Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
لما جاء أصحاب الجمل إلى البصرة لتأليف الكلمة والتوصل بذلك إلى إقامة الحد على قتلة عثمان وينظروا في جمع طوائف المسلمين، وضم تشردهم حتى لا يضطربوا فيقتتلوا، حرض من كان بها من المتألبين على عثمان الناس، وقالوا: اخرجوا إليهم حتى تروا ما جاءوا إليه.
فبعث عثمان بن حنيف -والي البصرة من قبل علي بن أبي طالب- حكيم بن جبلة العبدي -أحد قتلة عثمان بن عفان- ليمنع أصحاب الجمل من دخول البصرة، فلقيهم في الزابوقة –موضع قريب من البصرة كانت فيه وقعة الجمل في دورها الأول- فقام طلحة ثم الزبير يخطبان في أنصار المعسكرين، فأيدهما أصحاب الجمل، ورفضهما أصحاب عثمان بن حنيف، ثم قامت أم المؤمنين عائشة تخطب في المعسكرين، فثبت معها أصحاب الجمل، وانحازت إليها فرقة من أصحاب عثمان بن حنيف، وبقيت فرقة أخرى مع ابن جبلة، واختلف الفريقان وكثر بينهما اللغط، ثم تراموا بالحجارة، فقام حكيم بن جبلة بتأجيج الفتنة والدعوة إلى القتال، وأخذ يسب أم المؤمنين عائشة، ويقتل كل من أنكر عليه من الرجال والنساء، وكان دعاة أصحاب الجمل يدعون إلى الكف عن القتال، فلما لم يستجب حكيم بن جبلة وأنصاره لدعوى الكف عن القتال كر عليهم أصحاب الجمل، فقتل حكيم بن جبلة، ثم اصطلح أصحاب الجمل مع عثمان بن حنيف على أن تكون دار الإمارة والمسجد الجامع وبيت المال في يد ابن حنيف، وينزل أصحاب الجمل في أي مكان يريدونه من البصرة، وقيل: إن حكيم بن جبلة قتل بعد هذا الصلح لما أظهر المعارضة.
بعد وقعة الزابوقة بين الزبير وطلحة مع من أرسلهم عثمان بن حنيف من أهل البصرة بقيادة حكيم بن جبلة سار علي من المدينة، وبعث ابنه الحسن، وعمار بن ياسر إلى الكوفة بين يديه يستنفران الناس، فخرج من الكوفة ستة آلاف، قدموا على علي بذي قار، فسار في نحو عشرة آلاف، ثم إنه وصل إلى البصرة، فالتقى هو وجيش طلحة والزبير، فاصطف الفريقان وليس لطلحة ولا لعلي رأسي الفريقين قصد في القتال؛ بل ليتكلموا في اجتماع الكلمة، أرسل علي المقداد بن الأسود والقعقاع بن عمر ليتكلما مع طلحة والزبير، واتفقوا على عدم القتال، فطلحة والزبير ومعهما عائشة أم المؤمنين يرون أنه لا يجوز ترك قتلة عثمان، وكان علي يرى أنه ليس من المصلحة تتبع قتلة عثمان الآن؛ بل حتى تستتب الأمور، فقتل قتلة عثمان متفق عليه من الطرفين، والاختلاف إنما هو في متى يكون تنفيذه، وبعد الاتفاق نام الجيشان بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة حتى قرروا أن ينشبوا القتال بين الفريقين, فحمل القتلة على عسكر طلحة والزبير، فظن طلحة والزبير أن عليا حمل عليهم، فحملوا دفعا عن أنفسهم، فظن علي أنهم حملوا عليه، فحمل دفعا عن نفسه، فوقعت الفتنة بغير اختيارهم، وحاول قادة الجيشين وقف القتال لكن لم يفلحوا، فكان طلحة يقول: يا أيها الناس أنصتوا.
وهم لا ينصتون، فقال: أف أف فراش نار, وذبان طمع.
وعلي يحاول يمنعهم ولا يردون عليه, وعائشة راكبة جملها: لا قاتلت، ولا أمرت بالقتال, وقد أرسلت كعب بن سور بمصحف منشور بيده يناشد الناس أن لا يريقوا دماءهم، فأصابه سهم غرب فقتله، فترامى أوباش الطائفتين بالنبل، وشبت نار الحرب، وثارت النفوس، فالتحموا واشتد القتال أمام الجمل الذي عليه عائشة رضي الله عنها حتى عقر الجمل، وقتل طلحة والزبير، وحملت عائشة بهودجها إلى دار عبد الله بن خلف، ثم سيرها علي إلى مكة في صحبة من النساء، ثم ولي على البصرة عبد الله بن عباس بعد أيام من وقعة الجمل.
وكان سببها الأصلي هو المطالبة بقتل قتلة عثمان، وإقامة الحد عليهم، ولم يكن القتال أصلا في بال أحد من الفريقين، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ومعلوم أن طلحة والزبير وعليا ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، فرضي الله عنهم جميعا وأرضاهم.
أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، أمه: الصعبة بنت الحضرمي، أخت العلاء، أسلمت وأسلم طلحة قديما، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، من السابقين الأولين إلى الإسلام، دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طلحة وبين أبي أيوب الأنصاري، أبلى يوم أحد بلاءا عظيما، ووقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه فاتقى طلحة بيده عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصاب خنصره فشلت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أوجب طلحة).
وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هذا ممن قضى نحبه).
وقال أيضا: (من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة).
قتل يوم الجمل فلما وجده علي بعد المعركة في القتلى أجلسه ومسح التراب عن وجهه وقال: عزيز علي أن أراك مجدلا تحت نجوم السماء أبا محمد.
ثم بكى علي وقال: وددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.
هو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، أحد العشرة المبشرين بالجنة، أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان من أوائل الذين أسلموا، هاجر الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة، آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقش، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لكل نبي حواريا، وحواري الزبير بن العوام).
أول من سل سيفا في سبيل الله عز وجل، شهد بدرا معتجرا بعمامة صفراء فنزلت الملائكة على سيماه، اشتهر الزبير ببسالته في القتال وشدته وإقدامه حتى كأنه جيش لوحده، ولم يتخلف عن غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقد قتل رحمه الله وهو ابن سبع وستين، وقيل: ست وستين.