Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


استأذن الوزير علي بن عيسى الخليفة المقتدر في مكاتبة رأس القرامطة أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي فأذن له، فكتب كتابا طويلا يدعوه فيه إلى السمع والطاعة، ويوبخه على ما يتعاطاه من ترك الصلاة والزكاة وارتكاب المنكرات، وإنكارهم على من يذكر الله ويسبحه ويحمده، واستهزائهم بالدين واسترقاقهم الحرائر، ثم توعده الحرب وتهدده بالقتل، فلما سار بالكتاب نحوه قتل أبو سعيد قبل أن يصله، قتله بعض خدمه، وعهد بالأمر من بعده لولده سعيد، فلما قرأ سعيد كتاب الوزير أجابه بما حاصله: إن هذا الذي تنسب إلينا مما ذكرتم لم يثبت عندكم إلا من طريق من يشنع علينا، وإذا كان الخليفة ينسبنا إلى الكفر بالله، فكيف يدعونا إلى السمع والطاعة له؟


استولى الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب على طبرستان، وكان يلقب بالناصر، وكان الحسن بن علي الأطروش قد دخل الديلم بعد قتل محمد بن زيد، وأقام بينهم نحو ثلاث عشرة سنة يدعوهم إلى الإسلام، ويقتصر منهم على العشر، فأسلم منهم خلق كثير، واجتمعوا عليه، وبنى في بلادهم مساجد، وكان للمسلمين بإزائهم ثغور مثل: قزوين، وسالوس، وغيرهما، وكان بمدينة سالوس حصن منيع قديم، فهدمه الأطروش حين أسلم الديلم والجيل، ثم إنه جعل يدعوهم إلى الخروج معه إلى طبرستان، فلا يجيبونه إلى ذلك لإحسان ابن نوح، فاتفق أن الأمير أحمد عزل ابن نوح عن طبرستان وولاها سلاما، فلم يحسن سياسة أهلها، وهاج عليه الديلم، فقاتلهم وهزمهم، واستقال عن ولايتها، فعزله الأمير أحمد، وأعاد إليها ابن نوح، فصلحت البلاد معه، ثم إنه مات بها، واستعمل عليها أبو العباس محمد بن إبراهيم صعلوك، فغير رسوم ابن نوح، وأساء السيرة، وقطع عن رؤساء الديلم ما كان يهديه إليهم ابن نوح، فانتهز الحسن بن علي الفرصة، وهيج الديلم عليه ودعاهم إلى الخروج معه، فأجابوه وخرجوا معه، وقصدهم صعلوك، فالتقوا بمكان يسمى نوروز، فانهزم ابن صعلوك، وقتل من أصحابه نحو أربعة آلاف رجل، وحصر الأطروش الباقين ثم أمنهم على أموالهم وأنفسهم وأهليهم، فخرجوا إليه، فأمنهم وعاد عنهم إلى آمل، وانتهى إليهم الحسن بن القاسم الداعي العلوي، وكان ختن الأطروش، فقتلهم عن آخرهم؛ لأنه لم يكن أمنهم ولا عاهدهم، واستولى الأطروش على طبرستان، وخرج صعلوك إلى الري، ثم سار منها إلى بغداد، كان الأطروش قد أسلم على يده من الديلم الذين هم وراء أسفيدروذ إلى ناحية آمل، وهم يذهبون مذهب الشيعة، وكان الأطروش زيدي المذهب، شاعرا ظريفا، علامة إماما في الفقه والدين، كثير المجون، حسن النادرة.

وكان سبب صممه أنه ضرب على رأسه بسيف في حرب محمد بن زيد فطرش.


هو أبو سعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي- قبحه الله- أخذ القرمطة عن حمدان بن قرمط, وهو رأس القرامطة، ظهر سنة 286 بالبحرين، فدعا الناس إلى مذهبه القرمطي، واجتذب إليه اللصوص وقطاع الطرق، واشتد خطره، فاستولى على اليمامة وعمان وهجر والقطيف، قاتله جيش المعتضد فهزم الجيش وقتلهم سوى قائدهم، تركه ليخبر الخليفة بما رآه منه، كان موت أبي سعيد في الحمام، قتله خادم صقلبي له كان قد أسره فيمن أسر، وكان شجاعا قويا جلدا, فحسنت منزلته عنده حتى صار على طعامه وشرابه.

