Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
هاجمت الروم المسلمين، فقصدوا الثغور، ودخلوا سميساط- وهي من ثغور الجزيرة بالشام- وغنموا جميع ما فيها من مال وسلاح وغير ذلك، وضربوا في الجامع بالناقوس أوقات الصلوات، ثم إن المسلمين خرجوا في أثر الروم وقاتلوهم وغنموا منهم غنيمة عظيمة، فأمر المقتدر بالله بتجهيز العساكر مع مؤنس المظفر، وخلع المقتدر عليه في ربيع الآخر؛ ليسير إليهم.
خرجت سرية من طرسوس إلى بلاد الروم، فوقع عليها العدو، فاقتتلوا فاستظهر الروم وأسروا من المسلمين أربعمائة رجل، فقتلوا صبرا، وفيها سار الدمستق في جيش عظيم من الروم إلى مدينة دبيل، وفيها نصر السبكي في عسكر يحميها، وكان مع الدمستق دبابات ومجانيق معه مزراق يزرق بالنار عدة اثنى عشر رجلا، فلا يقر بين يديه أحد من شدة ناره واتصاله، فكان من أشد شيء على المسلمين، وكان الرامي به مباشر القتال من أشجعهم، فرماه رجل من المسلمين بسهم فقتله، وأراح الله المسلمين من شره، وكان الدمستق يجلس على كرسي عال يشرف على البلد وعلى عسكره، فأمرهم بالقتال على ما يراه، فصبر له أهل البلد، وهو ملازم القتال، حتى وصلوا إلى سور المدينة، فنقبوا فيه نقوبا كثيرة، ودخلوا المدينة، فقاتلهم أهلها ومن فيها من العسكر قتالا شديدا، فانتصر المسلمون، وأخرجوا الروم منها، وقتلوا منهم نحو عشرة آلاف رجل.
ظهر الديلم على الري والجبال، وأول من غلب منهم لنكى بن النعمان، فقتل من أهل الجبال مقتلة عظيمة وذبح الأطفال في المهد، ثم غلب على قزوين أسفار بن شيرويه وألزم أهلها مالا، وكان له قائد يسمى مرداويج بن زيار، فوثب على أسفار المذكور وقتله وملك البلاد مكانه، وأساء السيرة بأصبهان، وجلس على سرير من ذهب، وقال: أنا سليمان بن داود، وهؤلاء الشياطين أعواني، وكان مع هذا سيئ السيرة في أصحابه.
سير المهدي العبيدي- صاحب إفريقية- ابنه أبا القاسم من المهدية إلى المغرب في جيش كثير، في صفر؛ لسبب محمد بن خرز الزناتي، وذلك أنه ظفر بعسكر من كتامة، فقتل منهم خلقا كثيرا، فعظم ذلك على المهدي، فسير ولده، فلما خرج تفرق الأعداء، وسار حتى وصل إلى ما وراء تاهرت، فلما عاد من سفرته هذه خط برمحه في الأرض صفة مدينة، وسماها المحمدية، وهي المسيلة، وكانت خطته لبني كملان، فأخرجهم منها، ونقلهم إلى فحص القيروان، كالمتوقع منهم أمرا؛ فلذلك أحب أن يكونوا قريبا منه، وهم كانوا أصحاب أبي يزيد الخارجي، وانتقل خلق كثير إلى المحمدية، وأمر عاملها أن يكثر من الطعام ويخزنه ويحتفظ به ففعل ذلك، فلم يزل مخزنا إلى أن خرج أبو يزيد ولقيه المنصور، ومن المحمدية كان يمتار ما يريد؛ إذ ليس بالموضع مدينة سواها.
كانت بين يوسف بن أبي الساج وبين أبي طاهر القرمطي عند الكوفة موقعة، فسبقه إليها أبو طاهر فحال بينه وبينها، فكتب إليه يوسف بن أبي الساج: اسمع وأطع، وإلا فاستعد للقتال يوم السبت تاسع شوال منها، فكتب: هلم، فسار إليه، فلما تراءى الجمعان استقل يوسف جيش القرمطي، وكان مع يوسف بن أبي الساج عشرون ألفا، ومع القرمطي ألف فارس وخمسمائة رجل.
