء رحلة داخلية لعبد السلام عارف بالطائرة الهليكوبتر وعند قرية «القرنة» قرب البصرة انفجرت الطائرة بسبب قنبلة وضعت فيها، ليلقى عبد السلام عارف ورفاقه مصرعهم في الحال، وقد أذاعت الحكومة العراقية أن سبب الحادثة العواصف الرعدية! وهكذا انتهت حياته بصورة غامضة.