وكان الخادم ينطوي على إسلام، فلم ير أبا سعيد يصلي صلاة، ولا صام شهر رمضان.

فأبغضه وأضمر قتله، فخلاه وقد دخل حماما في الدار ووثب عليه بخنجر فذبحه، ثم خرج ودعا بعض قواد أبي سعيد، فقال له: كلم أبا سعيد.

فلما دخل ذبحه، ثم استدعى آخر، ففعل به كذلك حتى فعل ذلك بجماعة من الكبار، ثم استدعى في الآخر رجلا، فدخل في أول الحمام، فلما رأى الدماء تجري، أدبر مسرعا وصاح، فصاح النساء واجتمعوا على الغلام فقتلوه, دام حكم أبي سعيد 16 عاما, وقد خلف من الأموال شيئا كثيرا، فمن ذلك ألف ألف دينار، ومن آنية الذهب والفضة نحو مائة ألف دينار، ومن البقر ألف ثور، ومن الخيل والبغال والجمال ألف رأس, وكان قد عهد بالأمر لابنه سعيد، ولكنه كان ضعيفا, فأوصى أبو سعيد أن يبقى سعيد في الحكم حتى يكبر أخوه الأصغر سليمان أبو طاهر، فيسلمه الأمر، ففعل سعيد.


جهز عبيد الله المهدي العساكر من إفريقية، وسيرها مع ولده أبي القاسم إلى الديار المصرية، فساروا إلى برقة، واستولوا عليها، وساروا إلى مصر، فملك الإسكندرية والفيوم، وصار في يده أكثر البلاد، وضيق على أهلها، فسير إليها المقتدر بالله مؤنسا الخادم في جيش كثيف، فحاربهم وأجلاهم عن مصر، فعادوا إلى المغرب مهزومين.


هو الأمير أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسد الساماني مولى بني العباس، أبو نصر صاحب خراسان وما وراء النهر، من ولد أسد بن سامان، وهم بيت لهم إمرة وحشمة، وكان أبو نصر حسن السيرة عظيم الحرمة, وكان مولعا بالصيد، فخرج إلى فربر متصيدا، فلما انصرف أمر بإحراق ما اشتمل عليه عسكره، وانصرف فورد عليه كتاب نائبه بطبرستان، وهو أبو العباس صعلوك، وكان يليها بعد وفاة ابن نوح بها، يخبره بظهور الحسن بن علي العلوي الأطروش بها، وتغلبه عليها، وأنه أخرجه عنها، فغم ذلك أحمد، وعاد إلى معسكره الذي أحرقه فنزل عليه فتطير الناس من ذلك، وكان له أسد يربطه كل ليلة على باب مبيته، فلا يجسر أحد أن يقربه، فأغفلوا إحضار الأسد تلك الليلة، فدخل إليه جماعة من غلمانه، فذبحوه على سريره وهربوا، فحمل إلى بخارى فدفن بها، ولقب حينئذ بالشهيد، وطلب أولئك الغلمان، فأخذ بعضهم فقتل، وولي الأمر بعده ولده أبو الحسن نصر بن أحمد، وهو ابن ثماني سنين، وكانت ولاية نصر ثلاثين سنة وثلاثة وثلاثين يوما، ثم اضطرب الأمر كثيرا في سجستان بعد نصر.


حاول عبد الله بن فيصل إخضاع أهل المجمعة واسترداد سلطته عليهم، لكنه فشل أمام تحالف أهل المنطقة مع ابن رشيد وآل مهنا، فمنيت قواته بخسائر فادحة في الأرواح، فبسط ابن رشيد نفوذه على الوشم وسدير، وعين لها حاكما من قبله، وكاتب البلدان المجاورة لتدخل في طاعته، ولما أرسل عبد الله أخاه محمدا لابن رشيد للتفاهم معه والتفاوض، جلا ابن رشيد عن الوشم إكراما له، ودليلا على حسن نيته، وأرسل معه هدايا ثمينة للإمام عبد الله ووعده بالمسالمة.