فقال يوسف: وما قيمة هؤلاء الكلاب؟ وأمر الكاتب أن يكتب بالفتح إلى الخليفة قبل اللقاء، فلما اقتتلوا ثبت القرامطة ثباتا عظيما، ونزل القرمطي فحرض أصحابه وحمل بهم حملة صادقة، فهزموا جند الخليفة، وأسروا يوسف بن أبي الساج أمير الجيش، وقتلوا خلقا كثيرا من جند الخليفة، واستحوذوا على الكوفة، وجاءت الأخبار بذلك إلى بغداد، وشاع بين الناس أن القرامطة يريدون أخذ بغداد، فانزعج الناس لذلك وظنوا صدقه، فاجتمع الوزير بالخليفة فجهز جيشا أربعين ألف مقاتل مع أمير يقال له بليق، فسار نحوهم، فلما سمعوا به أخذوا عليه الطرقات، فأراد دخول بغداد فلم يمكنه، ثم التقوا معه فلم يلبث بليق وجيشه أن انهزم، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكان يوسف بن أبي الساج معهم مقيدا في خيمة، فجعل ينظر إلى محل الوقعة، فلما رجع القرمطي قال: أردت أن تهرب؟ فأمر به فضربت عنقه.
ورجع القرمطي من ناحية بغداد إلى الأنبار، ثم انصرف إلى هيت.
كان حفص قد استلم مكان أخيه سليمان بعد أن قتل، فقام في هذه السنة الناصر أمير الأندلس بغزوه في ببشتر، وهو متحصن فيها، ولما اشتدت المحاصرة على حفص بن عمر بن حفصون بمدينة ببشتر، وأحيط به بالبنيان عليه من كل جانب، ورأى من الجد والعزم في أمره ما علم أن لا بقاء له معه في الجبل الذي تعلق فيه، كتب إلى أمير المؤمنين الناصر، يسأله تأمينه والصفح عنه، على أن يخرج عن الجبل مستسلما لأمره، راضيا بحكمه.
فأخرج إليه الناصر الوزير أحمد بن محمد بن حدير، وتولى هو وسعيد بن المنذر إنزاله من مدينة ببشتر.
ودخلها رجال أمير المؤمنين الناصر وحشمه يوم الخميس لسبع بقين من ذي القعدة من السنة.
واستنزل حفص وجميع النصارى الذين كانوا معه، وقدم بهم أحمد بن محمد الوزير إلى قرطبة مع أهلهم وولدهم.
ودخلها حفص في مستهل ذي الحجة، وأوسعه أمير المؤمنين صفحه وعفوه، وصار في جملة حشمه وجنده.
وبقي الوزير سعيد بن المنذر بمدينة ببشتر ضابطا لها، وبانيا لما عهد إليه من بنيانه وإحكامه منها.
عاد ثمل الخادم إلى طرسوس من الغزاة الصائفة سالما هو ومن معه فلقوا جمعا كثيرا من الروم، فاقتتلوا فانتصر المسلمون عليهم وقتلوا من الروم كثيرا، وغنموا ما لا يحصى، وكان من جملة ما غنموا أنهم ذبحوا من الغنم في بلاد الروم ثلاثمائة ألف رأس، سوى ما سلم معهم، ولقيهم رجل يعرف بابن الضحاك، وهو من رؤساء الأكراد، وكان له حصن يعرف بالجعفري، فارتد عن الإسلام وصار إلى ملك الروم فأجزل له العطية، وأمره بالعود إلى حصنه، فلقيه المسلمون، فقاتلوه وأسروه، وقتلوا كل من معه.
حادث فاشودة كان من أسباب الخلاف بين انجلترا وفرنسا في السيطرة على أعالي النيل، هو تصميم الخديوي إسماعيل على الوصول إلى أعماق الجنوب السوداني عند تأسيسه مديرية خط الاستواء على حدود أوغندا ليسيطر على كل مجرى نهر النيل والامتداد في أعماق القارة.
وقد أصبحت تلك المناطق ضمن الوجود المصري في السودان، وكانت الإمبراطورية الفرنسية بدورها تتحرك باتجاه منطقة جنوب السودان هي الأخرى؛ حيث كان القائد الفرنسي مارشان قد وصل إلى فاشودة بعد عامين من خروجه من مدينة برازافيل في الكونغو على رأس جنود سينغاليين مجتازا ثلاثة آلاف كيلومتر في جوف القارة؛ بهدف ضم أعالي النيل إلى الإمبراطورية الفرنسية؛ لتلتقي قواته مع قوات كتشنر الذي كان بعد انتصاره على الحركة المهدية واحتلال الخرطوم انطلق على مركب بخاري ومعه عدد من الجنود المصريين والسودانيين متجها إلى فاشودة، حيث وصل بعد يومين من وصول مارشان.
وعندما التقى الطرفان أعلم كتشنر القائد الفرنسي بأن عليه العودة إلى بلاده وترك فاشودة؛ لأن الأرض التي يقفون عليها هي أرض مصرية، وأن الخلاف هو بين مصر وفرنسا، وقد استقبل كتشنر خصمه الفرنسي بلباس ضابط مصري، وتحت العلم المصري.
كانت مرحلة صراعات بين الدول الاستعمارية حول السودان ومنطقة القرن الأفريقي ووسط أفريقيا.
وكانت نقطة الالتقاء هي فاشودة التي انتهت بدون معركة عسكرية، وكانت عنوانا لتقسيم المنطقة وفق نظرية الاتفاقات الودية والتي تبلورت بعد سنوات قليلة فيما سمي بالاتفاق الودي لتقسيم الدول العربية أو المستعمرات بين الدول الاستعمارية! بعد صراعات حاولت فرنسا خلالها هي الأخرى الاتصال بالثورة المهدية والطلب منها رفع العلم الفرنسي فوق فاشودة قبل أن تقوم بمساندة الثورة المهدية في مواجهة بريطانيا، وبعد مواجهة فاشودة انتهت الأوضاع إلى الاستقرار على تقسيم "السودان العظيم" إلى مناطق نفوذ وقع فيها السودان الحالي الذى نعرفه تحت الاحتلال الانجليزي.
أخذت إيطاليا (بيلول) شمال خليج (عصب)، والمنطقة الساحلية قرب (مصوع) إرتريا الحالية, وأخذت الحبشة مدينة (هرو)، وانتزعت إنجلترا الجهات المطلة على بحيرة فيكتوريا، ووضعت فيها أساسا لمستعمرة أوغندا كمركز لمستعمراتها الأفريقية، وأخرجت إنجلترا فرنسا من فاشودة تحت العلم والجيش المصري إلى المناطق الأخرى في جوف القارة، وهى التي أصبحت تسيطر على تشاد فعليا.
هو الأمير محمد بن عبد الله بن علي بن رشيد، من شمر، أكبر أمراء آل رشيد أيام حكمهم في حائل وما حولها.
كان أبوه عبد الله قد لجأ إلى آل سعود وأقامه الأمير فيصل بن تركي بن عبد الله أميرا على حائل، وتوفي بها سنة 1263هـ، وخلفه ابنه طلال فتوفي سنة 1283 وخلفه أخوه متعب فقتله ولدا أخيه بندر وبدر ابنا طلال سنة 1285، وقام محمد سنة 1288 فقتل خمسة من أبناء أخيه طلال بينهم بندر وبدر، وترك سادسا لهم اسمه نايف لصغر سنه، وتوطدت له الإمارة.
وامتد حكمه إلى أطراف العراق ومشارف الشام، ونواحي المدينة واليمامة وما يلي اليمن.
وغلب على نجد، وانتهز فرصة الخلاف بين أمراء آل سعود، فأدخل نجدا في طاعته بعد أن قضى على دولتهم في مرحلتها الثانية سنة 1309ه.
وأمنت المسالك في أيامه، وفكر في إنشاء ميناء بحري لنجد، فحالت منيته دون ذلك.
توفي بحائل ولم يعقب ولدا، فلما مات خلفه ابن أخيه عبد العزيز بن متعب الذي قتل في المواجهة مع الملك عبد العزيز في معركة روضة مهنا بالقصيم سنة 1324.
في هذا العام زار الإمبراطور الألماني ويلهلم استانبول فلحقه هرتزل وتمكن من مقابلته في القدس وطلب مساعدته بشأن الهجرة إلى فلسطين، وبعد توسط السفارة الألمانية في استانبول تقدم هرتزل وبصحبته الحاخام اليهودي موشيه ليفي من السلطان عبد الحميد الثاني قائلا: مولانا صاحب الشوكة جلالة السلطان، لقد وكلنا عبيدكم اليهود بتقديم أسمى آيات التبجيل والرجاء، عبيدكم المخلصون اليهود يقبلون التراب الذي تدوسونه ويستعطفونكم للهجرة إلى فلسطين المقدسة، ولقاء أوامركم العالية الجليلة نرجو التفضل بقبول هديتكم خمس ملايين ليرة ذهبية، فما كان من الخليفة إلا أن أمر بطردهم، كما جاء في مذكرات هرتزل، بلغوا هرتزل ألا يبذل بعد اليوم شيئا من المحاولة في هذا الأمر؛ أمر دخول فلسطين، والتوطن فيها؛ فإني لست مستعدا لأن أتخلى عن شبر واحد من هذه البلاد لتذهب إلى الغير، فالبلاد ليست ملكي بل هي ملك لشعبي، روى ترابها بدمائه، فلتحتفظ اليهود بملايينهم من الذهب.
وأصدر أمرا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين، فاتخذوا قرارا بخلعه وحاولوا استخدام المنظمات السرية الأرمنية، وفوضوا عمانوئيل قره صو الذي يتمتع بجنسية عثمانية وإيطالية، والذي أصبح نائبا عن ولاية سلانيك بتلك المهمة، فكان هذا اليهودي ممن اشترك مع الوافد الذي دخل على الخليفة ليبلغه قرار عزله.
بدأت الجمعيات السرية وغير السرية تنتشر في البلاد، والأفكار الغربية الموالية للغرب والمعادية لفكرة الخلافة تنتشر، وبدأت التنظيمات العسكرية تنمو وتتسع دائرتها بسرعة، وبدأ الخطر اليهودي يبرز بشكل واضح سواء عن طريق يهود الدونمة، أو عن طريق الماسونية، أو عن طريق اليهود من الخارج؛ إذ ساعدوا الجمعيات السرية، وكان اليهود قد دعوا إلى اجتماع لبحث قضيتهم وعقد المؤتمر الذي دعوا إليه في بازل - أو بال- بسويسرا عام 1315هـ ورأوا في المؤتمر أن يعملوا على تأسيس وطن قومي لهم يجمعون فيه أبناء عقيدتهم الذين يضطهدون في العالم نتيجة تصرفاتهم وآرائهم وعقائدهم الخاصة بهم سواء أكانت ابتزازا للأموال أم تسخيرا للجنس لحساب تحقيق مآربهم أم قتلا للأبرياء للحصول على الدماء لعمل فطيرتهم في عيدهم المقدس، وأصر هرتزل يومذاك على أن تكون فلسطين هي الوطن القومي لهم، فأعطي الصلاحيات من أجل تحقيق غاياتهم، فنشأت الفكرة الصهيونية، وأصبح هرتزل يتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني من أجل ذلك.
وقعت الدولة العثمانية معاهدة استانبول مع اليونان، بعد الحرب التي نشبت بين الجانبين وكسبتها الدولة العثمانية، ونصت المعاهدة على أن تدفع اليونان لاستانبول غرامات حربية ضخمة.